نشأته وبداياته
ولد ريكي بيري في سان خوسيه، كاليفورنيا، ونشأ في منطقة ساكرامنتو. أظهر موهبة رياضية مبكرة، وبرع في كل من كرة السلة والبيسبول خلال سنوات دراسته الثانوية. التحق بمدرسة إل كامينو الثانوية في ساكرامنتو، حيث أصبح نجمًا في فريق كرة السلة، وقادهم إلى بطولة القسم الثاني لولاية كاليفورنيا في عام 1983. بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، التحق بيري بجامعة سان خوسيه الحكومية، حيث لعب كرة السلة الجامعية لمدة عام واحد قبل الانتقال إلى جامعة لويولا ماريماونت.
مسيرته الجامعية
خلال مسيرته الجامعية في لويولا ماريماونت، أثبت ريكي بيري نفسه كواحد من أبرز لاعبي كرة السلة في البلاد. تحت قيادة المدرب بول ويستهيد، ازدهر بيري في نظام “الركض والرمي” الهجومي السريع الذي اشتهرت به لويولا. كان قادرًا على تسجيل النقاط بسهولة بفضل رميته الدقيقة من مسافة بعيدة وقدرته على اختراق الدفاع. في موسمه الأخير، 1987-1988، قاد بيري المؤتمر الساحلي الغربي في تسجيل النقاط بمتوسط 24.8 نقطة في المباراة الواحدة. كما حصل على جائزة أفضل لاعب في المؤتمر الساحلي الغربي، وتم اختياره كأحد أفضل اللاعبين في All-American Honorable Mention.
كان بيري جزءًا من فريق لويولا ماريماونت الذي حقق نجاحًا كبيرًا، حيث قادهم إلى بطولة NCAA في عامي 1987 و 1988. في بطولة عام 1988، حقق لويولا انتصارًا مفاجئًا على حامل اللقب، جامعة ميشيغان، في الدور الأول. وصلوا في النهاية إلى دور الـ 16 قبل أن يخسروا أمام جامعة فيلانوفا.
مسيرته الاحترافية
بعد مسيرته الجامعية المذهلة، أعلن ريكي بيري عن نفسه لدخول مسودة الدوري الاميركي للمحترفين لعام 1988. تم اختياره في الجولة الثانية، الاختيار رقم 58 بشكل عام، من قبل فريق سكرامنتو كينغز، وهو الفريق الذي يقع مقره في مسقط رأسه. على الرغم من كونه اختيارًا متأخرًا في المسودة، إلا أن بيري أثبت بسرعة أنه يستحق فرصة اللعب في الدوري الاميركي للمحترفين. خلال موسمه الصاعد، لعب بيري في 69 مباراة، بمتوسط 11 نقطة و 3.1 كرة مرتدة لكل مباراة. أظهر قدرة عالية على التصويب من مسافة بعيدة، حيث سجل 40.6٪ من محاولاته الثلاثية، مما جعله واحدًا من أفضل الرماة الثلاثيين في الدوري.
كان أداء بيري الواعد خلال موسمه الصاعد يمثل علامة مبكرة على أنه سيكون إضافة قيمة لفريق سكرامنتو كينغز في السنوات القادمة. كان يُنظر إليه على أنه لاعب مجتهد ومتفانٍ، وكان محبوبًا من قبل زملائه في الفريق والمدربين والمشجعين على حد سواء. ومع ذلك، انتهت مسيرته الواعدة بشكل مأساوي بعد موسم واحد فقط.
وفاته
في 14 أغسطس 1989، تم العثور على ريكي بيري ميتًا في منزله في ساكرامنتو. تبين أن سبب الوفاة هو انتحار ناتج عن جرح ناري. كانت وفاته بمثابة صدمة كبيرة لعالم كرة السلة، وتركت العديد من الأسئلة دون إجابة.
قبل وفاته بوقت قصير، كان بيري قد تزوج لتوه من صديقته في الكلية، ومن المفترض أنه كان سعيدًا بحياته الشخصية. ومع ذلك، كشفت التحقيقات اللاحقة عن أنه كان يعاني من ضغوط ومشاكل شخصية في الأشهر التي سبقت وفاته. ورد أن بيري كان قلقًا بشأن مستقبله في الدوري الاميركي للمحترفين، وكان يخشى ألا يتمكن من تلبية التوقعات العالية التي وضعت عليه. بالإضافة إلى ذلك، كان يعاني من مشاكل في علاقته بزوجته، والتي ربما ساهمت في حالته العقلية المتدهورة.
تركت وفاة ريكي بيري فراغًا كبيرًا في مجتمع كرة السلة. لقد كان لاعبًا موهوبًا وواعدًا، وكان يتمتع بشخصية محبوبة. تم تكريمه من خلال العديد من الإشادات والتكريمات بعد وفاته، بما في ذلك تسمية ملعب كرة السلة في مدرسة إل كامينو الثانوية باسمه.
إرثه
على الرغم من أن مسيرة ريكي بيري في الدوري الاميركي للمحترفين كانت قصيرة، إلا أنه ترك بصمة لا تُمحى في عالم كرة السلة. يُذكر بيري لمهاراته في التصويب، وأخلاقه في العمل، وشخصيته المتواضعة. يعتبره الكثيرون مثالًا للاعب كرة السلة الذي حقق النجاح من خلال التفاني والعمل الجاد.
لا يزال إرث ريكي بيري يلهم اللاعبين الشباب الطموحين حتى اليوم. قصته هي تذكير بأن النجاح ليس مضمونًا، وأن الحياة يمكن أن تكون غير متوقعة. كما أنها بمثابة تحذير بشأن أهمية الصحة العقلية والبحث عن المساعدة عند الحاجة.
حقائق مثيرة للاهتمام حول ريكي بيري:
- كان ريكي بيري متخصصًا في الاتصالات في جامعة لويولا ماريماونت.
- كان لديه شقيق أصغر، دارين بيري، لعب أيضًا كرة السلة الجامعية في جامعة سان دييغو.
- كان ريكي بيري من محبي موسيقى الجاز، وكان يعزف على الساكسفون.
- بعد وفاته، أنشأ فريق سكرامنتو كينغز صندوقًا خيريًا باسمه لدعم برامج الشباب في منطقة ساكرامنتو.
أرقام وإحصائيات ريكي بيري في الدوري الاميركي للمحترفين:
- الموسم: 1988-1989
- الفريق: سكرامنتو كينغز
- عدد المباريات التي لعبها: 69
- متوسط النقاط في المباراة الواحدة: 11.0
- متوسط الكرات المرتدة في المباراة الواحدة: 3.1
- نسبة التسديد من الملعب: 45.7٪
- نسبة التسديد من ثلاث نقاط: 40.6٪
- نسبة الرميات الحرة: 75.0٪
خاتمة
كان ريكي بيري لاعب كرة سلة موهوبًا وواعدًا، انتهت حياته ومسيرته المهنية بشكل مأساوي في سن مبكرة. على الرغم من مسيرته القصيرة في الدوري الاميركي للمحترفين، إلا أنه ترك إرثًا دائمًا كمثال للاعب كرة السلة الذي حقق النجاح من خلال التفاني والعمل الجاد. سيبقى دائمًا في ذاكرة محبي كرة السلة في جميع أنحاء العالم.