نشأته وبداياته
ولد بيتر هوبيرت إيفرمود باككس في عام 1805. التحق بالدير في سن مبكرة، وتلقى تعليمه الديني والرهباني هناك. أظهر باككس منذ البداية تفوقًا في دراسته والتزامه بالتقاليد الدينية. كان له اهتمام خاص بالفلسفة واللاهوت، الأمر الذي ساعده في فهم أعمق للإيمان المسيحي وتقدير أهمية الحياة الرهبانية.
تدرج باككس في المناصب داخل الدير، واكتسب خبرة واسعة في إدارة شؤون الدير والتعامل مع الرهبان الآخرين. لقد أظهر قدرة قيادية مميزة، وكانت قراراته تتسم بالحكمة والتبصر. كان يحظى باحترام كبير من قبل جميع الرهبان، وذلك بفضل تواضعه وحبه للخير.
رئاسته لدير تونغيرلو
في عام 1848، تم انتخاب بيتر هوبيرت إيفرمود باككس رئيسًا لدير تونغيرلو. كان هذا المنصب بمثابة تتويج لمسيرته الرهبانية، ومسؤولية كبيرة لتولي قيادة الدير في فترة مهمة من تاريخه. خلال فترة رئاسته، واجه الدير العديد من التحديات، بما في ذلك الصعوبات الاقتصادية والاضطرابات السياسية. ومع ذلك، فقد تمكن باككس من التعامل مع هذه التحديات بحكمة وصبر.
ركز باككس على عدة جوانب خلال فترة رئاسته. أولًا، عمل على تعزيز الحياة الرهبانية في الدير. قام بتنظيم الحياة اليومية للرهبان، وشجعهم على الالتزام بالصلاة والدراسة والعمل. ثانيًا، اهتم بترميم وتوسيع الدير. قام بإصلاح المباني القديمة، وبناء مبانٍ جديدة لتلبية احتياجات الدير المتزايدة. ثالثًا، حرص على الحفاظ على التقاليد الدينية والثقافية للدير. دعم الفنون والثقافة، وشجع الرهبان على دراسة التاريخ واللغات القديمة.
كان باككس أيضًا رجلاً ذا رؤية. أدرك أهمية الدير في خدمة المجتمع. فقام بتوسيع نطاق أنشطة الدير، ليشمل تقديم الرعاية الصحية والتعليم. كما قام بتأسيس مكتبة عامة، وفتح أبواب الدير للزوار.
إنجازاته وإسهاماته
خلال فترة رئاسته، حقق بيتر هوبيرت إيفرمود باككس العديد من الإنجازات. قام بترميم الكنيسة الرئيسية للدير، وجعلها أكثر فخامة وجمالًا. قام بتوسيع المكتبة، وجلب إليها العديد من الكتب والمخطوطات القيمة. أسس مدرسة داخل الدير، لتعليم الأطفال والشباب. قام بتأسيس ورش عمل، لتدريب الرهبان على الحرف اليدوية.
بالإضافة إلى ذلك، كتب باككس العديد من المقالات والرسائل التي تناولت مواضيع دينية وفلسفية. ساهمت كتاباته في نشر الوعي الديني والثقافي في المجتمع. كان له تأثير كبير على الحياة الدينية في بلجيكا خلال القرن التاسع عشر. لقد ترك إرثًا دائمًا في تاريخ دير تونغيرلو، وظل اسمه محفورًا في ذاكرة الرهبان والمؤرخين.
من أهم إسهاماته:
- إعادة بناء وترميم أجزاء كبيرة من الدير، بما في ذلك الكنيسة والمباني المحيطة بها.
- دعم الفنون والثقافة، وتشجيع الرهبان على دراسة التاريخ والفلسفة.
- تحسين التعليم، وتأسيس مدرسة داخل الدير.
- تعزيز الحياة الرهبانية من خلال التأكيد على أهمية الصلاة والعمل والدراسة.
- المحافظة على تراث الدير من خلال جمع وحفظ الوثائق التاريخية.
حياته الشخصية
بالإضافة إلى دوره كرئيس للدير، كان باككس رجلًا متواضعًا ومتفانيًا. كان يتمتع بشخصية جذابة، وقدرة كبيرة على التواصل مع الآخرين. كان يهتم برفاهية الرهبان، ويسعى دائمًا لتلبية احتياجاتهم. كان ملتزمًا بالقيم الروحية، ويعيش وفقًا لمبادئ الإيمان المسيحي. كان يرى في الحياة الرهبانية طريقًا للوصول إلى الله، وكان يسعى دائمًا لتحقيق الكمال الروحي.
كان باككس مثالًا يحتذى به في التفاني والاجتهاد. كان يعمل بجد لخدمة الدير والكنيسة والمجتمع. كان يتمتع بروح الدعابة، وكان محبوبًا من قبل الجميع. كان رجلًا طيب القلب، وكان يسعى دائمًا لمساعدة الآخرين. لقد ترك بصمة واضحة في تاريخ دير تونغيرلو، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الجميع.
وفاته وإرثه
توفي بيتر هوبيرت إيفرمود باككس في عام 1868. ترك وراءه إرثًا غنيًا من الإنجازات والخدمات. لقد ترك دير تونغيرلو في حالة مزدهرة، وأسس العديد من المشاريع التي استمرت في خدمة المجتمع لسنوات عديدة. كان رحيله خسارة كبيرة للدير والكنيسة والمجتمع ككل.
لا يزال إرث باككس حيًا حتى اليوم. يذكر اسمه دائمًا في تاريخ دير تونغيرلو، وتقام له احتفالات سنوية لتكريم ذكراه. يعتبر مثالًا للقيادة الحكيمة والتفاني في خدمة الآخرين. يقتدي به الرهبان، ويستلهمون من حياته وإنجازاته. يمثل باككس رمزًا للقيم الروحية والأخلاقية التي يجب على الجميع السعي لتحقيقها.
لقد ترك باككس بصمة لا تمحى في تاريخ الدير، وألهم الكثيرين من حوله. إن عمله المستمر في الحفاظ على التقاليد وتعزيز الحياة الرهبانية يجعله شخصية بارزة في تاريخ بلجيكا.
خاتمة
كان بيتر هوبيرت إيفرمود باككس شخصية بارزة في القرن التاسع عشر، حيث شغل منصب رئيس دير تونغيرلو في بلجيكا. خلال فترة رئاسته، عمل على تعزيز الحياة الرهبانية، وترميم الدير، والحفاظ على التقاليد، وخدمة المجتمع. لقد ترك إرثًا دائمًا في تاريخ الدير، وأصبح مثالًا للقيادة الحكيمة والتفاني. إسهاماته في الحفاظ على التراث الديني والثقافي، بالإضافة إلى تحسين الحياة في الدير، تجعله شخصية محورية في تاريخ بلجيكا.
المراجع
- ODIS – Online Database for Intermediary Structures
- Tongerlo Abbey – Wikipedia
- Peter Hubert Backx – Geni
“`