<![CDATA[
خلفية الانتخابات
جاءت الانتخابات الفرعية نتيجة لوفاة عضو البرلمان عن دائرة كارمارثن، السير ميهيل هاريز، الذي كان يمثل حزب العمال. شغل هاريز هذا المقعد منذ عام 1945، وكان يتمتع بشعبية كبيرة في المنطقة. أدى رحيله المفاجئ إلى فتح الباب أمام الأحزاب الأخرى للتنافس على المقعد، وهو ما مثل فرصة ذهبية لبلايد كمري.
كان بلايد كمري، بقيادة جوينفور إيفانز، يعمل بجد لزيادة شعبيته في ويلز. ركز الحزب على قضايا مثل اللغة والثقافة الويلزية، والتنمية الاقتصادية للمناطق الريفية، والحكم الذاتي لويلز. على الرغم من أن الحزب قد خاض الانتخابات في الماضي، إلا أنه لم يتمكن من الفوز بأي مقاعد في البرلمان.
المرشحون والحملات الانتخابية
تنافس في الانتخابات الفرعية أربعة مرشحين رئيسيين:
- جوينفور إيفانز (بلايد كمري)
- د. روجرز (حزب العمال)
- جورج جاك (حزب المحافظين)
- إل. إي. توماس (الحزب الليبرالي)
جوينفور إيفانز: قاد إيفانز حملة نشطة ومبتكرة، مستهدفًا الناخبين الويلزيين الذين شعروا بالإهمال من قبل الأحزاب الرئيسية. ركز على الهوية والثقافة الويلزية، ودعا إلى مزيد من الحكم الذاتي لويلز. كما وعد بمعالجة المشاكل الاقتصادية في المنطقة، مثل البطالة وهجرة الشباب.
د. روجرز: سعى مرشح حزب العمال إلى الحفاظ على المقعد لحزبه، مستفيدًا من الدعم التقليدي للحزب في المنطقة. ركز على سجل حزب العمال في الحكومة، ووعد بمواصلة العمل من أجل تحسين الظروف المعيشية للعمال.
جورج جاك: حاول مرشح حزب المحافظين جذب الناخبين من الطبقة الوسطى والناخبين الريفيين. ركز على قضايا مثل الضرائب والتعليم، ودعا إلى سياسات اقتصادية أكثر محافظة.
إل. إي. توماس: سعى مرشح الحزب الليبرالي إلى استعادة بعض الدعم الذي كان يتمتع به الحزب في الماضي. ركز على قضايا مثل الحريات المدنية والإصلاح السياسي.
تميزت الحملة الانتخابية بنقاشات حادة حول قضايا الهوية الوطنية والاقتصاد والسياسة الإقليمية. استخدم بلايد كمري تكتيكات جديدة لجذب الناخبين، مثل تنظيم المسيرات والمظاهرات، واستخدام وسائل الإعلام بشكل فعال.
النتائج والتحليل
أسفرت الانتخابات عن فوز جوينفور إيفانز بمقعد كارمارثن، محققًا فوزًا تاريخيًا لبلايد كمري. كانت النتائج على النحو التالي:
- جوينفور إيفانز (بلايد كمري): 16,134 صوتًا
- د. روجرز (حزب العمال): 13,753 صوتًا
- جورج جاك (حزب المحافظين): 4,975 صوتًا
- إل. إي. توماس (الحزب الليبرالي): 3,534 صوتًا
شكل فوز إيفانز صدمة للأحزاب الرئيسية، وأرسل موجات من الصدمة عبر المؤسسة السياسية البريطانية. كان هذا الفوز بمثابة نقطة تحول في تاريخ بلايد كمري، وأعطى الحزب دفعة قوية للمضي قدمًا.
أسباب الفوز: يعزى فوز إيفانز إلى عدة عوامل، بما في ذلك:
- جاذبية القومية الويلزية: استغل إيفانز المشاعر القومية المتزايدة في ويلز، وتمكن من حشد الدعم من الناخبين الذين شعروا بالفخر بهويتهم الويلزية.
- الاستياء من الأحزاب الرئيسية: شعر العديد من الناخبين بالإحباط من الأحزاب الرئيسية، ورأوا في بلايد كمري بديلاً جديدًا وجذابًا.
- الحملة الفعالة: قاد إيفانز حملة فعالة ومبتكرة، وتمكن من التواصل مع الناخبين على مستوى شخصي.
- التركيز على القضايا المحلية: ركز إيفانز على القضايا التي تهم الناخبين المحليين، مثل التنمية الاقتصادية واللغة الويلزية.
تداعيات الانتخابات
كان لفوز بلايد كمري في انتخابات كارمارثن الفرعية تداعيات كبيرة على السياسة الويلزية والبريطانية:
- تعزيز القومية الويلزية: أعطى الفوز دفعة قوية للحركة القومية الويلزية، وألهم المزيد من الناس للانضمام إلى بلايد كمري.
- زيادة تمثيل ويلز في البرلمان: أدى الفوز إلى زيادة تمثيل ويلز في البرلمان، ومنح ويلز صوتًا أقوى في الشؤون الوطنية.
- تغيير المشهد السياسي: ساهم الفوز في تغيير المشهد السياسي في ويلز، وجعل بلايد كمري قوة سياسية رئيسية.
- تأثير على الأحزاب الرئيسية: أجبر الفوز الأحزاب الرئيسية على أخذ القومية الويلزية على محمل الجد، والبدء في معالجة قضايا ويلز بشكل أكثر فعالية.
بعد فوزه، أصبح جوينفور إيفانز شخصية بارزة في السياسة الويلزية. عمل بجد لتمثيل مصالح دائرته الانتخابية، ودعا إلى مزيد من الحكم الذاتي لويلز. ظل عضوًا في البرلمان حتى عام 1974، ولعب دورًا مهمًا في تشكيل السياسة الويلزية.
كانت انتخابات كارمارثن الفرعية عام 1966 لحظة حاسمة في تاريخ ويلز. أظهرت أن القومية الويلزية كانت قوة سياسية حقيقية، وأن بلايد كمري كان قادرًا على تحدي الأحزاب الرئيسية والفوز بالسلطة. لا يزال هذا الفوز يُحتفل به في ويلز حتى اليوم باعتباره علامة فارقة في النضال من أجل الحكم الذاتي والهوية الوطنية.
الإرث والتأثير
لا تزال انتخابات كارمارثن الفرعية عام 1966 تدرس كنموذج لحملة انتخابية ناجحة لحزب صغير. يُنظر إلى استراتيجية بلايد كمري في استهداف الناخبين الويلزيين الذين يشعرون بالإهمال واستخدام تكتيكات مبتكرة على أنها عوامل رئيسية في فوزهم. ألهم هذا الفوز الأحزاب القومية والإقليمية الأخرى في جميع أنحاء المملكة المتحدة وأوروبا.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت انتخابات كارمارثن الفرعية في زيادة الوعي بالقضايا الويلزية على المستوى الوطني. أجبرت الأحزاب الرئيسية على معالجة قضايا مثل اللغة والثقافة الويلزية والتنمية الاقتصادية للمناطق الريفية. مهد هذا الطريق لإصلاحات دستورية لاحقة، مثل إنشاء الجمعية الوطنية لويلز.
لا يزال جوينفور إيفانز يُذكر كزعيم سياسي مؤثر ومدافع قوي عن ويلز. لعب دورًا حاسمًا في رفع مكانة ويلز في السياسة البريطانية، وإلهام جيل جديد من القادة الويلزيين.
خاتمة
كانت انتخابات كارمارثن الفرعية عام 1966 لحظة تاريخية في السياسة الويلزية والبريطانية. أسفرت عن فوز مفاجئ لبلايد كمري، مما أدى إلى صعود نجم القومية الويلزية وتغيير المشهد السياسي في ويلز. كان لهذا الفوز تداعيات كبيرة على تمثيل ويلز في البرلمان، وزيادة الوعي بالقضايا الويلزية على المستوى الوطني، وإلهام الأحزاب القومية والإقليمية الأخرى. لا تزال هذه الانتخابات تُدرس حتى اليوم كنموذج لحملة انتخابية ناجحة، ويُذكر جوينفور إيفانز كزعيم سياسي مؤثر ومدافع قوي عن ويلز.