مقدمة
كانت فئة أوسبري فئة من السفن الحربية اللولبية تابعة للبحرية الملكية، تم بناؤها بين عامي 1874 و 1877. تم بناء تسع سفن إضافية وفقًا لتصميم مُعدَّل قليلاً بين عامي 1880 و 1882. كانت هذه السفن عبارة عن سفن حربية ذات تصميم مركب، مما يعني أن هياكلها كانت مبنية من الحديد على إطارات فولاذية، ومغطاة بألواح خشبية. تم تصميم هذا التصميم لدمج قوة ومتانة الهيكل الحديدي مع القدرة على تثبيت ألواح نحاسية أسفل خط الماء. كان هذا يمنع تراكم الكائنات البحرية الحيوية، مما يقلل من السحب ويحسن الأداء البحري.
التصميم والخصائص
تم تصميم فئة أوسبري بواسطة ناثانيال بارنابي، كبير بناة البحرية. تم تصميمها في الأصل كقوارب مدفعية مُصمَّمة للخدمة في المياه الضحلة. ومع ذلك، فقد تم تغيير تصميمها لاحقًا إلى سفن حربية قادرة على مهام بحرية أكثر عمومية. كان الطول الإجمالي للسفن 170 قدمًا (51.8 مترًا)، وعرضها 36 قدمًا (11.0 مترًا)، وغاطسها 15 قدمًا و 9 بوصات (4.8 مترًا). كان وزنها القياسي 1140 طنًا.
كانت السفن مجهزة بمحرك بخاري ثنائي الأسطوانات مركب من Maudslay Sons and Field، يقود مروحة واحدة. أنتج المحرك قوة حصانية تبلغ 1114 حصانًا (831 كيلو واط)، مما أعطى السفن سرعة قصوى تبلغ 12.5 عقدة (23.2 كم/ساعة؛ 14.4 ميل في الساعة).
كان التسليح الأصلي لفئة أوسبري يتكون من مدفعين من طراز BL 6.4 بوصة 64 رطلًا (71 cwt) و4 مدافع من طراز QF 4 بوصة Mark III. تم تركيب المدافع عيار 6.4 بوصة على محورين، واحد في الأمام وواحد في الخلف. تم تركيب المدافع عيار 4 بوصة في الحوامل الجانبية.
بحلول عام 1890، تم تغيير تسليح السفن بشكل عام إلى 2 × BL 5 بوصة (12.7 سم) /35 مدافع و4 × مدافع QF 4.7 بوصة (12 سم).
السفن في الفئة
تم بناء 9 سفن في الأصل في فئة أوسبري:
- أوسبري (HMS Osprey): تم إطلاقها في عام 1876 وخدمت في محطة المحيط الهادئ.
- كورمورانت (HMS Cormorant): تم إطلاقها في عام 1877، وشاركت في عمليات في إفريقيا.
- فينوم (HMS Gannet): تم إطلاقها في عام 1878، وهي الآن سفينة متحف في تشاتام دوكيارد.
- رافن (HMS Raven): تم إطلاقها في عام 1880، وخدمت في محطة أستراليا.
- دوارف (HMS Dwarf): تم إطلاقها في عام 1881، وخدمت في محطة غرب إفريقيا.
- ميرين (HMS Merlin): تم إطلاقها في عام 1876.
- إيجلت (HMS Eaglet): تم إطلاقها في عام 1882، وكانت سفينة احتياطية في ميرسي.
- ويسترن (HMS Wild Swan): تم إطلاقها في عام 1876.
- كيتيواك (HMS Kittiwake): تم إطلاقها في عام 1882.
كما تم بناء تسع سفن إضافية لاحقًا بتصميم مُعدَّل قليلاً:
- فولكان (HMS Falcon): تم إطلاقها في عام 1880.
- كوندور (HMS Condor): غرقت في عام 1889 بعد أن ضربتها عاصفة.
- هيرون (HMS Heron): تم إطلاقها في عام 1881.
- هايوك (HMS Hawke): تم إطلاقها في عام 1881.
- سبارو (HMS Sparrow): تم إطلاقها في عام 1880.
- ثراش (HMS Thrush): تم إطلاقها في عام 1889.
- كرو (HMS Cruiser): تم إطلاقها في عام 1884.
- هوتسبير (HMS Hotspur): تم إطلاقها في عام 1884.
- ريتريفر (HMS Rattlesnake): تم إطلاقها في عام 1886.
الخدمة
خدمت سفن فئة أوسبري في مجموعة متنوعة من الأدوار في جميع أنحاء الإمبراطورية البريطانية. تم استخدامها للقيام بدوريات في طرق التجارة، وقمع تجارة الرقيق، ودعم العمليات العسكرية، وحماية المصالح البريطانية في الخارج. كانت السفن قادرة على العمل في مجموعة واسعة من الظروف الجوية، مما جعلها ذات قيمة للخدمة في المناطق النائية.
شاركت العديد من سفن فئة أوسبري في عمليات مهمة. على سبيل المثال، شاركت سفينة كورمورانت (HMS Cormorant) في قصف الإسكندرية عام 1882. غرقت سفينة كوندور (HMS Condor) قبالة ساحل واشنطن في عام 1889 وفقدت جميع أفراد طاقمها.
تم إخراج معظم سفن فئة أوسبري من الخدمة في أوائل القرن العشرين. ومع ذلك، تم الحفاظ على سفينة فينوم (HMS Gannet) كسفينة متحف في تشاتام دوكيارد، وتقدم نظرة ثاقبة على حياة وأوقات بحارة البحرية الملكية في أواخر القرن التاسع عشر.
التأثير
تمثل فئة أوسبري مثالًا على التطور في تصميم السفن الحربية خلال أواخر القرن التاسع عشر. الانتقال من السفن الشراعية إلى السفن البخارية، واستخدام الهياكل المركبة، والتطورات في تكنولوجيا الأسلحة، كلها عوامل ساهمت في تصميم هذه السفن. لعبت سفن فئة أوسبري دورًا مهمًا في حماية المصالح البريطانية في جميع أنحاء العالم، ويتم تذكرها لمساهمتها في تاريخ البحرية الملكية.
التصميم المركب
يعد التصميم المركب ميزة مهمة لسفن فئة أوسبري. كان بناء السفن في ذلك الوقت يمر بمرحلة انتقالية، حيث كانت السفن الشراعية الخشبية تفسح المجال للسفن الحديدية والبخارية. جمع التصميم المركب بين مزايا كلا النوعين. وفر الهيكل الحديدي قوة ومتانة أكبر من الخشب، بينما سمحت الألواح الخشبية بتثبيت الألواح النحاسية، مما منع تراكم الكائنات البحرية الحيوية وقلل من السحب.
كان هذا التصميم مفيدًا بشكل خاص للسفن التي كانت تعمل في المياه الدافئة، حيث كان تراكم الكائنات البحرية الحيوية يمثل مشكلة كبيرة. ساعدت الألواح النحاسية على إبقاء السفن نظيفة، مما سمح لها بالحفاظ على سرعتها وكفاءتها في استهلاك الوقود.
المحركات
كانت سفن فئة أوسبري مجهزة بمحركات بخارية مركبة. كان هذا نوعًا من المحركات البخارية يستخدم أسطوانتين أو أكثر لتوسيع البخار على مراحل، مما يزيد من كفاءة المحرك. أنتجت المحركات البخارية المركبة قوة حصانية تبلغ 1114 حصانًا، مما أعطى السفن سرعة قصوى تبلغ 12.5 عقدة.
كانت المحركات البخارية المركبة تحسينًا كبيرًا عن المحركات البخارية السابقة. كانت أكثر كفاءة في استهلاك الوقود وأنتجت المزيد من الطاقة، مما سمح لسفن فئة أوسبري بالعمل في نطاقات أوسع والبقاء في البحر لفترات أطول.
التسليح
كانت سفن فئة أوسبري مسلحة بمجموعة متنوعة من المدافع. يتكون التسليح الأصلي من مدفعين من طراز BL 6.4 بوصة 64 رطلًا و 4 مدافع من طراز QF 4 بوصة Mark III. تم تركيب المدافع عيار 6.4 بوصة على محورين، واحد في الأمام وواحد في الخلف. تم تركيب المدافع عيار 4 بوصة في الحوامل الجانبية.
بحلول عام 1890، تم تغيير تسليح السفن بشكل عام إلى 2 × BL 5 بوصة /35 مدافع و4 × مدافع QF 4.7 بوصة.
كانت المدافع المستخدمة على سفن فئة أوسبري متقدمة جدًا في ذلك الوقت. كانت قادرة على إطلاق قذائف على مسافات طويلة وبدقة عالية. لعبت المدافع دورًا حيويًا في قدرة السفن على حماية المصالح البريطانية في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
كانت فئة أوسبري فئة مهمة من السفن الحربية التي خدمت في البحرية الملكية في أواخر القرن التاسع عشر. تميزت هذه الفئة بتصميمها المركب المبتكر ومحركاتها البخارية الفعالة وتسليحها القوي. لعبت سفن فئة أوسبري دورًا حيويًا في حماية المصالح البريطانية في جميع أنحاء العالم، ويتم تذكرها لمساهمتها في تاريخ البحرية الملكية. من خلال تصميمها المركب المبتكر ومحركاتها البخارية الفعالة وتسليحها القوي، تركت فئة أوسبري بصمة لا تُمحى في التاريخ البحري.