التأسيس والتاريخ
تأسست جمعية فيدوق في عام 1990 من قبل هوارد أوهينغر، وهو رسام خرائط جنائي متقاعد، وريتشارد والتر، وهو صحفي ومؤلف، وفرانك بندرجراست، وهو محلل سلوكي. كان الثلاثة يجتمعون بانتظام لمناقشة قضايا الجرائم الباردة المثيرة للاهتمام، وسرعان ما أدركوا أن الجمع بين خبراتهم ومعارفهم المتنوعة يمكن أن يؤدي إلى رؤى جديدة واختراقات محتملة.
بدأت الجمعية كاجتماع غير رسمي لعدد قليل من الأفراد المهتمين، لكنها سرعان ما اكتسبت زخماً وبدأت في جذب أعضاء من مجموعة واسعة من الخلفيات، بما في ذلك ضباط إنفاذ القانون والمحققين الخاصين وعلماء الطب الشرعي وعلماء النفس والأطباء الشرعيين والمحامين وحتى المجرمين المدانين السابقين.
منذ تأسيسها، نمت جمعية فيدوق لتضم أكثر من 80 عضواً من جميع أنحاء العالم. تجتمع الجمعية شهرياً في فيلادلفيا لمراجعة قضايا الجرائم الباردة التي قدمتها وكالات إنفاذ القانون. خلال هذه الاجتماعات، يقوم الأعضاء بتحليل الأدلة ومناقشة النظريات المحتملة وتبادل الأفكار، كل ذلك بهدف تقديم منظور جديد للقضايا التي ظلت دون حل لسنوات أو حتى عقود.
آلية العمل
تعتمد جمعية فيدوق على التنوع المعرفي والخبرات المتراكمة لأعضائها لحل الجرائم. يجلب كل عضو معه مجموعة فريدة من المهارات والمعرفة، مما يسمح للجمعية بالتعامل مع القضايا من زوايا متعددة. غالباً ما تكشف وجهات النظر المختلفة هذه عن تفاصيل جديدة أو تتجاهل الروابط التي ربما تم التغاضي عنها من قبل.
عادةً ما تبدأ عملية المراجعة بتقديم القضية من قبل وكالة إنفاذ القانون التي تسعى للحصول على المساعدة. يتلقى أعضاء الجمعية معلومات مفصلة حول القضية، بما في ذلك ملفات الشرطة وصور مسرح الجريمة وتقارير الطب الشرعي وشهادات الشهود. ثم يقوم الأعضاء بمراجعة هذه المواد بشكل فردي قبل الاجتماع الشهري.
خلال الاجتماع، يقدم المحقق الرئيسي من وكالة إنفاذ القانون ملخصاً للقضية ويجيب على أسئلة الأعضاء. بعد ذلك، ينخرط الأعضاء في مناقشة مفتوحة، ويتبادلون الأفكار ويقترحون نظريات جديدة. يتم تسجيل جميع المناقشات وتوثيقها، ويتم إرسال ملخص للاجتماع إلى وكالة إنفاذ القانون.
في كثير من الحالات، تكون رؤى جمعية فيدوق مفيدة في إعادة فتح القضايا أو تقديم أدلة جديدة يمكن أن تؤدي إلى الاعتقالات والإدانات. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن جمعية فيدوق ليست وكالة لإنفاذ القانون ولا تتمتع بسلطة الاعتقال أو التحقيق بشكل مستقل. بدلاً من ذلك، تعمل الجمعية كمورد استشاري، حيث تقدم خبراتها ومعرفتها لوكالات إنفاذ القانون التي تسعى للحصول على المساعدة.
معايير العضوية
تعتبر العضوية في جمعية فيدوق حصرية للغاية وتقتصر على الأفراد الذين لديهم سجل حافل من الإنجازات في مجالاتهم الخاصة. تشمل بعض الفئات المهنية التي يمثلها الأعضاء:
- ضباط إنفاذ القانون: المحققون المتقاعدون والنشطون، وخبراء مسرح الجريمة، وغيرهم من المتخصصين في إنفاذ القانون.
- علماء الطب الشرعي: علماء الأنثروبولوجيا الشرعيون، وعلماء السموم، وخبراء الحمض النووي، وغيرهم من المتخصصين في الطب الشرعي.
- علماء النفس والأطباء النفسيون: المتخصصون في علم النفس الجنائي وتقييم الشخصية.
- المحامون: محامو الدفاع والمدعون العامون ذوو الخبرة في القضايا الجنائية.
- الأطباء الشرعيون: الأطباء المتخصصون في تحديد سبب الوفاة.
- المجرمون المدانون السابقون: يتم قبول عدد قليل من المجرمين المدانين السابقين في الجمعية، حيث يمكنهم تقديم رؤى فريدة حول عقلية المجرمين وسلوكهم.
بالإضافة إلى الخبرة المهنية، يجب أن يكون لدى المرشحين للعضوية شغف حقيقي بحل الجرائم والالتزام بالحفاظ على سرية مداولات الجمعية. يتم فحص جميع المرشحين المحتملين بدقة ويجب ترشيحهم من قبل عضو حالي في الجمعية.
القضايا البارزة
شاركت جمعية فيدوق في حل العديد من القضايا البارزة على مر السنين. في حين أن الجمعية تحافظ على السرية بشأن تفاصيل العديد من قضاياها، فقد تم الكشف عن بعض الحالات علناً.
- قضية “السيدة في الصندوق”: في عام 1998، ساعدت جمعية فيدوق في حل قضية القتل التي تعود إلى عام 1979 لامرأة تم العثور عليها في صندوق في مقاطعة ديلاوير، بنسلفانيا. قدم أعضاء الجمعية رؤى جديدة حول الأدلة الجنائية التي ساعدت في تحديد هوية الضحية والقبض على القاتل.
- قضية “قتلة الأطفال في أتلانتا”: في عام 2007، قدمت جمعية فيدوق المساعدة في إعادة فحص الأدلة في قضية “قتلة الأطفال في أتلانتا” التي تعود إلى أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات. ساعد تحليل الجمعية في تأكيد إدانة واين ويليامز، الذي أدين بقتل اثنين من البالغين ولكن يشتبه في قتله العديد من الأطفال الآخرين.
- قضية “جريمة قتل الفتاة المجهولة”: في عام 2016، ساعدت الجمعية في تحديد هوية فتاة تم العثور عليها مقتولة في صندوق عام 1969 في ألتونا، بنسلفانيا. استخدمت الجمعية تقنيات الحمض النووي المتقدمة لتحديد هوية الضحية على أنها مارسييل برايمو.
الجدل والانتقادات
على الرغم من نجاحها في حل الجرائم، واجهت جمعية فيدوق أيضاً بعض الجدل والانتقادات. يجادل بعض النقاد بأن سرية الجمعية تجعل من الصعب التحقق من ادعاءاتها بالإنجاز، وأن مشاركة المجرمين المدانين السابقين في الجمعية أمر مثير للجدل.
بالإضافة إلى ذلك، يرى البعض أن التركيز على القضايا الباردة يمكن أن يصرف الانتباه والموارد عن الجرائم الحالية. ومع ذلك، يجادل أنصار جمعية فيدوق بأن عمل الجمعية يمثل قيمة كبيرة لوكالات إنفاذ القانون وأن رؤاها يمكن أن تساعد في تحقيق العدالة للضحايا وعائلاتهم.
خاتمة
تعتبر جمعية فيدوق منظمة فريدة من نوعها ومثيرة للاهتمام، مكرسة لحل الجرائم التي لم يتم حلها. من خلال الجمع بين الخبرات والمعرفة المتنوعة لأعضائها، تمكنت الجمعية من تقديم رؤى جديدة واختراقات محتملة في العديد من القضايا البارزة. في حين أن الجمعية واجهت بعض الجدل والانتقادات، إلا أن عملها يظل ذا قيمة لوكالات إنفاذ القانون وعائلات ضحايا الجريمة.