التأسيس والسنوات الأولى
بدأت قصة إثنيكس في منتصف الثمانينيات، عندما اجتمع زئيف نِحاما وتامير كليني. كان كلاهما يتمتعان بخلفيات موسيقية مختلفة، مما أدى إلى توليد مزيج إبداعي في الموسيقى. في البداية، ركزت الفرقة على تقديم أغاني باللغة الروسية، في إشارة إلى جذور نِحاما وعلاقته بالثقافة الروسية. أخذت الفرقة اسم “موسكفا” تكريمًا لمدينة موسكو، التي تمثل رمزًا للثقافة الروسية.
مع مرور الوقت، بدأت الفرقة في دمج المزيد من العناصر الإسرائيلية في موسيقاها، مع الحفاظ على الجذور الروسية. تميزت هذه الفترة بإنتاج أغاني ناجحة باللغتين العبرية والروسية، مما ساهم في بناء قاعدة جماهيرية واسعة في إسرائيل وخارجها. ساعد هذا المزيج الفريد من الموسيقى الروسية والعبرية على تمييز الفرقة عن غيرها، وأعطاها طابعًا مميزًا.
التغيير في الاسم والنجاح التجاري
مع بداية التسعينيات، غيرت الفرقة اسمها إلى “إثنيكس” (Ethnix). هذا الاسم الجديد يعكس بشكل أفضل التوجه الموسيقي للفرقة، والذي يركز على دمج التأثيرات العرقية المختلفة. شهدت هذه الفترة صعودًا ملحوظًا في شعبية الفرقة، حيث أصدرت العديد من الأغاني التي حققت نجاحًا تجاريًا كبيرًا. من بين هذه الأغاني، “تسوكا” (Tsooka) و”كاتشوش” (Katchutch) و”موروكو” (Morocco) التي أصبحت من الأغاني الكلاسيكية في الموسيقى الإسرائيلية.
ساهمت هذه الأغاني في تعريف الجمهور الإسرائيلي على أسلوب إثنيكس الموسيقي الفريد، والذي يجمع بين إيقاعات الروك والبوب مع التأثيرات الشرقية والغربية. قدمت الفرقة عروضًا حية مذهلة، مما عزز من شعبيتها. حصلت إثنيكس على العديد من الجوائز والتقديرات على مدار مسيرتها الفنية، مما أكد على مكانتها كواحدة من أهم الفرق الموسيقية في إسرائيل.
أسلوب إثنيكس الموسيقي
يتميز أسلوب إثنيكس الموسيقي بالجمع بين عناصر متنوعة، مما يجعله فريدًا ومميزًا. من بين هذه العناصر:
- الموسيقى الشرقية: تستخدم الفرقة الإيقاعات والآلات الموسيقية الشرقية، مثل الدف والعود، مما يضفي على موسيقاها طابعًا مميزًا.
- الموسيقى الروسية: تعتمد الفرقة على التأثيرات الموسيقية الروسية، مما يظهر في استخدام اللغة الروسية في بعض الأغاني، وفي بعض الألحان والإيقاعات.
- موسيقى الروك والبوب: تُضاف عناصر الروك والبوب إلى الموسيقى، مما يجعلها جذابة لجمهور أوسع.
- كلمات الأغاني: تتناول كلمات الأغاني مواضيع متنوعة، مثل الحب، والحياة اليومية، والقضايا الاجتماعية، مع الحفاظ على روح الدعابة والمرح في بعض الأحيان.
يجسد هذا المزيج المتنوع أسلوب إثنيكس الموسيقي، الذي جعلها من الفرق الرائدة في إسرائيل.
أعضاء الفرقة
تغيرت تشكيلة إثنيكس على مر السنين، ولكن هناك بعض الأعضاء الأساسيين الذين ساهموا في نجاحها. من بين هؤلاء:
- زئيف نِحاما: المغني الرئيسي والوجه الأساسي للفرقة.
- تامير كليني: عازف لوحة المفاتيح والملحن.
- جيليك زكري: عازف الإيقاع.
- إيلياد نِحاما: عازف الجيتار.
- إيتان سوهري: عازف البيس.
ساهم كل عضو من أعضاء الفرقة في تشكيل الصوت المميز لإثنيكس.
أشهر الألبومات والأغاني
أصدرت إثنيكس عددًا من الألبومات التي حققت نجاحًا كبيرًا. من بين هذه الألبومات:
- “إثنيكس” (1990).
- “كاتشوش” (1993).
- “شوكولاتا” (1996).
- “موروكو” (1999).
تضمنت هذه الألبومات العديد من الأغاني الناجحة، مثل:
- “تسوكا”.
- “كاتشوش”.
- “موروكو”.
- “شوكولاتا”.
- “كابارا”.
ساهمت هذه الألبومات والأغاني في ترسيخ مكانة إثنيكس في المشهد الموسيقي الإسرائيلي.
التأثير الثقافي
لإثنيكس تأثير ثقافي كبير في إسرائيل. ساهمت الفرقة في تعريف الجمهور الإسرائيلي على الموسيقى الشرقية والروسية، بالإضافة إلى دمج هذه التأثيرات في الموسيقى الإسرائيلية السائدة. أثرت الفرقة على العديد من الفنانين الآخرين، وشجعتهم على تجربة أساليب موسيقية جديدة. قدمت إثنيكس أيضًا مساهمات كبيرة في الثقافة الشعبية الإسرائيلية، من خلال أغانيها التي أصبحت جزءًا من الذاكرة الجماعية للمواطنين الإسرائيليين. أصبحت أغاني الفرقة تُشغل في المناسبات والاحتفالات المختلفة، ولا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم.
الأنشطة الحالية وإرث الفرقة
لا تزال إثنيكس نشطة حتى اليوم، حيث تقدم عروضًا حية بانتظام، وتصدر أغاني جديدة من حين لآخر. تحظى الفرقة بشعبية كبيرة، وتستمر في جذب جمهور جديد من مختلف الأجيال. يُنظر إلى إثنيكس على أنها واحدة من أهم الفرق الموسيقية في تاريخ إسرائيل، وإرثها الموسيقي مستمر في التأثير على المشهد الموسيقي الإسرائيلي. تعمل الفرقة على إحياء ذكريات الماضي وتقديم الجديد، مما يضمن استمراريتها وتأثيرها على الساحة الموسيقية.
الموسيقى والاندماج الثقافي
تميزت إثنيكس بقدرتها على المزج بين الثقافات المختلفة، وتقديم موسيقى تعبر عن الهوية الإسرائيلية المتعددة. قدمت الفرقة نموذجًا للاندماج الثقافي من خلال موسيقاها، مما ساهم في تعزيز التفاهم والتقارب بين مختلف شرائح المجتمع الإسرائيلي. استخدمت الفرقة الموسيقى كوسيلة للتعبير عن التنوع الثقافي، وتقديم رسائل إيجابية عن التعايش المشترك. لقد أثبتت إثنيكس أن الموسيقى قادرة على تجاوز الحواجز الثقافية واللغوية، وجمع الناس معًا من خلال لغة عالمية مشتركة.
إسهامات الفرقة في صناعة الموسيقى الإسرائيلية
قدمت إثنيكس مساهمات كبيرة في صناعة الموسيقى الإسرائيلية. من خلال أسلوبها الموسيقي الفريد، ساعدت الفرقة في توسيع آفاق الموسيقى الإسرائيلية، وتشجيع الفنانين الآخرين على تجربة أساليب جديدة. كما ساهمت الفرقة في تطوير صناعة الموسيقى الإسرائيلية من خلال إنتاج أغانٍ عالية الجودة، وعروض حية مذهلة. بالإضافة إلى ذلك، لعبت الفرقة دورًا هامًا في تعزيز الوعي بالموسيقى الإسرائيلية على المستوى الدولي، من خلال مشاركتها في المهرجانات الموسيقية، وتقديم عروض في الخارج. تعتبر إثنيكس مثالًا ناجحًا للفنانين الذين تمكنوا من تحقيق النجاح في صناعة الموسيقى الإسرائيلية، مع الحفاظ على هويتهم الفنية.
خاتمة
إثنيكس هي فرقة إسرائيلية رائدة، تركت بصمة لا تُمحى في المشهد الموسيقي الإسرائيلي. من خلال دمجها الفريد للموسيقى الشرقية والروسية مع موسيقى الروك والبوب الإسرائيلية، تمكنت الفرقة من جذب جمهور واسع، وتحقيق نجاح تجاري كبير. لا تزال إثنيكس نشطة حتى اليوم، وتستمر في تقديم الموسيقى التي تجمع بين الثقافات المختلفة، وتعبر عن الهوية الإسرائيلية المتعددة. إن إرث الفرقة مستمر في التأثير على المشهد الموسيقي الإسرائيلي، وستظل إثنيكس رمزًا للاندماج الثقافي والإبداع الموسيقي.