مايك كويري (Mike Quarry)

نشأته وبداياته

ولد مايك كويري في بومونا، كاليفورنيا. نشأ في عائلة رياضية، وكان شقيقه الأكبر جيري كويري أيضًا ملاكمًا محترفًا ناجحًا. بدأ مايك الملاكمة في سن مبكرة، وتدرب بجد ليصبح ملاكمًا تنافسيًا. أظهر كويري موهبة طبيعية للملاكمة، وسرعان ما بدأ في تحقيق النجاح في الصفوف الهواة.

في أوائل شبابه، كان كويري يمارس الملاكمة كهواية، لكنه سرعان ما أدرك أنه يتمتع بإمكانات كبيرة في هذه الرياضة. ترك المدرسة الثانوية وركز على مسيرته المهنية في الملاكمة. بدأ كويري في التدرب بجدية أكبر، وتطور أسلوبه في الملاكمة ليصبح مزيجًا من العدوانية والمهارة الفنية.

مسيرته الاحترافية

بدأ كويري مسيرته الاحترافية في الملاكمة في عام 1969، وسرعان ما أثبت نفسه كمنافس قوي في وزن خفيف الثقيل. كان لديه أسلوب قتالي مثير، حيث كان يتسم بالشجاعة واللياقة البدنية العالية. كان كويري معروفًا بقدرته على تحمل الضربات القوية، وقدرته على الاستمرار في القتال حتى النهاية. فاز كويري بالعديد من النزالات المبكرة، مما أظهر قدرته على الهيمنة على الحلبة.

في أوائل السبعينيات، واجه كويري بعضًا من أفضل الملاكمين في العالم، بما في ذلك جو فريزر ومحمد علي. على الرغم من أنه لم يفز بهذه النزالات، إلا أنه أظهر شجاعته وقدرته على المنافسة على أعلى مستوى. أثبتت هذه المباريات أنه منافس صعب المراس، وحصل على احترام كبير من زملائه الملاكمين والجماهير على حد سواء.

في عام 1972، واجه كويري جو فريزر في نزال على لقب بطولة العالم للوزن الثقيل. خسر كويري بالضربة القاضية الفنية في الجولة الخامسة، لكنه أظهر مقاومة كبيرة. في نفس العام، خسر أمام محمد علي بالضربة القاضية الفنية في الجولة الثالثة عشرة. على الرغم من الخسارة، أثبت كويري نفسه كمنافس جدير بالاحترام على الساحة العالمية.

على الرغم من عدم فوزه بلقب عالمي، إلا أن كويري كان ملاكمًا ناجحًا للغاية. حقق رقمًا قياسيًا مثيرًا للإعجاب، وتنافس مع بعضًا من أفضل الملاكمين في عصره. كان كويري معروفًا بشجاعته و روحه القتالية، وأصبح محبوبًا من قبل الجماهير. بعد خساراته أمام فريزر وعلي، استمر كويري في المنافسة على أعلى مستوى، وحقق انتصارات رائعة على العديد من الملاكمين البارزين.

أسلوب القتال

كان أسلوب قتال كويري يتميز بالعدوانية والشجاعة. كان يتقدم دائمًا إلى الأمام، ويضغط على منافسيه بالضربات القوية. كان لديه قدرة كبيرة على التحمل، مما سمح له بالقتال بقوة طوال النزال. كان كويري يتمتع بـفئة عالية من القدرة على تحمل الضربات، ونادرًا ما سقط أرضًا. كان يتمتع بقوة لكمة جيدة، وخاصة في يده اليسرى، التي استخدمها كثيرًا لإحداث ضرر لمنافسيه.

كان كويري معروفًا أيضًا بذكائه داخل الحلبة. كان جيدًا في قراءة منافسيه، وتكييف أسلوبه وفقًا لذلك. كان قادرًا على تغيير استراتيجيته أثناء النزال، للتغلب على خصمه. كان يمتلك قدرة على المناورة، مما مكنه من تفادي الضربات والحصول على نقاط. استخدم كويري مزيجًا من اللكمات القصيرة والطويلة، مما جعله خصمًا صعبًا.

الإرث

ترك مايك كويري إرثًا دائمًا في عالم الملاكمة. كان ملاكمًا شجاعًا ومثيرًا، وأصبح محبوبًا من قبل الجماهير. على الرغم من أنه لم يفز بلقب عالمي، إلا أنه حقق نجاحًا كبيرًا، وتنافس مع بعضًا من أفضل الملاكمين في عصره. أسلوبه القتالي، والذي تميز بالعدوانية والشجاعة، ألهم العديد من الملاكمين الآخرين. بعد اعتزاله الملاكمة، واصل كويري المشاركة في الرياضة، وعمل كمدرب ومروج للملاكمة. كما شارك في العديد من الأعمال الخيرية، وساعد على تحسين حياة الآخرين.

بعد تقاعده من الملاكمة، عانى كويري من مشاكل صحية مختلفة، بما في ذلك مرض الزهايمر ومرض باركنسون. توفي في 11 يونيو 2006 عن عمر يناهز 55 عامًا. على الرغم من وفاته، إلا أن إرثه يستمر، ويتم تذكره كملاكم عظيم وشخص محترم.

السنوات الأخيرة والوفاة

في السنوات الأخيرة من حياته، عانى كويري من مشاكل صحية خطيرة. تم تشخيص إصابته بمرض الزهايمر، ومرض باركنسون. تفاقمت هذه الأمراض مع مرور الوقت، مما أثر على قدرته على العيش حياة طبيعية. على الرغم من هذه الصعوبات، حافظ كويري على روحه الإيجابية، وظل يحظى بدعم ورعاية عائلته وأصدقائه. كان كويري متفائلاً، ومثالاً على الشجاعة والمرونة.

توفي مايك كويري في 11 يونيو 2006، عن عمر يناهز 55 عامًا. تركت وفاته حزنًا كبيرًا في عالم الملاكمة. تم تكريمه من قبل العديد من الملاكمين والمسؤولين الرياضيين، الذين أشادوا بشجاعته وإنجازاته. تم دفنه في مقبرة في جنوب كاليفورنيا، حيث يزوره أفراد أسرته وأصدقائه ومحبيه بانتظام. يُذكر كويري كواحد من أعظم الملاكمين في عصره، ويستمر إرثه في إلهام الآخرين.

خاتمة

كان مايك كويري ملاكمًا أمريكيًا بارزًا في وزن خفيف الثقيل، اشتهر بشجاعته و روحه القتالية. على الرغم من أنه لم يفز بلقب عالمي، إلا أنه حقق مسيرة ناجحة، وتنافس مع بعض من أفضل الملاكمين في عصره. ترك كويري إرثًا دائمًا في عالم الملاكمة، ويُذكر كواحد من أعظم الملاكمين في التاريخ. كان أسلوبه القتالي العدواني، وقدرته على التحمل، وذكائه داخل الحلبة، عوامل ساهمت في نجاحه وشعبيته. على الرغم من معاناته في السنوات الأخيرة، إلا أنه ظل محترمًا ومحبوبًا من قبل الجماهير.

المراجع

“`