خلفية تاريخية
بدأ بناء الطراد “تون” في عام 1905 في ترسانة كاواساكي لبناء السفن في كوبي، وتم إطلاقه في عام 1907. تم تكليفه بالخدمة في البحرية الإمبراطورية اليابانية في عام 1910. في ذلك الوقت، كانت اليابان في فترة توسع عسكري سريع، وكانت البحرية الإمبراطورية اليابانية في حاجة إلى سفن جديدة ومجهزة جيدًا لحماية مصالحها في الخارج.
تم تصميم الطراد “تون” ليكون طرادًا محميًا، وهذا يعني أن هيكله كان محمياً بدرع داخلي يغطي الأجزاء الحيوية للسفينة. على الرغم من أن الحماية كانت محدودة مقارنة بالطرادات المدرعة الأحدث، إلا أنها وفرت حماية أفضل من نيران المدفعية مقارنة بالسفن غير المحمية.
التصميم والمواصفات
بلغ طول الطراد “تون” الإجمالي 147.8 مترًا، وعرضه 14.5 مترًا، وغاطسه 5.3 مترًا. كان إزاحته القياسية حوالي 4,100 طن. تم تشغيله بواسطة محركات بخارية تعمل بالفحم، مما يوفر سرعة قصوى تبلغ حوالي 23 عقدة (43 كم/ساعة).
كان تسليح الطراد “تون” يتألف من:
- مدفعين رئيسيين عيار 203 ملم (8 بوصات).
- ثمانية مدافع عيار 152 ملم (6 بوصات).
- اثني عشر مدفعًا عيار 76 ملم (3 بوصات).
- أربعة أنابيب طوربيد عيار 457 ملم (18 بوصة).
كانت هذه الأسلحة كافية لجعل الطراد قوة بحرية كبيرة في ذلك الوقت، مما سمح له بمواجهة سفن مماثلة في القوة.
الخدمة في البحرية الإمبراطورية اليابانية
شهد الطراد “تون” خدمة نشطة في البحرية الإمبراطورية اليابانية لعدة سنوات. شارك في العديد من الدوريات والتدريبات في المياه اليابانية، وساهم في تعزيز قوة البحرية الإمبراطورية.
خلال الحرب العالمية الأولى، شارك الطراد “تون” في حماية قوافل السفن التجارية اليابانية في المحيط الهادئ. كما شارك في البحث عن السفن التجارية الألمانية في المحيط الهادئ والمحيط الهندي.
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، تم تحويل الطراد “تون” إلى سفينة تدريب. تم استخدامه لتدريب البحارة اليابانيين الجدد على الملاحة والعمليات البحرية. خدم في هذا الدور حتى تم شطبه في عام 1920.
الأحداث البارزة
على الرغم من أن الطراد “تون” لم يشارك في معارك رئيسية، إلا أنه شهد بعض الأحداث البارزة خلال فترة خدمته:
- الحرب الروسية اليابانية: على الرغم من أنه لم يشارك بشكل مباشر في القتال، إلا أن بناء الطراد “تون” يعكس الاهتمام المتزايد بالقوة البحرية في اليابان بعد الحرب الروسية اليابانية.
- الحرب العالمية الأولى: لعب الطراد دورًا في حماية طرق التجارة اليابانية.
- التدريب: بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، ساعد الطراد في تدريب أجيال من البحارة اليابانيين.
المصير
تم شطب الطراد “تون” من الخدمة في عام 1920. تم بيعه كخردة، مما يمثل نهاية لمسيرته البحرية. على الرغم من أن “تون” لم يصبح أحد السفن الأكثر شهرة في التاريخ البحري، إلا أنه لعب دورًا مهمًا في تطوير البحرية اليابانية وساهم في الأمن البحري لليابان في أوائل القرن العشرين.
المقارنة مع السفن الأخرى
عند مقارنة الطراد “تون” بالسفن الأخرى في عصره، يظهر أنه كان في مستوى جيد من ناحية السرعة والتسليح. ومع ذلك، كان يفتقر إلى الحماية المدرعة التي كانت متوفرة في الطرادات المدرعة الأحدث. في هذا السياق، يمكن مقارنته بالطرادات المحمية الأخرى مثل: “أزاما” و “إيزومو”، والتي كانت أكبر وأكثر تسليحًا.
الأهمية التاريخية
يمثل الطراد “تون” نقطة تحول في تاريخ البحرية اليابانية. فقد ساعد في بناء الخبرة الفنية والتشغيلية التي ستكون ضرورية للبحرية الإمبراطورية اليابانية في السنوات اللاحقة. كما أنه يمثل فترة بناء السفن السريعة التي قامت بها اليابان في محاولة للحاق بركب القوى البحرية العظمى في العالم.
التأثير والتراث
على الرغم من أن الطراد “تون” لم يترك إرثًا كبيرًا من حيث المشاركة في المعارك أو الإنجازات البطولية، إلا أنه يمثل جزءًا مهمًا من تاريخ البحرية اليابانية. ساهم في تعزيز القوة البحرية لليابان في وقت حاسم، وأصبح رمزًا لجهود التحديث والتطور التي بذلتها اليابان في تلك الفترة. على الرغم من أن السفينة نفسها لم تعد موجودة، إلا أن ذكراها ما زالت حية في السجلات التاريخية وفي قلوب المهتمين بالتاريخ البحري.
التطورات اللاحقة
تجدر الإشارة إلى أن اسم “تون” تم إحياؤه في سفن لاحقة في البحرية اليابانية. كان هناك طراد ثقيل آخر يحمل اسم “تون” تم بناؤه خلال الحرب العالمية الثانية. هذا الطراد، الذي تم تكليفه بالخدمة في عام 1938، كان مختلفًا تمامًا في التصميم والتسليح عن الطراد الأصلي، وكان له دور كبير في الحرب في المحيط الهادئ. هذا يعكس استمرار أهمية اسم “تون” في التاريخ البحري الياباني.
تقييم
يعتبر الطراد “تون” مثالًا على التقدم في بناء السفن في اليابان في أوائل القرن العشرين. على الرغم من أنه لم يكن من بين السفن الأكثر شهرة في وقته، إلا أنه لعب دورًا مهمًا في تعزيز الأمن البحري الياباني. إن دراسة هذا الطراد تقدم نظرة ثاقبة على التطورات التكنولوجية والاستراتيجية التي شكلت البحرية الإمبراطورية اليابانية.
خاتمة
في الختام، كان الطراد “تون” سفينة مهمة في تاريخ البحرية اليابانية. على الرغم من أنه لم يشارك في معارك كبيرة، إلا أنه خدم في مهام حماية التجارة والتدريب. يمثل الطراد “تون” فترة مهمة في التطور العسكري الياباني ويعكس طموحات اليابان لتصبح قوة بحرية عالمية.