نشأته وتعليمه
ولد أنجيلينو ألفانو في أغريجنتو، صقلية، في 31 أكتوبر 1970. أكمل دراسته الثانوية في مسقط رأسه، ثم التحق بجامعة باليرمو لدراسة القانون. تخرج في عام 1992، وبعد ذلك عمل محامياً. خلال سنوات دراسته، انخرط ألفانو في السياسة، حيث انضم إلى حركة الشباب في الحزب الديمقراطي المسيحي، وهو حزب سياسي رئيسي في إيطاليا في ذلك الوقت. وقد ساهمت هذه التجربة المبكرة في السياسة في تشكيل مسيرته المهنية اللاحقة.
مسيرته السياسية المبكرة
بدأ ألفانو مسيرته السياسية في منتصف التسعينيات. في عام 1996، انتُخب لعضوية الجمعية الإقليمية الصقلية، حيث شغل منصبًا حتى عام 2001. خلال فترة وجوده في الجمعية الإقليمية، لفت الانتباه إليه بسبب مهاراته الخطابية وقدرته على التواصل مع الناخبين. في عام 2001، انتُخب لعضوية مجلس النواب الإيطالي عن دائرة صقلية. كانت هذه نقطة تحول مهمة في مسيرته السياسية، حيث سمحت له بالانتقال إلى الساحة الوطنية.
وزير العدل
في عام 2008، عُيّن ألفانو وزيراً للعدل في حكومة سيلفيو برلسكوني الرابعة. كان هذا التعيين بمثابة قفزة كبيرة في مسيرته المهنية، حيث أصبح أحد أصغر الوزراء في الحكومة. خلال فترة ولايته كوزير للعدل، قدم ألفانو العديد من الإصلاحات المثيرة للجدل، بما في ذلك قانون يُعرف باسم “قانون ألفانو”، الذي منح حصانة لكبار المسؤولين الحكوميين من الملاحقة القضائية. أثار هذا القانون جدلاً واسعاً وانتقادات من المعارضة، التي اعتبرته محاولة لعرقلة العدالة وحماية برلسكوني من المحاكمات.
على الرغم من الجدل، دافع ألفانو عن القانون، بحجة أنه ضروري لضمان الاستقرار الحكومي وتمكين المسؤولين من أداء واجباتهم دون خوف من الملاحقة القضائية لأسباب سياسية. ومع ذلك، تم إلغاء القانون لاحقًا من قبل المحكمة الدستورية الإيطالية.
وزير الداخلية
في عام 2013، عُيّن ألفانو وزيراً للداخلية في حكومة إنريكو ليتا. استمر في هذا المنصب في حكومة ماتيو رينزي اللاحقة. كوزير للداخلية، واجه ألفانو تحديات كبيرة، بما في ذلك التعامل مع أزمة الهجرة المتزايدة وتزايد التهديد بالإرهاب. اتخذ ألفانو عددًا من الإجراءات لمواجهة هذه التحديات، بما في ذلك تعزيز الرقابة على الحدود وزيادة التعاون مع الأجهزة الأمنية الأوروبية.
خلال فترة ولايته كوزير للداخلية، تعرض ألفانو لانتقادات بسبب سياساته المتعلقة بالهجرة. اتُهم بالتشدد في التعامل مع المهاجرين واللاجئين، واتخاذ مواقف معادية للأجانب. ومع ذلك، دافع ألفانو عن سياساته، بحجة أنها ضرورية لحماية الأمن القومي والحفاظ على النظام العام.
وزير الخارجية
في عام 2016، عُيّن ألفانو وزيراً للخارجية في حكومة باولو جينتيلوني. شغل هذا المنصب حتى عام 2018. كوزير للخارجية، ركز ألفانو على تعزيز العلاقات الإيطالية مع الدول الأخرى، وتعزيز المصالح الإيطالية في المحافل الدولية. لعب دورًا نشطًا في السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وعمل على تعزيز التعاون الأوروبي في مجالات مثل الأمن والدفاع والهجرة.
خلال فترة ولايته كوزير للخارجية، واجه ألفانو تحديات دبلوماسية معقدة، بما في ذلك الأزمة الليبية والتوترات في منطقة الشرق الأوسط. سعى إلى لعب دور الوساطة في هذه النزاعات، وتعزيز الحلول السلمية من خلال الحوار والدبلوماسية.
حزب البديل الشعبي
في عام 2013، أسس ألفانو حزباً سياسياً جديداً باسم البديل الشعبي (Nuovo Centrodestra). جاء ذلك بعد انقسام في حزب شعب الحرية بزعامة سيلفيو برلسكوني. سعى ألفانو إلى إنشاء حزب وسطي معتدل يجمع بين القيم المسيحية الديمقراطية والمبادئ الليبرالية. لعب البديل الشعبي دورًا في العديد من الحكومات الائتلافية، وعمل كشريك رئيسي في الحكومات التي قادها إنريكو ليتا وماتيو رينزي وباولو جينتيلوني.
في عام 2017، اندمج حزب البديل الشعبي مع أحزاب أخرى لتشكيل حزب جديد باسم البديل الشعبي من أجل إيطاليا. ومع ذلك، لم يحقق الحزب الجديد نجاحًا كبيرًا في الانتخابات العامة لعام 2018، ولم يتمكن ألفانو من الحصول على مقعد في البرلمان.
الجدل والانتقادات
طوال مسيرته السياسية، واجه أنجيلينو ألفانو العديد من الجدل والانتقادات. اتُهم بالفساد واستغلال النفوذ، لكن لم تثبت إدانته بأي جريمة. تعرض لانتقادات بسبب علاقاته الوثيقة بسيلفيو برلسكوني، الذي اعتبره الكثيرون شخصية مثيرة للجدل في السياسة الإيطالية. كما تعرض لانتقادات بسبب سياساته المتعلقة بالهجرة، التي اتُهمت بالتشدد والمعاداة للأجانب.
على الرغم من الجدل والانتقادات، ظل ألفانو شخصية بارزة في السياسة الإيطالية لأكثر من عقد. لعب دورًا رئيسيًا في العديد من الحكومات الائتلافية، وشغل مناصب وزارية مهمة. يُنظر إليه على أنه سياسي ماهر وقادر على المناورة في المشهد السياسي الإيطالي المعقد.
الحياة الشخصية
أنجيلينو ألفانو متزوج ولديه طفلان. يُعرف بأنه كاثوليكي متدين، وقد أعرب عن دعمه للقيم العائلية التقليدية. وهو أيضًا من محبي كرة القدم، ويدعم فريق ميلان.
أهم المناصب التي شغلها
- عضو الجمعية الإقليمية الصقلية (1996-2001)
- عضو مجلس النواب الإيطالي (2001-2018)
- وزير العدل (2008-2011)
- وزير الداخلية (2013-2016)
- وزير الخارجية (2016-2018)
خاتمة
أنجيلينو ألفانو شخصية بارزة في السياسة الإيطالية، شغل مناصب وزارية مهمة وساهم في تشكيل السياسات الحكومية. على الرغم من الجدل والانتقادات التي واجهها، إلا أنه ترك بصمة واضحة في تاريخ إيطاليا السياسي. مسيرته المهنية، التي بدأت في صقلية وانتقلت إلى الساحة الوطنية، تعكس قدرته على التكيف والنجاح في بيئة سياسية معقدة. يبقى ألفانو شخصية مؤثرة في تحليل وفهم التطورات السياسية الإيطالية الحديثة.