الأسباب والعوامل المؤدية
عادة ما ينتج خراج برودي عن عدوى بكتيرية، غالبًا ما تكون المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus). تدخل هذه البكتيريا إلى العظام عن طريق مجرى الدم، أو من خلال جرح مفتوح، أو من عدوى قريبة. بمجرد دخول البكتيريا إلى العظام، فإنها تتكاثر وتسبب التهابًا. يتشكل الخراج عندما يحاول الجسم عزل البكتيريا عن طريق إحاطتها بجدار من الأنسجة.
تشمل العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بخراج برودي:
- العمر: الأطفال والمراهقون هم الأكثر عرضة للإصابة لأن عظامهم لا تزال تنمو، مما يجعلها أكثر عرضة للعدوى.
- الإصابات: يمكن أن تزيد الإصابات، مثل الكسور والالتواءات، من خطر الإصابة بالعدوى.
- العمليات الجراحية: يمكن أن تزيد العمليات الجراحية في العظام من خطر الإصابة بالعدوى.
- الحالات الطبية الأخرى: قد تزيد بعض الحالات الطبية، مثل مرض السكري وضعف الجهاز المناعي، من خطر الإصابة.
الأعراض
قد تكون أعراض خراج برودي خفيفة وغير محددة في البداية، مما قد يؤدي إلى تأخر التشخيص. تشمل الأعراض الشائعة:
- الألم: غالبًا ما يكون الألم هو العرض الأكثر شيوعًا، ويكون في العظام المصابة. قد يكون الألم مستمرًا أو متقطعًا، ويزداد سوءًا في الليل أو أثناء النشاط.
- التورم: قد يتورم العظم المصاب.
- الحمى: قد يعاني بعض الأشخاص من حمى خفيفة أو متوسطة.
- التعرق الليلي: قد يعاني بعض الأشخاص من التعرق المفرط في الليل.
- فقدان الوزن: في بعض الحالات، قد يعاني الأشخاص من فقدان الوزن.
قد تكون الأعراض الأخرى أقل شيوعًا، مثل:
- العرج: إذا كان الخراج في الساق أو القدم، فقد يعرج الشخص.
- صعوبة في تحريك المفصل: إذا كان الخراج قريبًا من المفصل، فقد تكون هناك صعوبة في تحريك المفصل.
التشخيص
لتشخيص خراج برودي، سيقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي وسؤال المريض عن تاريخه الطبي. قد تشمل الاختبارات التي يتم إجراؤها لتشخيص خراج برودي ما يلي:
- الأشعة السينية: يمكن للأشعة السينية أن تظهر تغييرات في العظام، مثل التآكل أو التورم.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يمكن للتصوير بالرنين المغناطيسي أن يوفر صورًا أكثر تفصيلاً للعظام والأنسجة الرخوة، ويمكن أن يساعد في تحديد موقع الخراج.
- الفحص النووي للعظام: يستخدم الفحص النووي للعظام مادة مشعة لتحديد مناطق نشاط العظام المتزايد، والذي يمكن أن يكون علامة على العدوى.
- خزعة العظام: يتم أخذ عينة من العظام المصابة وفحصها تحت المجهر لتحديد نوع البكتيريا المسببة للعدوى. هذا هو الاختبار الأكثر دقة لتشخيص خراج برودي.
- اختبارات الدم: يمكن أن تساعد اختبارات الدم في تحديد علامات العدوى، مثل زيادة عدد خلايا الدم البيضاء وزيادة معدل ترسيب كرات الدم الحمراء (ESR).
العلاج
يهدف علاج خراج برودي إلى القضاء على العدوى وتخفيف الأعراض. يشمل العلاج عادةً ما يلي:
- المضادات الحيوية: يتم إعطاء المضادات الحيوية عن طريق الفم أو عن طريق الوريد للقضاء على البكتيريا المسببة للعدوى. يعتمد نوع المضاد الحيوي المستخدم على نوع البكتيريا التي تسبب العدوى.
- الجراحة: قد تكون الجراحة ضرورية لتصريف الخراج وإزالة أي أنسجة مصابة. في بعض الحالات، قد تكون الجراحة ضرورية لإزالة جزء من العظام المصابة.
- تثبيت العظام: قد يكون من الضروري تثبيت العظام المصابة باستخدام الجبيرة أو الجبيرة أو الجراحة لمنع المزيد من الإصابات والسماح للعظام بالشفاء.
- تسكين الألم: يمكن وصف مسكنات الألم لتخفيف الألم.
بعد العلاج، سيحتاج المريض إلى متابعة منتظمة من قبل الطبيب للتأكد من أن العدوى قد تم القضاء عليها وأن العظام تشفى بشكل صحيح. قد يحتاج المريض أيضًا إلى العلاج الطبيعي للمساعدة في استعادة الحركة والقوة في العظام والمفاصل المصابة.
المضاعفات
إذا لم يتم علاج خراج برودي، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك:
- التهاب العظم والنقي المزمن: يمكن أن يتطور خراج برودي إلى التهاب عظم ونقي مزمن، وهي عدوى طويلة الأمد في العظام.
- تشوهات العظام: يمكن أن يتسبب التهاب العظم والنقي في تشوهات العظام.
- التهاب المفاصل الإنتاني: يمكن أن تنتشر العدوى إلى المفصل القريب، مما يؤدي إلى التهاب المفاصل الإنتاني.
- الإنتان: إذا انتشرت العدوى إلى مجرى الدم، فقد تتسبب في الإنتان، وهي عدوى تهدد الحياة.
الوقاية
لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من خراج برودي، ولكن هناك خطوات يمكنك اتخاذها لتقليل خطر الإصابة به:
- علاج أي عدوى في أسرع وقت ممكن: إذا كنت تعاني من أي علامات أو أعراض للعدوى، مثل الحمى أو الألم أو التورم، فاستشر الطبيب على الفور.
- تنظيف الجروح بشكل صحيح: إذا تعرضت لجرح، فقم بتنظيفه جيدًا بالماء والصابون وتغطيته بضمادة نظيفة.
- تجنب التدخين: يمكن أن يضعف التدخين جهاز المناعة ويزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
- الحفاظ على صحة جيدة: يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام في الحفاظ على قوة جهاز المناعة وتقليل خطر الإصابة بالعدوى.
التشخيص التفريقي
يجب على الأطباء مراعاة التشخيصات التفريقية التالية عند تقييم مريض يشتبه في إصابته بخراج برودي:
- التهاب العظم والنقي الحاد: التهاب العظم والنقي الحاد هو عدوى حادة في العظام يمكن أن تسبب أعراضًا مشابهة لخراج برودي.
- الأورام: يمكن أن تسبب الأورام، الحميدة والخبيثة، ألمًا وتورمًا في العظام.
- الكسور: يمكن أن تسبب الكسور ألمًا وتورمًا.
- التهاب المفاصل: يمكن أن يسبب التهاب المفاصل ألمًا وتورمًا في المفاصل.
- الأمراض الأيضية للعظام: يمكن أن تسبب الأمراض الأيضية للعظام، مثل مرض باجيت، تغييرات في العظام يمكن أن تظهر في الأشعة السينية.
مستقبل خراج برودي
مع العلاج المناسب، فإن التكهن لخراج برودي جيد بشكل عام. ومع ذلك، من المهم طلب العناية الطبية الفورية إذا كنت تعاني من أي أعراض تدل على الإصابة بعدوى العظام. يمكن أن يساعد التشخيص والعلاج المبكرين في منع المضاعفات وتقليل خطر الإصابة بالإعاقات طويلة الأمد.
نصائح إضافية
- إذا كنت تعاني من ألم مستمر في العظام أو تورم، فاستشر الطبيب على الفور.
- اتبع تعليمات الطبيب بدقة فيما يتعلق بالعلاج والمتابعة.
- لا تتجاهل الألم أو الأعراض الأخرى، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم العدوى.
- احصل على قسط وافر من الراحة.
- تناول نظامًا غذائيًا صحيًا وغنيًا بالعناصر الغذائية.
التعايش مع خراج برودي
قد يكون التعايش مع خراج برودي صعبًا، خاصة إذا كنت تعاني من الألم أو القيود الجسدية. ومع ذلك، هناك خطوات يمكنك اتخاذها لتحسين نوعية حياتك:
- اتبع خطة العلاج الخاصة بك: تأكد من أنك تتبع خطة العلاج الخاصة بك بدقة، بما في ذلك تناول المضادات الحيوية والذهاب إلى جميع مواعيد المتابعة.
- اطلب الدعم من العائلة والأصدقاء: يمكن أن يوفر لك الدعم من العائلة والأصدقاء الدعم العاطفي الذي تحتاجه.
- ابحث عن مجموعات الدعم: يمكن أن تساعدك مجموعات الدعم في التواصل مع الأشخاص الآخرين الذين يعانون من خراج برودي.
- شارك في الأنشطة التي تستمتع بها: يمكن أن يساعدك الانخراط في الأنشطة التي تستمتع بها على الحفاظ على نشاطك ومشاركة اهتماماتك.
- استشر طبيبك بانتظام: سيساعدك طبيبك على مراقبة حالتك والتأكد من أنك تتلقى أفضل رعاية ممكنة.
خاتمة
خراج برودي هو شكل من أشكال التهاب العظم والنقي تحت الحاد الذي يمكن أن يؤثر على الأطفال والبالغين. يتميز هذا المرض بوجود خراج في العظام، وعادة ما يكون ناتجًا عن عدوى بكتيرية. يمكن أن يستمر خراج برودي لسنوات قبل أن يتطور إلى التهاب عظم ونقي مزمن وصريح. يعتمد العلاج على المضادات الحيوية، وفي بعض الحالات، الجراحة. التشخيص المبكر والعلاج المناسب ضروريان لمنع المضاعفات وتحسين نتائج العلاج.
المراجع
- Brodie Abscess – StatPearls
- Brodie’s Abscess – Orthobullets
- Brodie’s abscess – Radiopaedia
- Osteomyelitis – Mayo Clinic
“`