<![CDATA[
تشكيل اللواء ونشأته
تأسس لواء جنوب أرما في أوائل السبعينيات، كرد فعل على تصاعد العنف الطائفي والتمييز ضد الكاثوليك والقوميين في أيرلندا الشمالية. كان الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت، وهو منظمة شبه عسكرية تهدف إلى تحقيق أيرلندا موحدة من خلال القوة، يجند أعضاءً جددًا في جميع أنحاء البلاد، وسرعان ما اكتسب اللواء في جنوب أرما سمعة طيبة بسبب تصميمه وفعاليته.
تاريخيًا، كانت منطقة جنوب أرما معقلًا للجمهوريين الأيرلنديين، ولعبت دورًا بارزًا في النضالات السابقة من أجل الاستقلال الأيرلندي. كانت المنطقة أيضًا ذات أهمية استراتيجية، حيث تقع على طول الحدود مع جمهورية أيرلندا، مما يوفر طرقًا للتهريب والتراجع.
القيادة والهيكل
على مر السنين، كان لواء جنوب أرما تحت قيادة العديد من الشخصيات البارزة. كان لديهم هيكل قيادة لامركزي إلى حد ما، حيث عملت وحدات مختلفة بشكل مستقل نسبيًا. سمح هذا النهج بالمرونة والقدرة على التكيف، مما جعل من الصعب على قوات الأمن تعطيل عملياتهم.
اشتهر اللواء بتجنيد مقاتلين محليين يعرفون المنطقة جيدًا. كان هؤلاء الأفراد يتمتعون في الغالب بدعم قوي من مجتمعاتهم، مما يوفر لهم معلومات قيمة وملاذًا آمنًا. ساهم هذا الدعم المحلي بشكل كبير في نجاح اللواء في تجنب الكشف عنه وتنفيذ الهجمات.
العمليات البارزة
شارك لواء جنوب أرما في عدد كبير من الهجمات ضد قوات الأمن البريطانية وقوات الأمن التابعة لشرطة أولستر الملكية (RUC)، بالإضافة إلى أهداف أخرى. تضمنت بعض العمليات البارزة ما يلي:
- هجمات الكمائن: اشتهر اللواء بنصب كمائن متطورة لقوات الأمن، باستخدام العبوات الناسفة والأسلحة النارية. غالبًا ما كانت هذه الكمائن تقع على طول الطرق الحدودية، مما يجعل من الصعب على قوات الأمن الرد بفعالية.
- تفجير المروحيات: في عدة مناسبات، أسقط لواء جنوب أرما طائرات هليكوبتر تابعة للجيش البريطاني باستخدام بنادق ثقيلة وأجهزة متطورة مضادة للطائرات. كانت هذه الهجمات بمثابة ضربة دعائية كبيرة للجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت وأظهرت قدراتهم العسكرية المتزايدة.
- عمليات القنص: استخدم اللواء قناصة ماهرين لاستهداف الجنود والضباط التابعين لشرطة أولستر الملكية (RUC). كانت عمليات القنص تهدف إلى شل معنويات قوات الأمن وتعطيل عملياتهم.
- الهجمات عبر الحدود: بسبب قربها من الحدود، نفذ لواء جنوب أرما عمليات في جمهورية أيرلندا، وعبروا الحدود لتفادي الاعتقال أو شن هجمات.
الأسلحة والتكتيكات
اعتمد لواء جنوب أرما على مجموعة متنوعة من الأسلحة والتكتيكات على مر السنين. في البداية، استخدموا أسلحة صغيرة مثل البنادق والمسدسات، لكنهم حصلوا لاحقًا على أسلحة أكثر تطوراً، بما في ذلك بنادق هجومية ومتفجرات وقذائف هاون. أصبحوا خبراء في صنع العبوات الناسفة، والتي كانت سلاحهم المفضل.
بالإضافة إلى أسلحتهم، اعتمد اللواء على المعرفة المحلية والاستخبارات ليكونوا متقدمين على قوات الأمن. كان لديهم شبكة واسعة من المخبرين والمتعاونين الذين قدموا لهم معلومات حول تحركات القوات وعملياتها.
كما استخدم اللواء تكتيكات حرب العصابات لتجنب الكشف عنهم وإلحاق أقصى قدر من الضرر بقوات الأمن. عملوا في فرق صغيرة، وتحركوا بسرعة، واستغلوا التضاريس الوعرة في جنوب أرما للاختباء وتجنب القبض عليهم.
التأثير والجدل
كان للواء جنوب أرما تأثير كبير على “الاضطرابات”. لقد كانوا مسؤولين عن مقتل العديد من الجنود والضباط التابعين لشرطة أولستر الملكية (RUC)، بالإضافة إلى المدنيين. أثارت أفعالهم جدلاً وانتقادات كبيرة، حيث اتهمهم البعض بالإرهاب والوحشية.
ومع ذلك، يجادل أنصار اللواء بأنهم كانوا يشاركون في حرب مشروعة ضد الاحتلال البريطاني وأن أفعالهم كانت ضرورية لحماية مجتمعاتهم. يزعمون أن قوات الأمن ارتكبت أيضًا فظائع وأن اللواء كان يدافع عن حقوق شعبه.
بغض النظر عن وجهة نظر الفرد، لا يمكن إنكار أن لواء جنوب أرما كان قوة كبيرة خلال “الاضطرابات”. لقد لعبوا دورًا رئيسيًا في الصراع وكان لهم تأثير دائم على المنطقة.
عملية “المربع”
كانت عملية “المربع” عبارة عن جهد عسكري بريطاني كبير يهدف إلى إضعاف لواء جنوب أرما في السبعينيات. تضمنت العملية زيادة في تواجد القوات، ونقاط تفتيش مكثفة، وعمليات مراقبة.
على الرغم من أن العملية أدت إلى بعض الاعتقالات وتعطيل أنشطة الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت، إلا أنها لم تنجح في القضاء على اللواء. تمكن اللواء من التكيف مع التكتيكات الجديدة ومواصلة عملياته.
وقف إطلاق النار والسلام
في التسعينيات، شارك الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت في محادثات سلام أدت في النهاية إلى اتفاقية الجمعة العظيمة عام 1998. كان لواء جنوب أرما من بين الوحدات التي دعمت وقف إطلاق النار وشاركت في عملية نزع السلاح.
ومع ذلك، كان هناك بعض المنشقين داخل اللواء الذين رفضوا قبول اتفاق السلام واستمروا في الانخراط في أنشطة عنيفة. هؤلاء المنشقون شكلوا لاحقًا منظمات منشقة مثل الجيش الجمهوري الأيرلندي الحقيقي.
الإرث
لا يزال لواء جنوب أرما شخصية مثيرة للجدل في التاريخ الأيرلندي. يعتبرهم البعض أبطالًا حاربوا من أجل الحرية، بينما يعتبرهم البعض الآخر إرهابيين مسؤولين عن العنف والمعاناة. بغض النظر عن وجهة نظر الفرد، من الواضح أن اللواء ترك بصمة لا تمحى على جنوب أرما وعلى “الاضطرابات”.
اليوم، لا يزال إرث لواء جنوب أرما موضوع نقاش وجدل. يناضل البعض من أجل الحقيقة والمصالحة بشأن الماضي، بينما يسعى آخرون إلى المضي قدمًا وترك العنف وراءهم.
خاتمة
كان لواء جنوب أرما التابع للجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت قوة مؤثرة ومثيرة للجدل خلال فترة “الاضطرابات”. من خلال معرفتهم المحلية، والتكتيكات الماهرة، والدعم المجتمعي، أصبحوا واحدًا من أكثر ألوية الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت فتكًا. على الرغم من أن أفعالهم أثارت جدلاً، إلا أن تأثيرهم على الصراع لا يمكن إنكاره، ولا يزال إرثهم موضوع نقاش اليوم.