غابي غيفوردز (Gabby Giffords)

نشأتها وبداية حياتها المهنية

ولدت غابي غيفوردز في توسان، أريزونا، ونشأت في عائلة يهودية. والدها، سبنسر جيفوردز، كان رجل أعمال، ووالدتها، غلوريا غيفوردز، كانت تعمل في مجال الدفاع المدني. تلقت غيفوردز تعليمها في مدرسة سانتا ريتا الثانوية في توسان، ثم التحقت بكلية سكريبس في كليرمونت، كاليفورنيا، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في علم الاجتماع. بعدها، درست في جامعة كورنيل وحصلت على درجة الماجستير في دراسات أمريكا اللاتينية.

بدأت غيفوردز حياتها المهنية في مجال الأعمال، حيث عملت في شركة العائلة، وهي شركة لتصنيع وتوريد المعدات الصناعية. في عام 2000، دخلت معترك السياسة من خلال فوزها بمقعد في مجلس النواب في ولاية أريزونا. شغلت هذا المنصب حتى عام 2006. خلال فترة عملها في المجلس التشريعي للولاية، ركزت على قضايا التعليم والرعاية الصحية، ودعمت السياسات التي تعزز التنمية الاقتصادية المستدامة.

الحياة السياسية المبكرة

في عام 2006، أعلنت غيفوردز عن ترشحها لعضوية مجلس النواب الأمريكي عن الدائرة الثامنة في ولاية أريزونا. فازت في الانتخابات العامة في نوفمبر 2006، وبدأت فترة ولايتها في يناير 2007. عملت غيفوردز في عدد من اللجان في الكونغرس، بما في ذلك لجنة القوات المسلحة ولجنة العلوم والفضاء والتكنولوجيا.

خلال فترة عملها في الكونغرس، اشتهرت غيفوردز بمواقفها المعتدلة وقدرتها على العمل مع أعضاء من الحزبين. دعمت الإصلاحات في مجال الهجرة، بما في ذلك مسار للحصول على الجنسية للمهاجرين غير الشرعيين. كما كانت مؤيدة قوية للبحوث في مجال الخلايا الجذعية، ولها موقف داعم لحقوق المرأة. كانت أيضًا من أشد المؤيدين لتعزيز الأمن القومي الأمريكي، بما في ذلك دعم القوات المسلحة.

محاولة الاغتيال وتأثيرها

في 8 يناير 2011، تعرضت غيفوردز لمحاولة اغتيال أثناء مشاركتها في تجمع عام في توسان، أريزونا. أطلق جاريد لي لوكنر النار على غيفوردز وأصابها في الرأس. قُتل ستة أشخاص في الهجوم، من بينهم القاضي الفيدرالي جون رول، وأصيب ثلاثة عشر آخرون.

نجت غيفوردز بأعجوبة من الهجوم، وخضعت لعمليات جراحية متعددة وإعادة تأهيل مكثفة. بدأت تتعافى تدريجياً، لكنها عانت من إصابات في الدماغ أثرت على قدرتها على الكلام والتنسيق الحركي. على الرغم من هذه الإصابات، عادت غيفوردز إلى الكونغرس في أغسطس 2011، لكنها أعلنت استقالتها في يناير 2012 للتركيز على تعافيها.

أصبحت محاولة الاغتيال نقطة تحول في حياة غيفوردز. بعد الحادث، تحولت إلى ناشطة في مجال السيطرة على الأسلحة، وأسست منظمة “أمهات ضد الأسلحة” (Americans for Responsible Solutions)، وهي منظمة تعمل على تعزيز السلامة من الأسلحة والحد من العنف المسلح. سافرت غيفوردز في جميع أنحاء البلاد للتحدث عن أهمية السيطرة على الأسلحة، وشجعت على اتخاذ إجراءات تشريعية للحد من العنف المسلح.

نشاطها بعد ترك الكونغرس

بعد استقالتها من الكونغرس، واصلت غيفوردز عملها كصوت مؤثر في مجال السيطرة على الأسلحة. شاركت في العديد من الفعاليات والاحتجاجات لدعم التشريعات المتعلقة بالسلامة من الأسلحة. تعاونت مع زوجها، رائد الفضاء السابق مارك كيلي، لتأسيس منظمة “جيش غيفوردز”، وهي منظمة تعمل على تثقيف الجمهور بشأن العنف المسلح والدعوة إلى اتخاذ إجراءات وقائية.

إلى جانب نشاطها في مجال السيطرة على الأسلحة، عملت غيفوردز أيضًا على زيادة الوعي بالإصابات الدماغية. تحدثت عن تجربتها الشخصية مع التعافي من إصابة الرأس، وشجعت الآخرين على طلب المساعدة والدعم. كتبت غيفوردز أيضًا مذكرات بعنوان “أستطيع أن أقول”، والتي وصفت فيها تجربتها مع محاولة الاغتيال والتعافي منها.

في عام 2020، ترشح زوجها مارك كيلي لمجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية أريزونا وفاز في الانتخابات. دعمت غيفوردز حملته الانتخابية بشكل كبير، وقدمت له الدعم والتشجيع طوال فترة الترشح. وقد استمرت غيفوردز في الظهور العام والمشاركة في الفعاليات السياسية، مستخدمة صوتها وخبرتها للدفاع عن القضايا التي تهتم بها.

إنجازاتها وتكريمها

حصلت غيفوردز على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لخدمتها العامة وشجاعتها. حصلت على وسام الحرية الرئاسي في عام 2013، وهو أعلى وسام مدني في الولايات المتحدة. كما تم تكريمها من قبل العديد من المنظمات والشخصيات العامة، تقديراً لجهودها في مجال السيطرة على الأسلحة والإصلاحات المتعلقة بالهجرة.

أصبحت غيفوردز رمزاً للأمل والمرونة، وألهمت العديد من الناس في جميع أنحاء العالم. قصتها عن التعافي من محاولة الاغتيال، وتحولها إلى ناشطة مؤثرة، أثارت إعجاب الكثيرين. استمرت في إلهام الآخرين من خلال عملها في مجال السيطرة على الأسلحة، وتقديم الدعم للمصابين بالإصابات الدماغية، وتعزيز الحوار حول القضايا التي تهم المجتمع.

الحياة الشخصية

تزوجت غابي غيفوردز من رائد الفضاء السابق مارك كيلي في عام 2007. لديهما ابنة واحدة، كلير كيلي. يعتبر الزوجان من الشخصيات العامة البارزة، وغالبًا ما يظهران معًا في المناسبات العامة. وهما يدعمان القضايا التي يؤمنان بها، ويساهمان في تعزيز الوعي حول القضايا الاجتماعية والسياسية.

مساهماتها في المجتمع

قدمت غيفوردز مساهمات كبيرة للمجتمع الأمريكي من خلال عملها في الكونغرس ونشاطها بعد ترك المنصب. لقد عملت بجد لتعزيز الأمن القومي، وتحسين التعليم والرعاية الصحية، ودعم الإصلاحات المتعلقة بالهجرة. بعد محاولة الاغتيال، كرست وقتها وجهودها لدعم السيطرة على الأسلحة، والدفاع عن سلامة المجتمع.

كما لعبت غيفوردز دورًا مهمًا في زيادة الوعي بالإصابات الدماغية، وتشجيع المصابين على طلب المساعدة والدعم. أصبحت قصتها مصدر إلهام للكثيرين، وأظهرت قوة الإرادة والمرونة في مواجهة الشدائد. من خلال عملها في مجال السيطرة على الأسلحة، ورعاية المصابين بالإصابات الدماغية، استمرت في ترك بصمة إيجابية على المجتمع.

الجدل والانتقادات

على الرغم من إنجازاتها الكبيرة، تعرضت غيفوردز لبعض الانتقادات على مر السنين. تعرضت لانتقادات بسبب مواقفها المعتدلة في بعض القضايا، والتي اعتبرها البعض أنها لا تتناسب مع مبادئ الحزب الديمقراطي. تعرضت أيضًا لبعض الانتقادات بسبب نشاطها في مجال السيطرة على الأسلحة، حيث اتهمها البعض بتقويض حقوق حمل السلاح المنصوص عليها في الدستور الأمريكي.

ومع ذلك، حافظت غيفوردز على مواقفها وقيمها، وواصلت العمل من أجل القضايا التي تهتم بها. وقد أثبتت مرارًا وتكرارًا أنها ملتزمة بخدمة المجتمع، وتعزيز الحوار حول القضايا المهمة. لقد تمكنت من تحويل تجربتها الشخصية مع العنف المسلح إلى قوة دافعة للتغيير، وألهمت الكثيرين للعمل من أجل مستقبل أكثر أمانًا.

خاتمة

تعتبر غابي غيفوردز شخصية بارزة في السياسة الأمريكية، اشتهرت بعملها كعضو في الكونغرس، ونضالها من أجل السيطرة على الأسلحة بعد محاولة اغتيالها. من خلال مسيرتها المهنية، دافعت عن قضايا مهمة، بما في ذلك الإصلاحات المتعلقة بالهجرة، والبحوث في مجال الخلايا الجذعية، وتعزيز الأمن القومي. بعد تعرضها لمحاولة اغتيال، أصبحت غيفوردز رمزاً للأمل والمرونة، وألهمت الآخرين من خلال عملها كناشطة في مجال السيطرة على الأسلحة، وجهودها في دعم المصابين بالإصابات الدماغية. تستمر غيفوردز في لعب دور مهم في تشكيل النقاش العام في الولايات المتحدة، وتترك بصمة إيجابية على المجتمع.

المراجع

“`