نشأته وبداياته
ولد إريك باتلر في مدينة بريسبان، كوينزلاند، أستراليا. تلقى تعليمه في مدرسة غرامر بريسبان، ثم عمل في مجال الزراعة. خلال فترة شبابه، أبدى اهتمامًا كبيرًا بالشؤون السياسية، وتأثر بالعديد من الأفكار السياسية والاقتصادية في تلك الفترة. بدأ نشاطه السياسي في وقت مبكر، وشارك في العديد من المناقشات والمحاضرات حول مختلف القضايا.
في شبابه، انضم باتلر إلى حركة الشباب الليبرالي، لكنه سرعان ما ابتعد عن التيار السياسي السائد بسبب اختلاف وجهات نظره. تحول باتلر نحو الأفكار اليمينية المتطرفة، وتأثر بشكل كبير بالأحداث السياسية في أوروبا خلال فترة ما بين الحربين العالميتين، وخاصة صعود الفاشية والنازية. انعكس هذا التأثير على أفكاره ومعتقداته.
تأسيس مجتمع الحقوق المدنية
في عام 1946، أسس إريك باتلر “مجتمع الحقوق المدنية” في أستراليا. كان هذا المجتمع بمثابة منصة لنشر أفكاره اليمينية المتطرفة. ركز المجتمع على قضايا مختلفة، بما في ذلك انتقاد الشيوعية، ومعاداة السامية، والتشكيك في الديمقراطية الليبرالية. استخدم باتلر المجتمع لنشر منشوراته وكتاباته التي تعبر عن آرائه السياسية.
من خلال مجتمع الحقوق المدنية، نشر باتلر العديد من المنشورات والمقالات التي هاجم فيها اليهود والشيوعيين والليبراليين. اتهمهم باتلر بالتآمر لتدمير الغرب. كما قام بتنظيم فعاليات ومحاضرات عامة لنشر أفكاره. ساهمت هذه الأنشطة في انتشار أفكاره المتطرفة في أستراليا وخارجها.
معتقداته وأفكاره
كانت أفكار إريك باتلر مزيجًا من اليمينية المتطرفة، ومعاداة السامية، ومعاداة الشيوعية، والنظريات المؤامرة. آمن باتلر بضرورة الحفاظ على “العرق الأبيض” وتراثه. عارض بشدة الهجرة والتعددية الثقافية. اعتقد أن اليهود يمثلون تهديدًا للعالم الغربي، واتهمهم بالسيطرة على المؤسسات المالية والإعلامية.
تبنى باتلر أيضًا نظريات المؤامرة المختلفة، بما في ذلك نظرية المؤامرة اليهودية العالمية. زعم أن اليهود يسعون للسيطرة على العالم من خلال التلاعب بالسياسة والاقتصاد. كما اتهم الشيوعيين والليبراليين بالتعاون مع اليهود لتدمير المجتمعات الغربية. انتشرت أفكاره هذه في أوساط اليمين المتطرف في أستراليا والعالم.
كان باتلر من أشد المعارضين للشيوعية، ورأى فيها تهديدًا خطيرًا للقيم الغربية. أيد بشدة الأنظمة السياسية اليمينية المتطرفة، مثل الفاشية والنازية، على الرغم من إدانة جرائمهم. دافع باتلر عن فكرة أن هناك مؤامرة عالمية تهدف إلى تدمير الحضارة الغربية.
نشاطه الصحفي والكتابي
بالإضافة إلى نشاطه السياسي، كان إريك باتلر صحفيًا وكاتبًا غزير الإنتاج. كتب العديد من المقالات والمنشورات والكتب التي عبر فيها عن أفكاره السياسية. استخدم الكتابة كوسيلة لنشر أفكاره والتأثير في الرأي العام. تميزت كتاباته بالحدة والوضوح، على الرغم من أنها كانت تعتمد على أيديولوجية متطرفة.
من أبرز كتاباته: “اليهودية كقوة عالمية”، و”مجتمع الحقوق المدنية: الخلفية والأهداف”. في هذه الكتب، عرض باتلر أفكاره المعادية للسامية واليمينية المتطرفة. كما كتب العديد من المقالات التي نشرت في مجلات ومنشورات اليمين المتطرف في أستراليا وخارجها. ساهمت كتاباته في انتشار أفكاره بين أتباعه.
استخدم باتلر الصحافة كوسيلة للدفاع عن أفكاره ومهاجمة خصومه السياسيين. اتهم الصحفيين والليبراليين بالتحيز والكذب. دافع عن فكرة أن الصحافة يجب أن تعبر عن وجهة نظر واحدة، وهي وجهة نظره. لعبت كتاباته دورًا مهمًا في تشكيل الرأي العام في أستراليا.
علاقته بالحركات اليمينية المتطرفة
كان إريك باتلر على علاقة وثيقة بالعديد من الحركات اليمينية المتطرفة في أستراليا وخارجها. تعاون مع قادة هذه الحركات وتبادل الأفكار معهم. شارك في العديد من الفعاليات والمؤتمرات التي نظمتها هذه الحركات. ساهمت هذه العلاقات في تعزيز أفكاره ونشرها على نطاق واسع.
أقام باتلر علاقات مع جماعات يمينية متطرفة في بريطانيا والولايات المتحدة وكندا. تبادل معهم المعلومات والدعم. كان يعتبر شخصية رئيسية في الحركة اليمينية المتطرفة العالمية. ساعد في ربط الحركات اليمينية المتطرفة في أستراليا بالحركات الأخرى في جميع أنحاء العالم.
كان لباتلر تأثير كبير على العديد من الشخصيات اليمينية المتطرفة في أستراليا. ألهمهم بأفكاره وأيدولوجيته. ساهم في تجنيد أعضاء جدد في الحركات اليمينية المتطرفة. لعب دورًا مهمًا في نشر أفكار اليمين المتطرف في أستراليا خلال فترة حياته وبعدها.
الجدل والانتقادات
أثارت أفكار إريك باتلر جدلاً وانتقادات واسعة النطاق. اتهم بمعاداة السامية والتحريض على الكراهية والعنصرية. تعرض لانتقادات شديدة من قبل المنظمات اليهودية والليبرالية. تم وصفه بأنه شخصية مثيرة للانقسام.
تم انتقاد باتلر بسبب آرائه المعادية للسامية، والتي اعتبرت تحريضًا على العنف ضد اليهود. اتُهم بنشر معلومات كاذبة ومضللة. تعرض لانتقادات بسبب دعمه للأنظمة الفاشية والنازية. تعرضت كتاباته للتنديد من قبل العديد من الشخصيات العامة والمؤسسات.
رغم الانتقادات، ظل باتلر متمسكًا بأفكاره ومعتقداته. دافع عن آرائه بقوة، وأصر على أنها تعبر عن الحقيقة. لم يعتذر عن أفكاره، بل استمر في نشرها حتى وفاته. ترك إرثًا مثيرًا للجدل في تاريخ أستراليا.
تأثيره وإرثه
ترك إريك باتلر إرثًا معقدًا ومثيرًا للجدل. كان له تأثير كبير على الحركات اليمينية المتطرفة في أستراليا وخارجها. ساهم في نشر أفكار اليمين المتطرف ومعاداة السامية. يعتبره البعض شخصية سياسية مهمة، بينما يعتبره آخرون شخصية مثيرة للانقسام.
لا يزال تأثير باتلر ملموسًا حتى اليوم. تستمر أفكاره في التأثير على بعض الجماعات اليمينية المتطرفة في أستراليا والعالم. تظهر أفكاره في بعض المناقشات السياسية والإعلامية. يعتبر رمزًا لليمين المتطرف في أستراليا. لا يزال يُستشهد بأعماله وكتاباته من قبل أنصاره.
تعتبر قصة إريك باتلر بمثابة تحذير من خطورة الأيديولوجيات المتطرفة. تُظهر كيف يمكن للأفكار المتطرفة أن تنتشر وتؤثر على المجتمع. تدعو إلى اليقظة والحذر من التعصب والكراهية. تُذكرنا بأهمية الدفاع عن الديمقراطية والتعددية.
وفاته
توفي إريك باتلر في 7 يونيو 2006 عن عمر يناهز 90 عامًا. ترك خلفه إرثًا من الجدل والانقسام. استمرت أفكاره في التأثير على المشهد السياسي في أستراليا حتى بعد وفاته. يعتبر مثالًا على الصراع المستمر بين القيم الديمقراطية والأيديولوجيات المتطرفة.
خاتمة
إريك باتلر شخصية مثيرة للجدل في التاريخ الأسترالي، ترك بصمة كبيرة في الحركات اليمينية المتطرفة. أسس مجتمع الحقوق المدنية ونشر أفكاره اليمينية المتطرفة ومعاداته للسامية. على الرغم من الانتقادات الشديدة، استمر في نشر أفكاره حتى وفاته، مما ترك إرثًا معقدًا ومثيرًا للجدل يستمر في التأثير حتى اليوم. يمثل باتلر تحذيرًا من خطورة التطرف وأهمية الدفاع عن الديمقراطية والتعددية.
المراجع
“`