مشروع ريز: مشروع اقتصادي ألماني نازي في الحرب العالمية الثانية
كان مشروع ريز (Project Riese) مشروعًا هندسيًا ضخمًا بدأته ألمانيا النازية في أواخر الحرب العالمية الثانية. يقع هذا المشروع في جبال سوي (Owl Mountains) في سيليزيا السفلى، والتي تقع الآن في جنوب غرب بولندا. الهدف الرئيسي من هذا المشروع كان بناء شبكة معقدة من الأنفاق والمخابئ تحت الأرض. يُعتقد أن المشروع كان يهدف إلى توفير ملاذ آمن للقيادة النازية وموظفيها، بالإضافة إلى بعض المصانع والمنشآت العسكرية الهامة، بعيدًا عن القصف الجوي للحلفاء.
بدأ العمل في المشروع في عام 1943، وجند فيه آلاف العمال، بمن فيهم أسرى الحرب والعمال القسريون من مختلف أنحاء أوروبا. كانت الظروف التي يعمل فيها العمال قاسية للغاية، وشهد المشروع معدلات وفيات مرتفعة بسبب العمل الشاق وسوء التغذية والتعرض للمخاطر. تميز المشروع بتكتم شديد، مما جعل من الصعب تحديد التفاصيل الدقيقة حول طبيعة الأنشطة التي كانت تجري في الأنفاق والمخابئ.
كانت هناك عدة نظريات حول الغرض الحقيقي من مشروع ريز. يعتقد البعض أنه كان يهدف إلى إنتاج الأسلحة السرية، مثل الصواريخ الباليستية أو الأسلحة الكيميائية. ويرى آخرون أنه كان يهدف إلى توفير مخابئ آمنة للقيادة النازية والموظفين الحكوميين في حالة انهيار ألمانيا. ومع ذلك، لم يتم العثور على دليل قاطع يدعم أي من هذه النظريات بشكل كامل.
مع تقدم القوات السوفيتية نحو الغرب، توقف العمل في مشروع ريز في عام 1945. وبعد انتهاء الحرب، تم إغلاق معظم الأنفاق والمخابئ، وأصبحت المنطقة مهجورة إلى حد كبير. ومع ذلك، لا تزال بقايا المشروع قائمة حتى اليوم، وتجذب الزوار والباحثين المهتمين بتاريخ الحرب العالمية الثانية.
يعتبر مشروع ريز واحدًا من أكثر المشاريع الغامضة والملتوية في تاريخ الحرب العالمية الثانية. لا تزال تفاصيله الدقيقة غير معروفة بشكل كامل، مما يجعله موضوعًا مستمرًا للبحث والدراسة. يمثل المشروع مثالاً على الطموح الهندسي الهائل الذي امتلكته ألمانيا النازية، بالإضافة إلى المعاناة التي عانى منها العمال الذين أجبروا على العمل فيه.
ريز بيو العاشر: بلدية في إيطاليا
ريز بيو العاشر (Riese Pio X) هي بلدية تقع في مقاطعة تريفيزو في منطقة فينيتو في شمال شرق إيطاليا. تشتهر المدينة بأنها مسقط رأس البابا بيوس العاشر، الذي شغل منصب البابا من عام 1903 إلى عام 1914. تقع ريز بيو العاشر على بعد حوالي 40 كيلومترًا شمال غرب البندقية.
تتميز المدينة بتاريخ طويل يعود إلى العصور الرومانية. خلال العصور الوسطى، كانت ريز بيو العاشر جزءًا من عدة إقطاعيات. اكتسبت المدينة أهمية أكبر في أوائل القرن العشرين، عندما أصبح أحد أبنائها، جوزيبي ميلكيوري سارتو، بابا الكنيسة الكاثوليكية باسم بيوس العاشر. يمثل منزل عائلة سارتو في ريز بيو العاشر معلمًا تاريخيًا مهمًا، حيث يزوره الحجاج والزوار من جميع أنحاء العالم.
تضم ريز بيو العاشر العديد من المعالم السياحية الهامة، بما في ذلك كنيسة الرعية التي تحمل اسم القديس ماثيو، والتي أعيد بناؤها في القرن الثامن عشر. كما توجد فيها العديد من الفيلات القديمة والقصور التي تعكس التاريخ الغني للمدينة. تشتهر المدينة أيضًا بإنتاج النبيذ والمنتجات الزراعية الأخرى. تعتبر ريز بيو العاشر وجهة سياحية هادئة ومريحة، وتوفر للزوار فرصة لاستكشاف التاريخ والثقافة الإيطالية.
يلعب البابا بيوس العاشر دورًا مركزيًا في تاريخ ريز بيو العاشر. يعتبر بمثابة رمز للمدينة، ويتم الاحتفال به في العديد من المناسبات والفعاليات. تشتهر ريز بيو العاشر أيضًا بإنتاج منتجات الألبان، مما يساهم في اقتصاد المدينة. يمثل موقع المدينة في منطقة فينيتو موقعًا مثاليًا لاستكشاف العديد من المدن التاريخية الأخرى في المنطقة، بما في ذلك البندقية وفيرونا.
آدم ريز: عالم رياضيات ألماني
آدم ريز (Adam Ries)، المعروف أيضًا باسم آدم ريزي، كان عالم رياضيات ألمانيًا في عصر النهضة. ولد في باد ستيبنباخ، بالقرب من فورباخ، في ولاية تورينجيا الحالية، في ألمانيا، في عام 1492 أو 1493، وتوفي في آنّا برغ في عام 1559. اشتهر ريز بتأليفه العديد من الكتب المدرسية في علم الحساب، والتي ساهمت في نشر المعرفة الرياضية في اللغة الألمانية. ساعدت كتبه في توحيد نظام الحساب في ألمانيا، ومهدت الطريق لتطوير العلوم والتقنية.
درس ريز في جامعة إرفورت، وتلقى تعليمًا في الرياضيات والفنون الليبرالية. بعد تخرجه، عمل ككاتب ومعلم حساب. في عام 1518، انتقل إلى آنّا برغ، حيث عمل كمدير للمناجم وكشاف للعملات المعدنية. كتب العديد من الكتب المدرسية في علم الحساب، بما في ذلك ” Rechnung auff der linihen und federn…” (الحساب على الخطوط والريش) في عام 1518، و “Rechenung nach der lenge/ auff den linihen und mit Wertzahlen…” (الحساب على الخطوط والأرقام الجذرية) في عام 1522. كما كتب كتابًا عن حساب التعدين، والذي قدم مساهمات قيمة في مجال التعدين.
تميزت كتب ريز بتبسيطها للعمليات الحسابية، واستخدامها للغة الألمانية بدلاً من اللاتينية، مما جعل الرياضيات متاحة لجمهور أوسع. ساهمت كتبه في نشر نظام الحساب الهندي العربي، والذي حل محل نظام الأرقام الرومانية. استخدم ريز أيضًا الرموز الجبرية، مما ساهم في تطوير الجبر الحديث. تعتبر أعمال آدم ريز ذات قيمة كبيرة في تاريخ الرياضيات، وتدرس حتى اليوم.
كان آدم ريز شخصية محورية في تاريخ الرياضيات في ألمانيا. عمله في تبسيط الرياضيات وجعلها في متناول الجميع، ساهم في التقدم العلمي والتكنولوجي في عصره. كتبه المدرسية، وخاصة تلك التي تتعلق بالحساب، استخدمت على نطاق واسع في المدارس، وساعدت في تعليم أجيال من الطلاب. مساهماته في التعدين، من خلال تقديم حلول حسابية لمشاكل التعدين، كانت ذات قيمة كبيرة في دعم الاقتصاد في عصره.
خاتمة
يشير اسم ريز إلى عدة معانٍ مختلفة، ولكل منها أهميته الخاصة. يمثل مشروع ريز الألماني النازي مثالًا على الطموح الهندسي في زمن الحرب، بينما تجسد ريز بيو العاشر تاريخًا غنيًا في إيطاليا، ويرمز آدم ريز إلى مساهمات مهمة في مجال الرياضيات. دراسة هذه المواضيع الثلاثة تسمح لنا بفهم جوانب مختلفة من التاريخ والثقافة، بدءًا من الحرب العالمية الثانية إلى الإنجازات العلمية.
المراجع
- Project Riese – Wikipedia
- Riese Pio X – Britannica
- Adam Ries – MacTutor History of Mathematics archive
- Project Riese: Hitler’s Underground City – DW
“`