خلفية الألبوم
في بداية الثمانينيات، كانت بات بيناتار بالفعل نجمة روك ناجحة، حيث حققت ألبوماتها السابقة، مثل “In the Heat of the Night” و “Crimes of Passion” و “Get Nervous”، نجاحًا تجاريًا كبيرًا، وحصلت على العديد من الجوائز والترشيحات. ومع ذلك، شعرت بيناتار وزوجها ومدير أعمالها، نيل غيرالدو، بالحاجة إلى التغيير والتجديد في مسيرتها الفنية. أرادا أن يوسعا نطاقهما الموسيقي، وأن يستكشفا أساليب جديدة، وأن يقدما شيئًا مختلفًا لجمهورهما.
قررا الزوجان العمل على ألبوم جديد يختلف عن أعمالهما السابقة. بدأا في تجربة أنواع موسيقية مختلفة، مثل موسيقى السينثبوب والموسيقى اللاتينية، واستخدما الآلات الإلكترونية بشكل أكثر، مثل أجهزة المزج والسينثسيزرات. كما عملا مع منتجين جدد، مما ساعدهما على تحقيق رؤيتهما الفنية الجديدة.
تسجيل الألبوم
تم تسجيل ألبوم “تروبيكو” في استوديوهات مختلفة في لوس أنجلوس ونيويورك. عملت بيناتار وغيرالدو مع فريق من الموسيقيين الموهوبين، بما في ذلك عازف الدرامز مايرون جويس، وعازف الجيتار تشاك كاي، وعازف البيانو أيرل ماكدويل. كما تعاونا مع المنتج بيتر وولف، الذي ساعدهما على صقل صوت الألبوم وتوحيد أسلوبه.
تميزت عملية تسجيل الألبوم بالتركيز على التجريب والإبداع. سمح وولف لبيناتار وغيرالدو بالتحكم الكامل في عملية الإنتاج، وشجعهما على تجربة أفكار جديدة، وعلى تجاوز الحدود الموسيقية التقليدية. نتيجة لذلك، جاء الألبوم بمزيج فريد من الأصوات والأساليب، مما جعله يبرز بين ألبومات بيناتار الأخرى.
محتوى الألبوم
تضمن ألبوم “تروبيكو” تسع أغانٍ، تتنوع بين الأغاني السريعة ذات الإيقاع الراقص والأغاني الهادئة ذات الطابع الرومانسي. أبرز أغاني الألبوم:
- أغنية “We Built This City”: على الرغم من أنها لم تكن من ضمن الألبوم، بل أصدرت لاحقًا لفريق Starship، إلا أنها تعكس توجهًا موسيقيًا مشابهًا لما قدم في تروبيكو.
- أغنية “Ooh Ooh Ooh”: أغنية سينثبوب سريعة الإيقاع، تتميز بصوت بيناتار القوي وإيقاعها الجذاب.
- أغنية “The Man Who Has Everything”: أغنية بالاد رومانسية، تبرز قدرات بيناتار الصوتية وتعبّر عن المشاعر العميقة.
- أغنية “Wild Summer Nights”: أغنية روك صيفية ذات إيقاع سريع، تعكس روح المتعة والمرح.
- أغنية “Tango”: أغنية تجريبية تجمع بين موسيقى الروك واللاتينية، وتظهر قدرة بيناتار على التنوع الموسيقي.
تتميز كلمات الأغاني في الألبوم بالتركيز على مواضيع مختلفة، مثل الحب، والعلاقات، والوحدة، والتوق إلى الحرية. كتبت بيناتار معظم كلمات الأغاني بالتعاون مع غيرالدو، مما يعكس العلاقة القوية بينهما والإلهام المتبادل الذي يمثله كل منهما للآخر.
الاستقبال النقدي والتجاري
تلقى ألبوم “تروبيكو” ردود فعل متباينة من النقاد. أشاد البعض بالتجريب الموسيقي الذي قدمته بيناتار، وبقدرتها على استكشاف أساليب جديدة. بينما انتقد البعض الآخر الألبوم، ووصفوه بأنه غير متناسق، وأنه يفتقر إلى الهوية الموسيقية الواضحة. ومع ذلك، حقق الألبوم نجاحًا تجاريًا جيدًا، حيث وصل إلى المركز الرابع عشر في قائمة بيلبورد 200، وحصل على شهادة البلاتين من جمعية صناعة التسجيلات الأمريكية (RIAA) لمبيعاته التي تجاوزت المليون نسخة.
على الرغم من الآراء المتباينة حول الألبوم، إلا أنه يعتبر علامة فارقة في مسيرة بيناتار. فقد أظهر الألبوم استعدادها للمخاطرة والتغيير، ورغبتها في التطور الفني. كما مهد الألبوم الطريق لألبوماتها اللاحقة، التي استمرت في استكشاف أساليب موسيقية جديدة، وفي تحقيق المزيد من النجاح التجاري.
التأثير والتراث
ترك ألبوم “تروبيكو” تأثيرًا كبيرًا على موسيقى البوب والروك في منتصف الثمانينيات. فقد ساهم الألبوم في انتشار موسيقى السينثبوب، وفي دمج الآلات الإلكترونية في موسيقى الروك. كما ألهم الألبوم العديد من الفنانين الآخرين، الذين قاموا بتجربة أساليب موسيقية جديدة، والذين لم يخشوا كسر الحدود الموسيقية التقليدية. يعتبر الألبوم الآن عملًا كلاسيكيًا، ويستمر في التأثير على الأجيال الجديدة من الموسيقيين.
بالإضافة إلى ذلك، ساعد ألبوم “تروبيكو” في ترسيخ مكانة بيناتار كأحد أهم الفنانين النسائيين في موسيقى الروك. فقد أثبتت بيناتار من خلال هذا الألبوم قدرتها على التكيف مع التغييرات في صناعة الموسيقى، وعلى الحفاظ على شعبيتها على الرغم من التحديات التي واجهتها. تعتبر بيناتار الآن أيقونة موسيقية، وتستمر في إلهام محبي الموسيقى في جميع أنحاء العالم.
أغنية الفيديو القصيرة
بالتزامن مع الألبوم، أنتجت بات بيناتار ونيل غيرالدو فيلمًا قصيرًا مصاحبًا للألبوم، والذي أطلق عليه اسم “Tropico”. كان هذا الفيلم بمثابة فيديو موسيقي مطول، حيث تضمن مشاهد تمثيلية للأغاني الموجودة في الألبوم. عُرض الفيلم على قنوات الموسيقى مثل MTV وحقق نجاحًا كبيرًا. كما أن الفيلم كان بمثابة فرصة لبيناتار لاستعراض موهبتها التمثيلية، بالإضافة إلى صوتها المميز.
تدور أحداث الفيلم في عالم خيالي، حيث تقوم بيناتار بدور شخصية رئيسية تدعى “إيفا”. تظهر إيفا وهي تتجول في بيئة غريبة، وتتعامل مع شخصيات مختلفة، وتعبر عن مشاعرها من خلال الأغاني. استخدم الفيلم عناصر رمزية، وعزز من رسالة الألبوم عن الحب، والحرية، والتوق إلى عالم أفضل.
التأثير على مسيرة بات بيناتار
لعب ألبوم “تروبيكو” دورًا حاسمًا في تطور مسيرة بات بيناتار. على الرغم من أنه لم يكن الألبوم الأكثر مبيعًا لها، إلا أنه ساعدها على التحرر من قيود أسلوبها الموسيقي السابق، وعلى استكشاف أساليب جديدة. كما ساهم الألبوم في ترسيخ مكانتها كفنانة متعددة المواهب، قادرة على التجريب والتجديد.
بعد صدور ألبوم “تروبيكو”، استمرت بيناتار في إصدار ألبومات ناجحة، وفي تقديم عروض موسيقية رائعة. كما شاركت في العديد من المشاريع الفنية الأخرى، بما في ذلك التمثيل في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية. تعتبر بات بيناتار الآن رمزًا من رموز موسيقى الروك، وتستمر في التأثير على الأجيال الجديدة من الموسيقيين.
خاتمة
ألبوم “تروبيكو” هو عمل فني هام في مسيرة بات بيناتار، يمثل تحولًا موسيقيًا وتجريبيًا. على الرغم من الاستقبال النقدي المتباين، إلا أن الألبوم حقق نجاحًا تجاريًا وأثر في موسيقى البوب والروك. يظهر الألبوم قدرة بيناتار على التجديد والتعبير عن نفسها بطرق جديدة، مما يجعله عملًا خالدًا يتردد صداه مع محبي الموسيقى حتى اليوم.
المراجع
- AllMusic – Tropico
- Rolling Stone – Tropico Album Review
- Discogs – Tropico
- Wikipedia – Tropico (album)
“`