حياته المبكرة وتعليمه
ولد فيكتور بوليششوك في دوبنو، وهي بلدة تقع بالقرب من ريفنا في منطقة فولينيا في غرب أوكرانيا، والتي كانت آنذاك جزءًا من بولندا. تعود جذوره إلى عائلة ذات أصول بولندية وأوكرانية. خلال الحرب العالمية الثانية، شهد بوليششوك عن كثب الفظائع التي ارتكبتها كل من القوات الألمانية والسوفيتية، فضلاً عن تصاعد التوترات العرقية بين البولنديين والأوكرانيين في المنطقة. أثرت هذه التجارب بشكل عميق على نظرته للعالم ووجهت اهتمامه لاحقًا بدراسة العنف والإبادة الجماعية.
بعد الحرب، هاجر بوليششوك إلى كندا وتابع تعليمه العالي. حصل على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة ألبرتا. ركزت أبحاثه على العلاقات العرقية والصراعات القومية والإبادة الجماعية، وخاصةً الإبادة الجماعية للأوكرانيين على يد القوميين البولنديين في فولينيا خلال الحرب العالمية الثانية.
أبحاثه وكتاباته
أصبح فيكتور بوليششوك معروفًا على نطاق واسع بصفته باحثًا متخصصًا في الإبادة الجماعية، وخاصةً الإبادة الجماعية للأوكرانيين في فولينيا. لقد نشر العديد من الكتب والمقالات حول هذا الموضوع، والتي أثارت جدلاً واسعًا. من بين أعماله الأكثر شهرة:
- “الإرث المرير: النزعة القومية الأوكرانية في ضوء المصادر” (Bitter Legacy: Ukrainian Nationalism in Light of Source Materials): يقدم هذا الكتاب تحليلًا شاملاً لتاريخ وتطور القومية الأوكرانية، مع التركيز بشكل خاص على دورها في العنف والإبادة الجماعية خلال الحرب العالمية الثانية.
- “الإبادة الجماعية للأوكرانيين في عام 1933” (The Genocide of Ukrainians in 1933): يدرس هذا الكتاب المجاعة الكبرى التي حدثت في أوكرانيا في عام 1933، والتي تُعرف باسم “هولودومور”، ويجادل بأنها كانت إبادة جماعية متعمدة ارتكبها النظام السوفيتي بقيادة جوزيف ستالين.
- “جريمة فولينيا” (The Volhynian Crime): يقدم هذا الكتاب دراسة مفصلة للأحداث المأساوية التي وقعت في منطقة فولينيا خلال الحرب العالمية الثانية، حيث ارتكبت فصائل أوكرانية مسلحة جرائم قتل جماعي ضد المدنيين البولنديين.
أثارت كتابات بوليششوك جدلاً كبيرًا، خاصة في بولندا وأوكرانيا. اتهمه البعض بالتحيز وعدم الدقة التاريخية، بينما دافع عنه آخرون باعتباره باحثًا ملتزمًا بقول الحقيقة وكشف الحقائق المؤلمة حول الماضي.
مواقفه المثيرة للجدل
كان فيكتور بوليششوك شخصية مثيرة للجدل بسبب آرائه القوية حول التاريخ والعلاقات العرقية. لقد انتقد بشدة القومية الأوكرانية واعتبرها قوة مدمرة مسؤولة عن العنف والإبادة الجماعية. كما انتقد أيضًا ما اعتبره تبييضًا للجرائم التي ارتكبها القوميون الأوكرانيون خلال الحرب العالمية الثانية. أثارت مواقفه هذه غضب العديد من الأوكرانيين، الذين اتهموه بالتحيز والتشهير بسمعة الأوكرانيين.
في المقابل، دافع بوليششوك عن وجهة نظره وأكد أنه ملتزم بقول الحقيقة، بغض النظر عن مدى إزعاجها. لقد جادل بأن الاعتراف بالجرائم التي ارتكبها القوميون الأوكرانيون أمر ضروري للمصالحة وبناء مستقبل أفضل. كما شدد على أهمية دراسة جميع جوانب التاريخ، حتى تلك التي يصعب مواجهتها.
مساهماته في دراسات الإبادة الجماعية
على الرغم من الجدل الذي أثارته كتاباته، لا يمكن إنكار مساهمات فيكتور بوليششوك في دراسات الإبادة الجماعية. لقد قدم رؤى قيمة حول طبيعة العنف الجماعي والدوافع التي تدفع الناس إلى ارتكاب الفظائع. كما ساعد في تسليط الضوء على الإبادة الجماعية للأوكرانيين في فولينيا، وهي مأساة غالبًا ما يتم تجاهلها أو التقليل من شأنها في التاريخ.
بالإضافة إلى ذلك، ساهم بوليششوك في تطوير نظرية الإبادة الجماعية. لقد جادل بأن الإبادة الجماعية ليست مجرد قتل جماعي، بل هي أيضًا محاولة لتدمير ثقافة وهوية مجموعة معينة. كما شدد على أهمية دراسة السياق السياسي والاجتماعي الذي تحدث فيه الإبادة الجماعية.
تأثيره وإرثه
توفي فيكتور بوليششوك في تورونتو عام 2008. على الرغم من الجدل الذي أثارته كتاباته، إلا أنه ترك إرثًا دائمًا كباحث متخصص في الإبادة الجماعية. لا تزال أعماله تُقرأ وتُناقش حتى اليوم، ولا يزال تأثيره على دراسات الإبادة الجماعية ملموسًا.
لقد ساهم بوليششوك في فهم طبيعة العنف الجماعي والدوافع التي تدفع الناس إلى ارتكاب الفظائع. كما ساعد في تسليط الضوء على الإبادة الجماعية للأوكرانيين في فولينيا، وهي مأساة غالبًا ما يتم تجاهلها أو التقليل من شأنها في التاريخ. بغض النظر عن الآراء المتباينة حول كتاباته، لا يمكن إنكار أهمية مساهماته في دراسات الإبادة الجماعية.
أهم أعماله
- “الإرث المرير: النزعة القومية الأوكرانية في ضوء المصادر” (Bitter Legacy: Ukrainian Nationalism in Light of Source Materials)
- “الإبادة الجماعية للأوكرانيين في عام 1933” (The Genocide of Ukrainians in 1933)
- “جريمة فولينيا” (The Volhynian Crime)
ردود الفعل على أعماله
أثارت أعمال فيكتور بوليششوك ردود فعل متباينة. فقد أشاد به البعض لجرأته في تناول موضوعات حساسة ومثيرة للجدل، بينما انتقده آخرون للتحيز وعدم الدقة التاريخية. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن كتاباته قد أثارت نقاشًا مهمًا حول التاريخ والعلاقات العرقية والإبادة الجماعية.
بغض النظر عن الآراء المتباينة حول أعماله، لا يمكن إنكار أهمية مساهمات فيكتور بوليششوك في دراسات الإبادة الجماعية. لقد ساهم في فهم طبيعة العنف الجماعي والدوافع التي تدفع الناس إلى ارتكاب الفظائع. كما ساعد في تسليط الضوء على الإبادة الجماعية للأوكرانيين في فولينيا، وهي مأساة غالبًا ما يتم تجاهلها أو التقليل من شأنها في التاريخ.
خاتمة
كان فيكتور بوليششوك باحثًا مثيرًا للجدل ولكنه مؤثرًا في دراسات الإبادة الجماعية. على الرغم من أن كتاباته أثارت نقاشات حادة، إلا أنها ساهمت في فهم طبيعة العنف الجماعي وأهمية تذكر الماضي. سيظل إرثه موضوعًا للنقاش والبحث لسنوات قادمة.