<![CDATA[
تاريخ الحزب
تأسس الحزب الوطني البريطاني في عام 1982 على يد جون تيندال، وهو شخصية بارزة في الحركة الفاشية البريطانية. انشق تيندال عن الجبهة الوطنية بسبب خلافات حول الاستراتيجية والتكتيكات. سعى الحزب الوطني البريطاني منذ البداية إلى الترويج لسياسات قومية بيضاء متطرفة ومعادية للهجرة.
في السنوات الأولى من وجوده، ظل الحزب هامشيًا إلى حد كبير، مع عدد قليل من الأعضاء ودعم شعبي ضئيل. ومع ذلك، في التسعينيات، بدأ الحزب في تحقيق بعض المكاسب الانتخابية على المستوى المحلي، وخاصة في المناطق التي تعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية.
شهد الحزب الوطني البريطاني ذروة نفوذه في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تحت قيادة نيك جريفين. تمكن جريفين من تحديث صورة الحزب جزئيًا، مما جعله يبدو أقل تطرفًا وأكثر قبولا لدى بعض الناخبين. في عام 2009، تم انتخاب جريفين عضوًا في البرلمان الأوروبي، وهو إنجاز كبير للحزب.
ومع ذلك، سرعان ما بدأ دعم الحزب في الانخفاض مرة أخرى. واجه الحزب الوطني البريطاني العديد من الفضائح والانقسامات الداخلية، وفقد مقاعده في البرلمان الأوروبي وفي المجالس المحلية. في عام 2014، استقال نيك جريفين من منصبه كزعيم للحزب، وخلفه آدم ووكر.
اليوم، الحزب الوطني البريطاني هو حزب هامشي إلى حد كبير، مع عدد قليل من الأعضاء ودعم شعبي ضئيل. ومع ذلك، لا يزال الحزب موجودًا، ويستمر في الترويج لسياساته القومية البيضاء المتطرفة.
أيديولوجية الحزب
تعتمد أيديولوجية الحزب الوطني البريطاني على القومية البيضاء، وهي الاعتقاد بأن البيض هم عرق متميز ومتفوق، وأن مصالحهم يجب أن تكون محمية قبل مصالح الأعراق الأخرى. يروج الحزب الوطني البريطاني لسياسات معادية للهجرة، ويدعو إلى ترحيل المهاجرين غير البيض من المملكة المتحدة.
بالإضافة إلى القومية البيضاء، يؤمن الحزب الوطني البريطاني أيضًا بعدد من الأفكار الفاشية الأخرى، مثل:
- الدولة الشمولية: يعتقد الحزب أن الدولة يجب أن تكون قوية ومركزية، وأن يكون لها سيطرة كاملة على جميع جوانب الحياة.
- معاداة الديمقراطية: يرفض الحزب الديمقراطية الليبرالية، ويدعو إلى نظام سياسي أكثر سلطوية.
- العداء للسامية: يتهم الحزب اليهود بالسيطرة على وسائل الإعلام والمال والسياسة، ويدعو إلى تقويض نفوذهم.
- العنصرية: يؤمن الحزب بالتفوق العرقي للبيض، ويعتبر الأعراق الأخرى أقل شأنًا.
غالبًا ما يتم وصف الحزب الوطني البريطاني بأنه حزب فاشي أو نازي جديد. ومع ذلك، يرفض الحزب هذه التصنيفات، ويدعي أنه مجرد حزب قومي يدافع عن مصالح الشعب البريطاني.
سياسات الحزب
يدعو الحزب الوطني البريطاني إلى عدد من السياسات التي تهدف إلى حماية مصالح البيض وتعزيز الثقافة البريطانية. تشمل هذه السياسات:
- وقف جميع الهجرة غير البيضاء إلى المملكة المتحدة.
- ترحيل جميع المهاجرين غير البيض غير الشرعيين من المملكة المتحدة.
- تشجيع المهاجرين غير البيض القانونيين على العودة إلى بلدانهم الأصلية.
- حماية الثقافة البريطانية من التأثيرات الأجنبية.
- تعزيز التعليم الوطني الذي يركز على التاريخ والثقافة البريطانية.
- حماية البيئة البريطانية من التلوث والتدهور.
- دعم الشركات البريطانية وخلق فرص عمل للبريطانيين.
- تعزيز الجيش البريطاني وحماية الحدود البريطانية.
يتبنى الحزب الوطني البريطاني أيضًا مواقف متطرفة بشأن عدد من القضايا الأخرى، مثل:
- معارضة الإجهاض.
- معارضة زواج المثليين.
- معارضة تعدد الثقافات.
- الدعوة إلى عقوبة الإعدام.
- الدعوة إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
انتقادات للحزب
واجه الحزب الوطني البريطاني انتقادات واسعة النطاق بسبب سياساته المتطرفة والعنصرية. اتهم الحزب بالتحريض على الكراهية والعنف ضد الأقليات العرقية والدينية.
كما انتقد الحزب بسبب علاقاته بالجماعات الفاشية والنازية الجديدة الأخرى. اتهم العديد من أعضاء الحزب بالترويج للعداء للسامية والعنصرية.
بالإضافة إلى ذلك، انتقد الحزب بسبب أساليبه السياسية. اتهم الحزب باستخدام الترهيب والعنف لإسكات المعارضين. كما اتهم الحزب بنشر معلومات مضللة وأكاذيب لخداع الناخبين.
أدت هذه الانتقادات إلى تراجع كبير في شعبية الحزب. فقد الحزب مقاعده في البرلمان الأوروبي وفي المجالس المحلية. كما انخفض عدد أعضاء الحزب بشكل كبير.
الوضع الحالي للحزب
اليوم، الحزب الوطني البريطاني هو حزب هامشي إلى حد كبير. ومع ذلك، لا يزال الحزب موجودًا، ويستمر في الترويج لسياساته القومية البيضاء المتطرفة. من غير المرجح أن يحقق الحزب أي مكاسب انتخابية كبيرة في المستقبل القريب.
لا يزال الحزب يمثل تهديدًا للمجتمع البريطاني. يمكن أن يؤدي خطاب الكراهية والعنف الذي يروج له الحزب إلى تأجيج التعصب والتمييز ضد الأقليات العرقية والدينية.
من المهم الاستمرار في فضح أيديولوجية الحزب وكشف أكاذيبه. يجب على المجتمع البريطاني أن يقف متحدًا ضد العنصرية والتمييز بجميع أشكاله.
الخلافات والجدل
لطالما كان الحزب الوطني البريطاني محاطًا بالجدل والخلافات، بدءًا من جذوره في الحركة الفاشية البريطانية وصولًا إلى سياساته الحالية. إليك بعض أبرز جوانب الجدل المرتبطة به:
- العنصرية ومعاداة السامية: تُعد هذه من أبرز الاتهامات الموجهة للحزب، حيث يتهمه الكثيرون بالترويج لأفكار عنصرية ومعادية للسامية بشكل صريح أو ضمني.
- العلاقات مع الجماعات المتطرفة: غالبًا ما يُثار موضوع علاقات بعض أعضاء الحزب بجماعات متطرفة أخرى، مما يزيد من المخاوف بشأن طبيعة الحزب وأهدافه.
- استخدام العنف والترهيب: يتهم الحزب أحيانًا باستخدام أساليب عنيفة أو ترهيبية لإسكات المعارضين أو التأثير على الرأي العام.
- التحريض على الكراهية: يُتهم الحزب بالتحريض على الكراهية والعنف ضد الأقليات العرقية والدينية، مما يشكل تهديدًا للتماسك الاجتماعي.
- تاريخ الحزب المثير للجدل: يظل تاريخ الحزب المؤسس على أيدي شخصيات فاشية نقطة سوداء تؤثر على صورته وتثير الجدل حول هويته الحقيقية.
تأثير الحزب على السياسة البريطانية
على الرغم من هامشيته، فقد كان للحزب الوطني البريطاني تأثير ملحوظ على السياسة البريطانية، خاصة في بعض الجوانب التالية:
- تأثير على الخطاب السياسي: ساهم الحزب في إدخال بعض المواضيع المثيرة للجدل إلى الخطاب السياسي العام، مثل الهجرة والهوية الوطنية، مما أجبر الأحزاب الرئيسية على التعامل مع هذه القضايا.
- تأثير على سياسات الهجرة: يمكن القول أن بعض سياسات الهجرة الأكثر تشددًا التي تبنتها الحكومات البريطانية في السنوات الأخيرة قد تأثرت بشكل غير مباشر بالضغوط التي يمارسها الحزب الوطني البريطاني وأحزاب أخرى يمينية متطرفة.
- استقطاب المجتمع: ساهم الحزب في زيادة الاستقطاب في المجتمع البريطاني، من خلال نشر أفكار عنصرية ومعادية للهجرة.
- إلهام جماعات متطرفة أخرى: يمكن أن يكون الحزب الوطني البريطاني بمثابة مصدر إلهام لجماعات متطرفة أخرى، سواء في المملكة المتحدة أو في الخارج.
خاتمة
الحزب الوطني البريطاني هو حزب سياسي يميني متطرف يروج لسياسات قومية بيضاء متطرفة ومعادية للهجرة. واجه الحزب انتقادات واسعة النطاق بسبب سياساته العنصرية والخلافات المرتبطة به، وهو اليوم حزب هامشي إلى حد كبير، ولكن لا يزال من المهم فضح أيديولوجيته وكشف أكاذيبه.