تاريخ البطولة
بدأت فكرة كأس السوبر في النمسا في منتصف الثمانينيات، حيث كانت العديد من الدول الأوروبية قد بدأت بالفعل في تنظيم بطولات مماثلة. كان الهدف الرئيسي هو زيادة شعبية كرة القدم المحلية وتوفير منافسة إضافية للأندية الكبرى. أقيمت النسخة الأولى من كأس السوبر النمساوي في عام 1986، وشهدت فوز رابيد فيينا على أوستريا فيينا. استمرت البطولة بشكل منتظم حتى عام 2004، عندما تم إلغاؤها بسبب تزايد الازدحام في جدول المباريات وتراجع الاهتمام الجماهيري.
على الرغم من فترة وجودها القصيرة نسبيًا، فقد شهدت كأس السوبر النمساوي العديد من اللحظات المثيرة والمباريات التي لا تُنسى. شاركت فيها أبرز الأندية النمساوية، وتنافست بشدة على الفوز باللقب. كانت البطولة فرصة للاعبين لإظهار مهاراتهم وللمدربين لتجربة تكتيكات جديدة قبل انطلاق الموسم الرسمي.
النظام
كان نظام كأس السوبر النمساوي بسيطًا ومباشرًا. كانت المباراة تقام بين بطل الدوري النمساوي الممتاز وبطل كأس النمسا. في حالة فوز فريق واحد بالبطولتين، كان يلعب وصيف الدوري ضد الفائز بالكأس. كانت المباراة تقام على ملعب محايد أو على ملعب الفريق الذي فاز بالدوري، بالتناوب بين الفريقين. في حالة التعادل في الوقت الأصلي، كانت تُجرى ركلات الترجيح لتحديد الفائز.
لم تكن هناك مباريات ذهاب وإياب، بل مباراة واحدة فاصلة. هذا النظام ساهم في زيادة الإثارة والتشويق، حيث كان على الفريقين تقديم أفضل ما لديهم في مباراة واحدة فقط لحصد اللقب. كما أن هذا النظام قلل من التكاليف اللوجستية والتنظيمية، مما جعل البطولة أكثر جاذبية للأندية والاتحاد النمساوي لكرة القدم.
الأندية الفائزة
تعتبر أندية رابيد فيينا وأوستريا فيينا من أكثر الأندية نجاحًا في تاريخ كأس السوبر النمساوي. فاز رابيد فيينا باللقب ثلاث مرات، بينما فاز أوستريا فيينا باللقب مرتين. بالإضافة إلى ذلك، فازت أندية أخرى مثل تيرول إنسبروك وشتورم غراتس وغراتزر إيه كيه باللقب مرة واحدة على الأقل. تعكس هذه القائمة التنافسية الشديدة بين الأندية النمساوية الكبرى في تلك الفترة.
فيما يلي قائمة بالأندية الفائزة بكأس السوبر النمساوي:
- رابيد فيينا: 3 مرات (1986، 1987، 1988)
- أوستريا فيينا: 2 مرات (1990، 1991)
- تيرول إنسبروك: 2 مرات (1993، 2000)
- شتورم غراتس: 2 مرات (1996، 1999)
- غراتزر إيه كيه: 2 مرات (2002)
- ريد بول سالزبورغ: 1 مرة (1994)
- كرمينتين فيينا: 1 مرة (1997)
- لاسك لينز: 1 مرة (2000)
أبرز المباريات
شهدت كأس السوبر النمساوي العديد من المباريات المثيرة التي لا تُنسى. من بين هذه المباريات، يمكن ذكر نهائي عام 1986 بين رابيد فيينا وأوستريا فيينا، والذي انتهى بفوز رابيد فيينا بركلات الترجيح. كما يمكن ذكر نهائي عام 1996 بين رابيد فيينا وشتورم غراتس، والذي شهد فوز شتورم غراتس بهدف قاتل في الدقائق الأخيرة. هذه المباريات وأخرى غيرها ساهمت في تعزيز شعبية البطولة وترسيخ مكانتها في تاريخ كرة القدم النمساوية.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت بعض المباريات تألقًا لافتًا للاعبين، حيث تمكن بعضهم من تسجيل أهداف رائعة أو تقديم أداء استثنائي. هذه اللحظات الفردية والجماعية ساهمت في جعل كأس السوبر النمساوي بطولة مثيرة وممتعة للمشاهدة.
أسباب الإلغاء
تم إلغاء كأس السوبر النمساوي في عام 2004 لعدة أسباب. أحد الأسباب الرئيسية هو الازدحام المتزايد في جدول المباريات، حيث كانت الأندية النمساوية تشارك في العديد من البطولات المحلية والأوروبية. إضافة مباراة أخرى في بداية الموسم كان يضع ضغوطًا إضافية على اللاعبين والمدربين.
سبب آخر هو تراجع الاهتمام الجماهيري بالبطولة. على الرغم من أن كأس السوبر النمساوي كانت تحظى بشعبية في البداية، إلا أن الاهتمام بها تضاءل تدريجيًا مع مرور الوقت. يعزى ذلك جزئيًا إلى أن البطولة كانت تعتبر أقل أهمية من الدوري والكأس، وجزئيًا إلى أن الجماهير كانت تفضل مشاهدة مباريات الدوري والكأس التي تحمل أهمية أكبر.
بالإضافة إلى ذلك، كان هناك بعض الجدل حول الجدوى الاقتصادية للبطولة. كانت بعض الأندية ترى أن التكاليف التنظيمية والإدارية تفوق الفوائد المالية التي يمكن الحصول عليها من المشاركة في البطولة. هذا الأمر ساهم في تراجع الحماس لدى بعض الأندية للمشاركة في كأس السوبر النمساوي.
محاولات الإحياء
على الرغم من إلغاء كأس السوبر النمساوي في عام 2004، إلا أن هناك بعض المحاولات لإعادة إحيائها. في عام 2016، أعلن الاتحاد النمساوي لكرة القدم عن دراسة إمكانية إعادة إطلاق البطولة، ولكن لم يتم اتخاذ أي قرار نهائي حتى الآن. هناك بعض الأصوات التي تدعو إلى إعادة البطولة، بحجة أنها يمكن أن تساهم في زيادة شعبية كرة القدم المحلية وتوفير منافسة إضافية للأندية الكبرى.
لكن هناك أيضًا بعض المعارضة لإعادة البطولة، حيث يرى البعض أن الازدحام في جدول المباريات لا يزال يمثل مشكلة، وأن هناك بطولات أخرى أكثر أهمية يجب التركيز عليها. بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض التساؤلات حول ما إذا كانت البطولة ستحظى بالاهتمام الجماهيري الكافي في ظل وجود العديد من البطولات الأخرى.
التأثير على كرة القدم النمساوية
على الرغم من فترة وجودها القصيرة نسبيًا، فقد كان لكأس السوبر النمساوي تأثير إيجابي على كرة القدم النمساوية. ساهمت البطولة في زيادة شعبية كرة القدم المحلية وتوفير منافسة إضافية للأندية الكبرى. كما كانت البطولة فرصة للاعبين لإظهار مهاراتهم وللمدربين لتجربة تكتيكات جديدة قبل انطلاق الموسم الرسمي.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت كأس السوبر النمساوي في تعزيز الروح الرياضية والتنافس الشريف بين الأندية النمساوية. كانت البطولة مناسبة للاحتفال بالإنجازات الرياضية وتكريم الأبطال، مما ساهم في رفع مستوى كرة القدم النمساوية بشكل عام.
خاتمة
كان كأس السوبر النمساوي بطولة كرة قدم نمساوية تقام سنويًا بين الفائزين بالدوري والكأس. على الرغم من إلغائها في عام 2004 بسبب الازدحام في جدول المباريات وتراجع الاهتمام الجماهيري، إلا أنها تركت بصمة واضحة في تاريخ كرة القدم النمساوية. شهدت البطولة العديد من اللحظات المثيرة والمباريات التي لا تُنسى، وساهمت في زيادة شعبية كرة القدم المحلية وتوفير منافسة إضافية للأندية الكبرى. تبقى ذكرى كأس السوبر النمساوي محفورة في ذاكرة عشاق كرة القدم في النمسا.