حياته المبكرة وتعليمه
ولد جوزيه كلارك نوت في أورانجبرج، ساوث كارولينا، في 31 مارس 1804. نشأ في عائلة ميسورة الحال، مما أتاح له الحصول على تعليم جيد. التحق بكلية ساوث كارولينا (جامعة ساوث كارولينا حاليًا) وتخرج منها عام 1824. ثم درس الطب في جامعة بنسلفانيا وتخرج منها عام 1827. بعد التخرج، مارس الطب لفترة قصيرة في كولومبيا، ساوث كارولينا، قبل أن ينتقل إلى موبايل، ألاباما، حيث استقر وبنى ممارسة طبية ناجحة.
مسيرته المهنية
بصرف النظر عن ممارسته الطبية، انخرط نوت في البحث العلمي والكتابة. كان مهتمًا بشكل خاص بعلم الإنسان والإثنولوجيا، وقضى الكثير من وقته في دراسة الأجناس البشرية المختلفة. نشر العديد من المقالات والكتب حول هذا الموضوع، بما في ذلك كتابه الأكثر شهرة “أنواع الأجناس” (Types of Mankind)، الذي شارك في تأليفه مع جورج روبنز جلايدون.
أصبح نوت شخصية بارزة في عالم العنصرية العلمية خلال منتصف القرن التاسع عشر. دافع عن فكرة التكوين المتعدد للأجناس البشرية، التي تفترض أن الأجناس المختلفة نشأت بشكل منفصل وليست من أصل واحد. جادل بأن الأجناس البيضاء متفوقة بيولوجيًا على الأجناس الأخرى، وأن العبودية مبررة لأن الأفارقة أقل قدرة على حكم أنفسهم. استندت حججه إلى مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك القياسات القحفية (دراسة شكل وحجم الجمجمة)، والملاحظات حول الاختلافات الثقافية بين الأجناس المختلفة.
أثارت آراء نوت جدلاً واسعًا خلال حياته. أدانها العديد من العلماء ورجال الدين باعتبارها غير علمية وغير أخلاقية. ومع ذلك، فقد حظي أيضًا بدعم كبير، خاصة في الجنوب الأمريكي، حيث استخدمت حججه لتبرير العبودية والفصل العنصري. ساهمت كتاباته وأفكاره في ترسيخ المفاهيم العنصرية في المجتمع الأمريكي.
أنواع الأجناس (Types of Mankind)
“أنواع الأجناس” هو كتاب نشره نوت وجلايدون في عام 1854. كان الكتاب عبارة عن دراسة شاملة للأجناس البشرية، قدمت حججًا مؤيدة للتكوين المتعدد للأجناس. احتوى الكتاب على رسوم توضيحية تفصيلية للجمجمة وأنواع الجسم المختلفة، بالإضافة إلى مناقشات حول الاختلافات الثقافية بين الأجناس المختلفة.
كان “أنواع الأجناس” كتابًا مؤثرًا للغاية، وقد بيع منه على نطاق واسع في كل من الولايات المتحدة وأوروبا. ساهم في نشر العنصرية العلمية وساعد في تبرير العبودية والفصل العنصري. لا يزال الكتاب مثيرًا للجدل حتى اليوم، ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه عمل عنصري وغير علمي.
نظريات التكوين المتعدد للأجناس
التكوين المتعدد للأجناس هي نظرية تفترض أن الأجناس المختلفة نشأت بشكل منفصل وليست من أصل واحد. يعتقد أنصار هذه النظرية أن الأجناس المختلفة تختلف بيولوجيًا بشكل كبير، وأن هذه الاختلافات تجعل بعض الأجناس متفوقة على غيرها. غالبًا ما استخدمت هذه النظرية لتبرير العنصرية والتمييز.
عارضت نظرية التكوين المتعدد للأجناس نظرية الأصل الواحد للأجناس، والتي تفترض أن جميع البشر ينحدرون من سلف مشترك واحد. تدعم الأدلة العلمية الحالية نظرية الأصل الواحد للأجناس، حيث تشير الدراسات الجينية إلى أن جميع البشر مرتبطون ارتباطًا وثيقًا وأن الاختلافات بين الأجناس سطحية نسبيًا.
تأثيره وإرثه
كان لجوزيه نوت تأثير كبير على الفكر العنصري في الولايات المتحدة. ساهمت كتاباته وأفكاره في ترسيخ المفاهيم العنصرية في المجتمع الأمريكي، واستخدمت حججه لتبرير العبودية والفصل العنصري. لا يزال إرثه مثيرًا للجدل حتى اليوم، ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه شخصية بغيضة في التاريخ الأمريكي.
على الرغم من أن آراء نوت قد تم فضحها على نطاق واسع من قبل المجتمع العلمي الحديث، إلا أن أفكاره لا تزال تؤثر على بعض الجماعات العنصرية اليوم. من المهم فهم تاريخ العنصرية العلمية من أجل مكافحة العنصرية والتمييز في المجتمع الحديث.
بالإضافة إلى عمله في علم الإنسان، ساهم نوت أيضًا في فهم الحمى الصفراء. اقترح أن الحمى الصفراء تنتشر عن طريق البعوض، وهي فكرة تم تجاهلها في البداية ولكنها أثبتت لاحقًا أنها صحيحة. هذا يوضح أنه على الرغم من أن نظرياته العنصرية كانت خاطئة وضارة، إلا أنه كان لديه أيضًا مساهمات قيمة في مجال الطب.
جدالات حول آراءه
أثارت آراء نوت جدلاً واسعاً خلال حياته وبعدها. اتهمه منتقدوه بترويج العنصرية والتمييز، وأشاروا إلى أن حججه كانت تستند إلى علم زائف ومعلومات مضللة. دافع أنصاره عن عمله، بحجة أنه كان يسعى ببساطة إلى إجراء بحث علمي موضوعي حول الأجناس البشرية. ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى من العلماء والمؤرخين المعاصرين يرفضون آراء نوت باعتبارها عنصرية وغير علمية.
من المهم أن نلاحظ أن السياق التاريخي لعب دوراً في تشكيل آراء نوت. خلال القرن التاسع عشر، كانت العنصرية متفشية في المجتمع الأمريكي، وكانت الأفكار حول التفوق العرقي شائعة. ومع ذلك، هذا لا يبرر آراء نوت، بل يساعد على فهم سبب قبولها على نطاق واسع في عصره.
خاتمة
كان جوزيه س. نوت شخصية مثيرة للجدل في التاريخ الأمريكي. اشتهر بدفاعه عن العنصرية العلمية، وخاصة فكرة التكوين المتعدد للأجناس. على الرغم من أن آراءه قد تم فضحها على نطاق واسع من قبل المجتمع العلمي الحديث، إلا أن إرثه لا يزال يؤثر على بعض الجماعات العنصرية اليوم. من المهم فهم تاريخ العنصرية العلمية من أجل مكافحة العنصرية والتمييز في المجتمع الحديث. على الرغم من مساهماته في مجال الطب، تظل نظرياته العنصرية وصمة عار في تاريخه.