تأسيس الشبكة وخلفيتها
تأسست شبكة 23 على يد مجموعة سبايرال ترايب، وهي مجموعة من منسقي الأغاني (DJ) والمنتجين الذين اشتهروا بحفلاتهم الموسيقية الضخمة غير المصرح بها، والمعروفة باسم “رايف”. كانت حفلات سبايرال ترايب تجذب الآلاف من الأشخاص، وعادة ما تقام في مواقع سرية في جميع أنحاء المملكة المتحدة وأوروبا. كان أعضاء سبايرال ترايب ناشطين سياسيين وثقافيين، واستخدموا حفلاتهم كوسيلة للتعبير عن آرائهم واحتجاجاتهم ضد النظام السياسي والاجتماعي.
كانت شبكة 23 بمثابة امتداد طبيعي لنشاط سبايرال ترايب الموسيقي. أتاحت لهم العلامة إصدار موسيقاهم الخاصة، بالإضافة إلى دعم فنانين آخرين من المشهد الموسيقي الإلكتروني. سمحت لهم الشبكة بالتحكم في إبداعهم وتوزيع موسيقاهم، وهو أمر حيوي في ذلك الوقت، حيث كان الوصول إلى صناعة الموسيقى السائدة محدودًا.
موسيقى شبكة 23
تميزت موسيقى شبكة 23 بتنوعها وغناها. أصدرت الشبكة مجموعة واسعة من الأنواع الفرعية لموسيقى الرقص الإلكتروني، بما في ذلك التكنو، والهاوس، والهاردكور، والجرايم. تميزت إصدارات الشبكة غالبًا بإنتاجها التجريبي، وتصميم الصوت المبتكر، والتركيز على إحداث تجربة حسية قوية للمستمع. كان الفنانون الذين أصدروا أعمالًا من خلال شبكة 23 غالبًا ما يكونون روادًا في مجالهم، حيث دفعوا بحدود الموسيقى الإلكترونية.
من بين الفنانين البارزين الذين أصدروا أعمالًا من خلال شبكة 23:
- سبايرال ترايب (Spiral Tribe)
- 23 سكايدو (23 Skidoo)
- ذا كرايسس (The Crisis)
- تيكنو ترايب (Tekno Tribe)
- مجموعة متنوعة من الفنانين الآخرين المرتبطين بمشهد الرايف
كانت إصدارات الشبكة غالبًا ما تكون محدودة، وتتوفر في شكل فينيل (vinyl) بشكل أساسي، مما جعلها مطلوبة بشدة من قبل هواة جمع الموسيقى. ساعد هذا في بناء سمعة الشبكة كعلامة تسجيلات مستقلة وموثوقة، تلتزم بدعم الموسيقى الأصلية والمبتكرة.
تأثير شبكة 23
على الرغم من عمرها القصير، تركت شبكة 23 تأثيرًا كبيرًا على مشهد الموسيقى الإلكترونية. ساهمت الشبكة في انتشار موسيقى التكنو والهاوس في المملكة المتحدة وأوروبا، وساعدت في بناء مجتمع قوي من محبي الموسيقى الإلكترونية. كما أثرت الشبكة على العديد من الفنانين والمنتجين، الذين استلهموا من إبداعها وتجريبها.
كانت شبكة 23 جزءًا من حركة أوسع نطاقًا في التسعينيات، حيث سعت المجموعات المستقلة والفنانون إلى السيطرة على إبداعهم وإنتاجهم الموسيقي. شكلت الشبكة نموذجًا ناجحًا لكيفية قيام علامة تسجيلات مستقلة بدعم الموسيقى الأصلية، والوصول إلى جمهور واسع، وبناء مجتمع قوي حولها. قدمت الشبكة مساهمات كبيرة في تطور موسيقى الرقص الإلكتروني، ولا يزال تأثيرها محسوسًا حتى اليوم.
انهيار الشبكة
توقفت شبكة 23 عن إصدار الموسيقى في عام 1996. هناك عدة عوامل ساهمت في انهيار الشبكة. أحد هذه العوامل هو القمع المتزايد لحفلات الرايف غير المصرح بها من قبل الشرطة البريطانية. أدى هذا إلى صعوبة إقامة الحفلات، وإضعاف الدعم المالي للشبكة. بالإضافة إلى ذلك، واجهت سبايرال ترايب نفسها عددًا من المشاكل الداخلية، مما أدى إلى تفكك المجموعة. على الرغم من هذا، استمر إرث الشبكة في التأثير على الموسيقى الإلكترونية.
في عام 2005، تم إعادة إطلاق شبكة 23 مؤقتًا، مما سمح بإعادة إصدار بعض من إصداراتها الكلاسيكية. أظهر هذا الاهتمام المستمر بموسيقى الشبكة، والتأثير المستمر الذي تركته على عالم الموسيقى الإلكترونية. إنها علامة تسجيلات مهمة في تاريخ الموسيقى الإلكترونية، وشجعت على إنشاء علامات تسجيلات مستقلة أخرى في جميع أنحاء العالم.
إرث شبكة 23
يُعتبر إرث شبكة 23 حيًا. لقد تركت بصمة واضحة في تاريخ الموسيقى الإلكترونية. تم الاعتراف بالشبكة باعتبارها قوة دافعة في مشهد الرايف في التسعينيات، وقدمت مساهمات كبيرة في تطور موسيقى التكنو والهاوس والأنواع الفرعية ذات الصلة. لا تزال موسيقاهم تؤثر على الأجيال الجديدة من الموسيقيين والمنتجين والدي جي.
أثرت شبكة 23 على:
- جعلت من موسيقى التكنو والهاوس أكثر شعبية في المملكة المتحدة
- شجعت على التوجه نحو الاستقلالية في إنتاج الموسيقى
- ساعدت في بناء مجتمع قوي من محبي الموسيقى الإلكترونية
- أثرت على العديد من الفنانين والمنتجين
شبكة 23 هي مثال على كيفية قيام علامة تسجيلات مستقلة بدعم الموسيقى الأصلية، والوصول إلى جمهور واسع، وبناء مجتمع قوي حولها. إنها علامة تسجيلات مهمة في تاريخ الموسيقى الإلكترونية، ولا يزال تأثيرها محسوسًا حتى اليوم.
خاتمة
شبكة 23 كانت علامة تسجيلات مستقلة مؤثرة تأسست في عام 1994 على يد مجموعة سبايرال ترايب. لعبت دورًا حيويًا في مشهد ثقافة الرقص الإلكتروني في المملكة المتحدة في منتصف التسعينيات، وأصدرت موسيقى رائدة في مجالات التكنو، والهاوس، والأنواع الفرعية ذات الصلة. على الرغم من عمرها القصير، تركت شبكة 23 بصمة دائمة في تاريخ الموسيقى الإلكترونية، ولا يزال إرثها محسوسًا حتى اليوم، مما يجعلها مثالًا رائعًا على قوة الإبداع والاستقلالية في صناعة الموسيقى.
المراجع
“`