مقدمة
استئصال الخصية الإربي، المعروف أيضًا باستئصال الخصية الأربية، هو إجراء جراحي يتم فيه إزالة الخصية أو الخصيتين من خلال شق في منطقة الإربية. يختلف هذا الإجراء عن استئصال الخصية البسيط، حيث يتم إزالة الخصية من خلال كيس الصفن. في استئصال الخصية الإربي، يتم الوصول إلى الخصية من خلال القناة الإربية، مما يسمح برؤية أفضل للأوعية الدموية والأوعية اللمفاوية التي تغذي الخصية. غالبًا ما يتم إجراء هذا النوع من استئصال الخصية لعلاج سرطان الخصية، ولكن يمكن استخدامه أيضًا في حالات أخرى مثل التواء الخصية أو العدوى المزمنة.
دواعي استئصال الخصية الإربي
يُستخدم استئصال الخصية الإربي بشكل أساسي في الحالات التالية:
- سرطان الخصية: وهو السبب الأكثر شيوعًا لهذا الإجراء. يساعد استئصال الخصية على إزالة الورم السرطاني ومنع انتشاره إلى أجزاء أخرى من الجسم.
- التواء الخصية: في الحالات الشديدة التي لا يمكن فيها فك الالتواء، قد يكون استئصال الخصية ضروريًا لمنع الغرغرينا.
- التهابات الخصية المزمنة: في بعض الحالات، قد يكون استئصال الخصية هو الحل الوحيد للتخلص من الألم المزمن والالتهابات المتكررة.
- ضمور الخصية: في حالات الضمور الشديد الذي يسبب الألم أو عدم الراحة، قد يتم اللجوء إلى استئصال الخصية.
- كجزء من علاج سرطان البروستاتا: في بعض الحالات المتقدمة من سرطان البروستاتا، يمكن إجراء استئصال الخصية لخفض مستويات هرمون التستوستيرون، مما يبطئ نمو الورم.
التحضير لعملية استئصال الخصية الإربي
قبل إجراء استئصال الخصية الإربي، سيقوم الطبيب بتقييم شامل للمريض للتأكد من أنه بصحة جيدة بما يكفي للخضوع للجراحة. قد يشمل ذلك:
- الفحص البدني: لتقييم الحالة الصحية العامة للمريض.
- فحوصات الدم: لتقييم وظائف الكلى والكبد ومستويات الدم.
- الأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب (CT): لتقييم حجم الورم ومدى انتشاره.
- تخطيط القلب الكهربائي (ECG): لتقييم وظيفة القلب.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم إعطاء المريض تعليمات محددة حول كيفية التحضير للجراحة، والتي قد تشمل:
- التوقف عن تناول بعض الأدوية: مثل الأسبرين ومميعات الدم الأخرى، قبل الجراحة بعدة أيام.
- الصيام: عدم تناول الطعام أو الشراب لمدة 8 ساعات على الأقل قبل الجراحة.
- الاستحمام بصابون مطهر: لتقليل خطر العدوى.
كيفية إجراء عملية استئصال الخصية الإربي
عادة ما يتم إجراء استئصال الخصية الإربي تحت التخدير العام، مما يعني أن المريض سيكون نائمًا أثناء الجراحة. تتضمن العملية الخطوات التالية:
- عمل شق: يقوم الجراح بعمل شق في منطقة الإربية، فوق الخصية المصابة.
- تحديد الحبل المنوي: يتم تحديد الحبل المنوي، الذي يحتوي على الأوعية الدموية والأوعية اللمفاوية التي تغذي الخصية.
- ربط الأوعية الدموية: يتم ربط الأوعية الدموية التي تغذي الخصية لمنع النزيف.
- فصل الخصية: يتم فصل الخصية عن الأنسجة المحيطة بها.
- إزالة الخصية: يتم إزالة الخصية من خلال الشق الإربي.
- إغلاق الشق: يتم إغلاق الشق بغرز جراحية أو دبابيس.
في بعض الحالات، قد يتم إجراء استئصال الخصية الإربي باستخدام تقنية طفيفة التوغل تسمى الجراحة بمساعدة الروبوت. تتضمن هذه التقنية استخدام أدوات جراحية صغيرة يتم إدخالها من خلال شقوق صغيرة في البطن. يمكن للجراح التحكم في هذه الأدوات باستخدام وحدة تحكم روبوتية، مما يسمح بإجراء الجراحة بدقة أكبر وتقليل خطر حدوث مضاعفات.
المخاطر والمضاعفات المحتملة
مثل أي إجراء جراحي، يحمل استئصال الخصية الإربي بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة، بما في ذلك:
- النزيف: قد يحدث نزيف أثناء أو بعد الجراحة.
- العدوى: قد تحدث عدوى في موقع الشق الجراحي.
- تكون جلطات دموية: قد تتكون جلطات دموية في الساقين أو الرئتين.
- تلف الأعصاب: قد يحدث تلف للأعصاب في منطقة الإربية، مما قد يؤدي إلى ألم مزمن أو خدر.
- تجمع السوائل (القيلة المائية): قد يتجمع السائل حول الخصية المتبقية.
- العقم: إذا تمت إزالة الخصيتين، فسوف يصبح المريض عقيمًا.
- انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون: إذا تمت إزالة الخصيتين، فسوف تنخفض مستويات هرمون التستوستيرون، مما قد يؤدي إلى أعراض مثل التعب والاكتئاب وفقدان الدافع الجنسي.
التعافي بعد استئصال الخصية الإربي
عادة ما يستغرق التعافي من استئصال الخصية الإربي عدة أسابيع. خلال هذا الوقت، يجب على المريض:
- الراحة: الحصول على قسط كاف من الراحة وتجنب الأنشطة الشاقة.
- تناول مسكنات الألم: لتخفيف الألم والانزعاج.
- العناية بالجرح: الحفاظ على نظافة وجفاف موقع الشق الجراحي.
- ارتداء داعم رياضي: لدعم كيس الصفن وتقليل التورم.
- المتابعة مع الطبيب: لحضور مواعيد المتابعة للتأكد من أن الجرح يشفى بشكل صحيح.
إذا تمت إزالة الخصيتين، فقد يحتاج المريض إلى علاج بديل بالتستوستيرون لتعويض النقص في هذا الهرمون. يمكن إعطاء التستوستيرون عن طريق الحقن أو المواد الهلامية أو اللاصقات الجلدية.
تأثير استئصال الخصية على الخصوبة
إزالة خصية واحدة لا تؤثر عادة على الخصوبة، حيث أن الخصية المتبقية يمكنها إنتاج كمية كافية من الحيوانات المنوية. ومع ذلك، إذا تمت إزالة الخصيتين، فسوف يصبح المريض عقيمًا. في هذه الحالة، يمكن للمريض التفكير في خيارات مثل تجميد الحيوانات المنوية قبل الجراحة أو التبرع بالحيوانات المنوية.
التأثير النفسي لاستئصال الخصية
قد يكون لاستئصال الخصية تأثير نفسي كبير على بعض المرضى. قد يشعرون بالقلق أو الاكتئاب أو فقدان الثقة بالنفس. من المهم التحدث إلى الطبيب أو معالج نفسي إذا كنت تعاني من أي من هذه المشاعر. يمكن أن يساعدك العلاج النفسي على التأقلم مع التغيرات في جسمك وحياتك.
بدائل استئصال الخصية الإربي
في بعض الحالات، قد تكون هناك بدائل لاستئصال الخصية الإربي، مثل:
- المراقبة النشطة: في بعض حالات سرطان الخصية، قد يوصي الطبيب بالمراقبة النشطة بدلاً من الجراحة. يتضمن ذلك مراقبة الورم عن كثب وإجراء فحوصات منتظمة. إذا بدأ الورم في النمو، يمكن إجراء الجراحة في وقت لاحق.
- العلاج الإشعاعي: يمكن استخدام العلاج الإشعاعي لقتل الخلايا السرطانية في الخصية.
- العلاج الكيميائي: يمكن استخدام العلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم.
يعتمد اختيار العلاج الأفضل على عدة عوامل، بما في ذلك نوع السرطان ومرحلته والصحة العامة للمريض.
خاتمة
استئصال الخصية الإربي هو إجراء جراحي يتم فيه إزالة الخصية أو الخصيتين من خلال شق في منطقة الإربية. يستخدم هذا الإجراء بشكل أساسي لعلاج سرطان الخصية، ولكن يمكن استخدامه أيضًا في حالات أخرى مثل التواء الخصية أو العدوى المزمنة. على الرغم من أن الإجراء آمن بشكل عام، إلا أنه يحمل بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة. يجب على المرضى مناقشة هذه المخاطر والمضاعفات مع الطبيب قبل الخضوع للجراحة. التعافي من استئصال الخصية الإربي يستغرق عادة عدة أسابيع. إذا تمت إزالة الخصيتين، فقد يحتاج المريض إلى علاج بديل بالتستوستيرون.