تاريخ العشيرة
تمتد جذور عشيرة دروموند إلى القرن الثاني عشر، حيث يرجع أصلهم إلى منطقة دروموند في بيرثشاير، اسكتلندا. هناك العديد من الروايات حول أصلهم، منها ما يشير إلى أنهم منحدرون من موريس، وهو نبيل مجري وصل إلى اسكتلندا مع ولي عهد الملك ألكسندر الثاني. تشير روايات أخرى إلى أنهم من أصول نورماندية.
شهدت العشيرة صعودًا ملحوظًا في السلطة والنفوذ على مر القرون، وذلك بفضل الزيجات السياسية والخدمة المخلصة للتاج الاسكتلندي. لعب أفراد عشيرة دروموند دورًا حاسمًا في العديد من الأحداث التاريخية الهامة في اسكتلندا.
أصول العشيرة
تعتبر منطقة دروموند، الواقعة بالقرب من كولدينج في بيرثشاير، هي الموطن الأصلي للعشيرة. كان دروموند، الاسم نفسه، يشير إلى موقع جغرافي متميز. تعني كلمة “druim” باللغة الغيلية الاسكتلندية “الحافة” أو “التل”، في حين أن “monadh” تعني “التلال”. وهكذا، كان اسم دروموند يمثل موقعًا جغرافيًا هامًا.
تأسست العشيرة على يد يوحنا دي دروموند، الذي شغل منصب قاضي ستيرلينج في القرن الثالث عشر. تزوج يوحنا من ماري مونيف، و كان لهذا الزواج دور كبير في تعزيز مكانة العشيرة.
شخصيات بارزة من عشيرة دروموند
خلال تاريخها الطويل، قدمت عشيرة دروموند العديد من الشخصيات البارزة التي تركت بصماتها في مجالات مختلفة:
- جون دروموند، إير الأول من بيرث: كان جون دروموند شخصية بارزة في السياسة الاسكتلندية في القرن الخامس عشر. خدم جون في منصب اللورد المستشار، و لعب دورًا محوريًا في المحكمة الملكية.
- مارغريت دروموند: كانت مارغريت زوجة الملك جيمس الرابع ملك اسكتلندا. لعبت دورًا هامًا في البلاط الملكي، وكانت تتمتع بشعبية كبيرة.
- جيمس دروموند، إير الرابع من بيرث: كان جيمس دروموند من أشد المؤيدين للملك جيمس الثاني خلال الثورة المجيدة. تبع جيمس الملك جيمس إلى المنفى، وخدم في الجيش الفرنسي.
القلعة الرئيسية للعشيرة
كانت قلعة دروموند هي المقر الرئيسي لعشيرة دروموند لعدة قرون. تقع القلعة بالقرب من كولدينج في بيرثشاير. يعود تاريخ القلعة إلى القرن الخامس عشر، وقد شهدت العديد من التوسعات والتعديلات على مر السنين. على الرغم من أن القلعة قد تعرضت للتلف والدمار في مناسبات عديدة، إلا أنها لا تزال قائمة كرمز لتاريخ العشيرة.
دور العشيرة في الحروب
شاركت عشيرة دروموند في العديد من الصراعات والحروب على مر التاريخ الاسكتلندي. قدم أفراد العشيرة خدماتهم للتاج الاسكتلندي في معارك مختلفة، بما في ذلك حرب الاستقلال الاسكتلندية وحرب اليعاقبة.
حرب الاستقلال الاسكتلندية: دعم دروموندز الملك روبرت بروس في حربه ضد الإنجليز. شاركوا في معركة بانوكبورن عام 1314، التي كانت انتصارًا حاسمًا للجيش الاسكتلندي.
حرب اليعاقبة: كان دروموندز من المؤيدين المتحمسين للبيت اليعقوبي. دعموا قضية جيمس فرانسيس إدوارد ستيوارت (المعروف باسم “المدعي”) في محاولاته لاستعادة العرش البريطاني. قاتلوا في معركة بريستونبانس عام 1745 وفي معركة كولودين عام 1746.
الأراضي والممتلكات
امتلكت عشيرة دروموند أراضٍ واسعة في جميع أنحاء اسكتلندا، وخاصة في بيرثشاير. لعبت الأراضي دورًا حيويًا في تعزيز ثروة ونفوذ العشيرة. وشملت ممتلكاتهم الأراضي الزراعية والغابات والمراعي، بالإضافة إلى القلاع والقصور.
بسبب مشاركتهم في قضية اليعاقبة، فقدت العشيرة جزءًا كبيرًا من أراضيها وممتلكاتها بعد هزيمة اليعاقبة في كولودين. ومع ذلك، تمكنت العشيرة من الحفاظ على بعض أراضيها واستعادة جزء من نفوذها مع مرور الوقت.
شعار العشيرة وشعارها
يمثل شعار عشيرة دروموند رمزًا مهمًا لهويتهم. يشتمل الشعار على:
- القمة: هي عبارة عن رأس صقر يرتفع من أوراق الغار.
- الشعار: “Gang warily” (تصرّف بحذر).
يستخدم الشعار في العديد من المناسبات، بما في ذلك على شارة العشيرة، وعلى اللافتات، وفي النقوش على القلاع والممتلكات الأخرى.
التحالفات والروابط العشائرية
أقامت عشيرة دروموند تحالفات قوية مع عشائر أخرى في اسكتلندا من خلال الزواج والاتفاقيات السياسية. لعبت هذه التحالفات دورًا مهمًا في تعزيز قوة العشيرة ونفوذها في المنطقة. ومن بين العشائر التي أقامت معها تحالفات: عشيرة كامبل، وعشيرة غوردون، وعشيرة غراهام.
كانت هذه التحالفات ضرورية في أوقات الصراع والتنافس بين العشائر. ساعدت هذه التحالفات دروموند على حماية مصالحها وتعزيز مكانتها في المجتمع الاسكتلندي.
عشيرة دروموند اليوم
على الرغم من مرور القرون، لا تزال عشيرة دروموند موجودة حتى اليوم. يحتفل أحفاد العشيرة بتاريخهم وتراثهم من خلال المشاركة في الأنشطة والفعاليات الثقافية. لا يزالون يحتفظون بروابط قوية بأرض أجدادهم في بيرثشاير. يفتخر أعضاء العشيرة بتاريخهم الغني، ويسعون للحفاظ على التقاليد والعادات التي توارثوها عبر الأجيال.
التراث الثقافي
تركت عشيرة دروموند إرثًا ثقافيًا كبيرًا في اسكتلندا. يتم الاحتفال بتاريخهم وتقاليدهم في المهرجانات والاحتفالات المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، تظهر شخصياتهم وأفعالهم في الأعمال الأدبية والفنية، مما يساهم في الحفاظ على ذاكرتهم حية.
الرموز والتقاليد
تتميز عشيرة دروموند بالعديد من الرموز والتقاليد التي تميزها. يعتبر الترتان (النقش الشبكي) الخاص بالعشيرة رمزًا مهمًا للهوية. يمثل الترتان مزيجًا فريدًا من الألوان والأنماط التي تميز العشيرة عن غيرها. بالإضافة إلى ذلك، يشارك أفراد العشيرة في فعاليات رياضية وثقافية مختلفة، بما في ذلك الألعاب التقليدية في المرتفعات.
خاتمة
عشيرة دروموند هي عشيرة اسكتلندية عريقة ذات تاريخ طويل وحافل بالإنجازات. من خلال جذورها في بيرثشاير، صعدت العشيرة إلى السلطة والنفوذ، ولعبت دورًا حاسمًا في الأحداث التاريخية في اسكتلندا. من خلال شخصياتها البارزة، وشعارها المميز، وتراثها الثقافي الغني، تواصل عشيرة دروموند ترك بصمتها على المجتمع الاسكتلندي. لا تزال العشيرة موجودة حتى اليوم، وتحافظ على روابط قوية بتاريخها وتقاليدها.