<![CDATA[
التاريخ
تأسست محافظة نوبلي في عام 1974 كجزء من إعادة التنظيم الإداري التي قامت بها الحكومة العسكرية في تشيلي. قبل عام 1974، كانت المنطقة جزءًا من محافظة بيو بيو الأكبر. تم إنشاء محافظة نوبلي بهدف تحسين الإدارة المحلية وتلبية الاحتياجات الخاصة للسكان في هذه المنطقة.
خلال فترة وجودها، شهدت محافظة نوبلي تطورات كبيرة في البنية التحتية والاقتصاد. تم تحسين الطرق والمرافق العامة، مما ساهم في تعزيز التجارة والسياحة. كما شهدت المنطقة نموًا في القطاع الزراعي، الذي يعتبر أساسيًا لاقتصادها.
في عام 2018، تم اتخاذ قرار تاريخي بتحويل محافظة نوبلي إلى إقليم مستقل بذاته. جاء هذا القرار استجابة لمطالب طويلة الأمد من السكان المحليين الذين سعوا إلى الحصول على مزيد من الاستقلالية وصنع القرار على المستوى الإقليمي. تم تفعيل إقليم نوبلي الجديد في 6 سبتمبر 2018، مما أنهى رسميًا وجود محافظة نوبلي.
الجغرافيا
تقع محافظة نوبلي في الجزء الأوسط من تشيلي، وتتميز بتنوع تضاريسها ومناخها. يمكن تقسيم المنطقة إلى ثلاثة أجزاء رئيسية:
- جبال الأنديز: تشكل هذه الجبال الحدود الشرقية للمحافظة، وتتميز بقممها الشاهقة المغطاة بالثلوج والأنهار الجليدية. توفر هذه الجبال موارد مائية هامة للمنطقة وتعتبر وجهة سياحية شهيرة لمحبي الطبيعة والمغامرة.
- الوادي المركزي: يمتد هذا الوادي الخصيب بين جبال الأنديز وسلسلة الجبال الساحلية، ويعتبر قلب الزراعة في محافظة نوبلي. يتميز بتربته الغنية ومناخه المعتدل، مما يجعله مثاليًا لزراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل، بما في ذلك الحبوب والخضروات والفواكه.
- سلسلة الجبال الساحلية: تقع هذه السلسلة الجبلية على طول الساحل الغربي للمحافظة، وتتميز بتلالها المنخفضة وغاباتها الكثيفة. تلعب هذه الجبال دورًا هامًا في حماية المنطقة من الرياح القوية والأمواج العاتية القادمة من المحيط الهادئ.
تتميز محافظة نوبلي بمناخ معتدل ورطب، مع صيف دافئ وشتاء بارد وممطر. تتراوح درجات الحرارة في الصيف بين 20 و 30 درجة مئوية، بينما تتراوح في الشتاء بين 5 و 15 درجة مئوية. يتراوح متوسط هطول الأمطار السنوي بين 1000 و 1500 ملم، مما يجعل المنطقة مناسبة للزراعة.
الاقتصاد
يعتمد اقتصاد محافظة نوبلي بشكل كبير على الزراعة، حيث تعتبر المنطقة من أهم المناطق الزراعية في تشيلي. تشمل المحاصيل الرئيسية التي تزرع في المحافظة القمح والشوفان والشعير والذرة والبطاطس والبقوليات. كما تزرع أيضًا مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات، مثل التفاح والعنب والكرز والفراولة والبصل والثوم.
بالإضافة إلى الزراعة، يلعب قطاع الثروة الحيوانية دورًا هامًا في اقتصاد المحافظة. يتم تربية الأبقار والأغنام والماعز والدواجن في المنطقة، وتستخدم منتجاتها في صناعة الألبان واللحوم والصوف.
يشهد قطاع السياحة نموًا مطردًا في محافظة نوبلي، وذلك بفضل طبيعتها الخلابة وتاريخها الغني. تجذب المنطقة السياح من جميع أنحاء العالم، الذين يأتون للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة وممارسة الأنشطة الخارجية، مثل المشي لمسافات طويلة والتزلج على الجليد وركوب الدراجات الجبلية.
تساهم الصناعة أيضًا في اقتصاد المحافظة، وإن كان ذلك بدرجة أقل من الزراعة والثروة الحيوانية. تشمل الصناعات الرئيسية في المنطقة تجهيز الأغذية والمشروبات والخشب والورق والمعادن.
التركيبة السكانية
كانت محافظة نوبلي موطنًا لمجموعة متنوعة من السكان، بما في ذلك السكان الأصليين (الMapuche) والمهاجرين من مختلف أنحاء العالم. تميزت المنطقة بثقافتها الغنية وتراثها التاريخي.
بلغ عدد سكان محافظة نوبلي حوالي 480,609 نسمة (تعداد 2017). كانت الكثافة السكانية منخفضة نسبيًا، حيث بلغت حوالي 36.5 نسمة لكل كيلومتر مربع. تركز معظم السكان في المدن والبلدات الرئيسية، مثل تشيلان وسان كارلوس وبولينيس.
تميزت محافظة نوبلي بمجتمع متنوع ومتعدد الثقافات. كان السكان الأصليون (الMapuche) يشكلون جزءًا هامًا من التركيبة السكانية، ولهم تاريخ طويل وثقافة غنية في المنطقة. كما كان هناك عدد كبير من المهاجرين من مختلف أنحاء العالم، الذين ساهموا في إثراء ثقافة المنطقة واقتصادها.
التقسيم الإداري
كانت محافظة نوبلي مقسمة إلى 21 بلدية (comunas):
- بولينيس (Bulnes)
- تشيلان (Chillán)
- تشيلان فيخو (Chillán Viejo)
- كوبكويكورا (Cobquecura)
- كويليمو (Coelemu)
- إل كارمن (El Carmen)
- نينيوا (Ninhue)
- نيكين (Ñiquén)
- بيموكو (Pemuco)
- بورتيزويلو (Portezuelo)
- كيريهوا (Quirihue)
- رنكيو (Ránquil)
- سان كارلوس (San Carlos)
- سان فابيان دي أليكو (San Fabián de Alico)
- سان إجناسيو (San Ignacio)
- سان نيكولاس (San Nicolás)
- تريجواكو (Treguaco)
- يونغاي (Yungay)
كانت كل بلدية تدار من قبل مجلس بلدي منتخب ورئيس بلدية. كانت البلديات مسؤولة عن تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، مثل التعليم والصحة والصرف الصحي.
الأهمية الثقافية
تتمتع محافظة نوبلي بتاريخ وثقافة غنية، وقد لعبت دورًا هامًا في تاريخ تشيلي. كانت المنطقة موطنًا للعديد من الشخصيات الهامة في التاريخ التشيلي، بما في ذلك الكتاب والفنانين والسياسيين.
تتميز محافظة نوبلي بفنونها وحرفها اليدوية التقليدية، مثل صناعة السلال والمنسوجات والفخار. تعكس هذه الحرف اليدوية ثقافة المنطقة وتاريخها.
تستضيف محافظة نوبلي العديد من المهرجانات والاحتفالات الثقافية على مدار العام، والتي تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. تشمل هذه المهرجانات مهرجان الحصاد ومهرجان الموسيقى الشعبية ومهرجان الأفلام.
خاتمة
كانت محافظة نوبلي (1974-2018) جزءًا حيويًا من إقليم بيو بيو في تشيلي، حيث تتميز بتاريخها الغني وثقافتها المتنوعة واقتصادها القائم على الزراعة. لعبت دورًا هامًا في التنمية الإقليمية والوطنية، وساهمت في إثراء التراث الثقافي للبلاد. على الرغم من إلغائها وتحويلها إلى إقليم مستقل، إلا أن إرثها سيظل حيًا في ذاكرة سكانها وفي تاريخ تشيلي.