بيساخ شتاين (Pesach Stein)

نشأته وبداياته

ولد شتاين في عام 1918 في بلدة سكرين، ليتوانيا. تلقى تعليمه المبكر في يشيفا تلز في ليتوانيا، والتي كانت في ذلك الوقت واحدة من أبرز المؤسسات اليهودية في أوروبا الشرقية. أظهر شتاين تفوقًا أكاديميًا ملحوظًا منذ صغره، وتلقى تعليمًا متعمقًا في التلمود، والهالاخا (القانون اليهودي)، والفكر اليهودي.

خلال فترة دراسته في يشيفا تلز، أصبح تلميذًا مقربًا من الحاخام إلياهو ميرام تشيشمان، الذي كان رئيس يشيفا في ذلك الوقت. لعب تشيشمان دورًا كبيرًا في تطوير شتاين كعالم في التوراة وقائد ديني.

رحلته إلى أمريكا وتأسيسه ليشيفا تلز في كليفلاند

في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية، هاجر شتاين إلى الولايات المتحدة لتجنب الاضطهاد النازي. استقر في البداية في كليفلاند، أوهايو، حيث بدأ في تدريس التوراة. في عام 1941، شارك في إعادة تأسيس يشيفا تلز في كليفلاند، والتي كانت قد انتقلت من ليتوانيا بسبب الحرب. كان لشتاين دور محوري في بناء يشيفا تلز كواحدة من أهم المؤسسات التعليمية اليهودية في أمريكا الشمالية.

بمرور الوقت، ارتقى شتاين في صفوف يشيفا تلز، وأصبح في النهاية رئيس يشيفا. تحت قيادته، ازدهرت يشيفا تلز، وجذبت الطلاب من جميع أنحاء العالم. اشتهر شتاين بأسلوبه التعليمي العميق والمدروس، وقدرته على توضيح المفاهيم المعقدة في التلمود. كان أيضًا معروفًا بالتزامه الثابت بالقانون اليهودي، وقيادته الروحية.

إسهاماته في الفكر اليهودي والتعليم

كان لشتاين تأثير كبير على الفكر اليهودي والتعليم. ألّف العديد من الكتب والمقالات حول مجموعة متنوعة من الموضوعات اليهودية، بما في ذلك التلمود، والهالاخا، والفكر اليهودي. نُشرت أعماله على نطاق واسع، ولا تزال تُدرس في العديد من يشيفوت وكليات اليهودية في جميع أنحاء العالم.

بالإضافة إلى كتاباته، اشتهر شتاين بكونه معلمًا وموجهًا. كان لديه القدرة على التواصل مع الطلاب على جميع المستويات، ومساعدتهم على تطوير فهم أعمق للتوراة. كان معروفًا أيضًا بتفانيه في طلابه، وتوفير التوجيه والدعم لهم.

من أبرز إسهاماته:

  • تفسيراته العميقة للتلمود: تميزت تفسيرات شتاين بالتفصيل والشمولية، وساعدت على توضيح المفاهيم المعقدة في التلمود للطلاب والعلماء على حد سواء.
  • التزامه الثابت بالهالاخا: كان شتاين مدافعًا قويًا عن تطبيق القانون اليهودي في الحياة اليومية، وقدم توجيهات في مجموعة متنوعة من القضايا الهالاخية.
  • قيادته الروحية: كان شتاين قائدًا روحيًا مؤثرًا، وقدم التوجيه والدعم للعديد من اليهود في جميع أنحاء العالم.

أسلوبه في التدريس والفلسفة التعليمية

تميز أسلوب شتاين في التدريس بالوضوح والمنهجية. كان يركز على الفهم العميق للمادة، بدلاً من مجرد حفظها عن ظهر قلب. كان يشجع الطلاب على طرح الأسئلة، وتحدي الأفكار، وتطوير وجهات نظرهم الخاصة. كان يؤمن بأن التعليم يجب أن يكون تجربة محفزة ومثيرة، وأن تهدف إلى تطوير كل من العقل والروح.

كانت فلسفته التعليمية قائمة على عدد من المبادئ الأساسية:

  • أهمية التوراة كمرجع أساسي: كان يؤمن بأهمية دراسة التوراة كمرجع أساسي للحياة اليهودية، وكيفية فهم العالم.
  • أهمية الفكر النقدي: شجع الطلاب على تطوير مهارات التفكير النقدي، وطرح الأسئلة، ومناقشة الأفكار بشكل بناء.
  • أهمية الأخلاق: كان يؤمن بأهمية الأخلاق في الحياة اليهودية، وتعزيز القيم الأخلاقية في التعليم.

إرثه وتأثيره

ترك بيساخ شتاين إرثًا دائمًا في عالم اليهودية. لقد أثرت تعاليمه وكتاباته على آلاف الطلاب والعلماء في جميع أنحاء العالم. تعتبر يشيفا تلز في كليفلاند، تحت قيادته، واحدة من أهم المؤسسات التعليمية اليهودية في أمريكا الشمالية. يستمر إرثه في العيش من خلال طلابه، وأعماله، والمؤسسات التي ساعد في تأسيسها.

توفي شتاين في عام 2002، لكن تأثيره على اليهودية لا يزال محسوسًا حتى اليوم. يستمر طلابه في التدريس والكتابة، ونشر تعاليمه في جميع أنحاء العالم. يعتبر شتاين واحدًا من أبرز الشخصيات اليهودية في القرن العشرين، وسيُذكر اسمه دائمًا كعالم في التوراة، ومعلم، وقائد روحي.

حياته الشخصية

بالإضافة إلى مساهماته في عالم التعليم والفكر اليهودي، كان شتاين رجلاً متواضعًا ومتفانيًا لعائلته ومجتمعه. كان متزوجًا من ريبتزين تشايا سارة شتاين، وكان لديهما العديد من الأطفال والأحفاد. كان معروفًا بتفانيه في عائلته، وحبه للخير. كان مثالاً يحتذى به للعديد من الأشخاص.

خاتمة

كان بيساخ شتاين شخصية بارزة في عالم اليهودية، وترك إرثًا دائمًا من خلال تعليمه، وكتاباته، وقيادته. لقد ساهم بشكل كبير في الفكر اليهودي والتعليم، وأثر على حياة الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء العالم. سيُذكر اسمه دائمًا كعالم في التوراة، ومعلم، وقائد روحي، ومثال يحتذى به للجميع.

المراجع

“`