تاريخ التطور
بدأ تطوير صاروخ خ-35 في الاتحاد السوفيتي في أوائل الثمانينيات من القرن العشرين، وكان الهدف منه هو توفير سلاح فعال لمكافحة السفن، قادر على العمل في مجموعة متنوعة من الظروف الجوية والبحرية. تم تصميم الصاروخ من قبل مكتب التصميم “زفيزدا” (Zvezda) في مدينة كوروليف بالقرب من موسكو. استغرق تطويره عدة سنوات، وتم إجراء اختبارات مكثفة لضمان فعاليته وموثوقيته.
دخل الصاروخ الخدمة الفعلية في القوات المسلحة السوفيتية في عام 1985، وتم اعتماده رسميًا في عام 1991. بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، واصلت روسيا تطوير الصاروخ وتحسينه، مما أدى إلى ظهور إصدارات جديدة ذات قدرات محسنة.
التصميم والمواصفات
يتميز صاروخ خ-35 بتصميم انسيابي يسمح له بالطيران على ارتفاع منخفض فوق سطح البحر، مما يجعل من الصعب على الرادارات اكتشافه. يبلغ طول الصاروخ حوالي 4.4 أمتار، وقطره 42 سنتيمترًا، ويزن حوالي 520 كيلوغرامًا. يتميز بتصميم modular، مما يسمح بتكامل أجزاء مختلفة.
يعمل الصاروخ بمحرك نفاث توربيني صغير، مما يمنحه سرعة قصوى تبلغ حوالي 0.85 ماخ (حوالي 1000 كيلومتر في الساعة). يبلغ مداه الأقصى حوالي 130 كيلومترًا للإصدارات الأصلية، بينما يمكن للإصدارات الأحدث أن تصل إلى مدى أبعد. يحمل الصاروخ رأسًا حربيًا شديد الانفجار يزن حوالي 145 كيلوغرامًا، مصممًا لإحداث أضرار جسيمة بالسفن المستهدفة.
المواصفات الرئيسية:
- الطول: 4.4 متر
- القطر: 42 سم
- الوزن: 520 كجم
- السرعة: 0.85 ماخ
- المدى: 130-260 كم (حسب الإصدار)
- الرأس الحربي: 145 كجم شديد الانفجار
أنظمة التوجيه
يعتمد صاروخ خ-35 على نظام توجيه متقدم يجمع بين نظام الملاحة بالقصور الذاتي والتوجيه الراداري النشط في المرحلة النهائية من الهجوم. في المرحلة الأولى من الطيران، يستخدم الصاروخ نظام الملاحة بالقصور الذاتي لتحديد مساره. عندما يقترب الصاروخ من الهدف، يتم تفعيل رادار البحث النشط، والذي يستخدم لتحديد موقع الهدف وتوجيه الصاروخ بدقة.
يوفر نظام التوجيه هذا دقة عالية في إصابة الهدف، حتى في الظروف الجوية السيئة أو في حالة التشويش الإلكتروني. بالإضافة إلى ذلك، يتمتع الصاروخ بقدرة على الطيران على ارتفاع منخفض فوق سطح البحر، مما يصعب على السفن المستهدفة اكتشافه واعتراضه.
منصات الإطلاق
تم تصميم صاروخ خ-35 ليتم إطلاقه من مجموعة متنوعة من المنصات، مما يزيد من مرونته وقدرته على الانتشار. تشمل منصات الإطلاق الرئيسية:
- السفن الحربية: يتم تركيب الصواريخ على متن السفن الحربية المختلفة، بما في ذلك الفرقاطات والمدمرات والزوارق السريعة.
- الطائرات: يمكن إطلاق الصواريخ من الطائرات المقاتلة والقاذفات، مثل سوخوي سو-30 وسوخوي سو-34.
- الطائرات المروحية: يمكن تزويد الطائرات المروحية، مثل ميل مي-14، بصواريخ خ-35.
- القواعد الساحلية: يمكن إطلاق الصواريخ من منصات أرضية ثابتة أو متحركة، مما يوفر قدرة دفاع ساحلي قوية.
الإصدارات والتحسينات
على مر السنين، تم تطوير العديد من الإصدارات المختلفة من صاروخ خ-35، كل منها يتميز بتحسينات في الأداء والقدرات. تشمل أبرز هذه الإصدارات:
- خ-35: الإصدار الأصلي، والذي دخل الخدمة في عام 1985.
- خ-35E: نسخة تصديرية من الصاروخ، والتي تتميز بمدى أقصى يبلغ حوالي 130 كيلومترًا.
- خ-35U: نسخة مطورة تتميز بمدى أقصى يبلغ حوالي 260 كيلومترًا، ونظام توجيه محسن، ورأس حربي أكثر قوة.
- خ-35UE: نسخة تصديرية من خ-35U.
لا تزال روسيا تعمل على تطوير وتحسين صاروخ خ-35، بهدف الحفاظ على قدرته على المنافسة في السوق العالمية للأسلحة.
الاستخدام العملياتي
تم استخدام صاروخ خ-35 في عدد من العمليات العسكرية حول العالم، بما في ذلك:
- الحرب الأهلية السورية: تم استخدام الصاروخ من قبل القوات البحرية الروسية المتمركزة في البحر الأبيض المتوسط لدعم العمليات البرية.
- الصراعات الإقليمية الأخرى: تم بيع الصاروخ إلى عدد من الدول، مما أدى إلى استخدامه في صراعات مختلفة.
أثبت صاروخ خ-35 فعاليته كسلاح مضاد للسفن، حيث تم استخدامه لإصابة وتدمير السفن والزوارق الحربية.
الميزات والعيوب
الميزات:
- فعالية عالية: يعتبر صاروخ خ-35 سلاحًا فعالًا للغاية في مكافحة السفن، حيث يمكنه إصابة وتدمير الأهداف بدقة عالية.
- المرونة: يمكن إطلاق الصاروخ من مجموعة متنوعة من المنصات، مما يزيد من قدرته على الانتشار.
- التكلفة المنخفضة: بالمقارنة مع الصواريخ المضادة للسفن الأخرى، يعتبر خ-35 نسبيًا منخفض التكلفة، مما يجعله خيارًا جذابًا للعديد من الدول.
- القدرة على البقاء: يتمتع الصاروخ بقدرة عالية على البقاء، حيث يمكنه الطيران على ارتفاع منخفض فوق سطح البحر، مما يصعب على الرادارات اكتشافه.
العيوب:
- المدى المحدود: على الرغم من أن الإصدارات الأحدث تتمتع بمدى أطول، إلا أن المدى لا يزال محدودًا نسبيًا بالمقارنة مع الصواريخ المضادة للسفن الأخرى.
- الضعف أمام أنظمة الدفاع الجوي الحديثة: قد يكون الصاروخ عرضة للاعتراض من قبل أنظمة الدفاع الجوي الحديثة، خاصة تلك التي تتميز بقدرات اعتراض عالية السرعة.
- الاعتماد على التوجيه الراداري: يعتمد الصاروخ بشكل كبير على التوجيه الراداري النشط، مما قد يجعله عرضة للتشويش الإلكتروني.
الدول المستخدمة
بالإضافة إلى روسيا، تم تصدير صاروخ خ-35 إلى عدد من الدول حول العالم. تشمل أبرز هذه الدول:
- الهند
- فيتنام
- كوريا الشمالية
- الجزائر
- إندونيسيا
- ميانمار
- فنزويلا
يعد صاروخ خ-35 سلاحًا شائعًا نظرًا لتكلفته المعقولة وفعاليته في مكافحة السفن.
التطورات المستقبلية
من المتوقع أن تواصل روسيا تطوير وتحسين صاروخ خ-35 في المستقبل. قد تشمل التطورات المستقبلية:
- زيادة المدى
- تحسين نظام التوجيه
- زيادة القدرة على البقاء
- تكامل الصاروخ مع منصات جديدة
تهدف هذه التطورات إلى الحفاظ على قدرة الصاروخ على المنافسة في السوق العالمية للأسلحة وتلبية متطلبات القوات المسلحة الروسية.
خاتمة
صاروخ خ-35 هو صاروخ كروز مضاد للسفن فعال وموثوق به، وقد لعب دورًا مهمًا في تعزيز القدرات الدفاعية البحرية الروسية. يتميز بتصميم انسيابي، ونظام توجيه متقدم، وقدرة على الإطلاق من مجموعة متنوعة من المنصات. على الرغم من بعض القيود، إلا أن خ-35 لا يزال سلاحًا فعالًا ومطلوبًا في السوق العالمية للأسلحة. من المتوقع أن يستمر تطويره وتحسينه في المستقبل لتعزيز قدراته وتلبية متطلبات الأمن المتغيرة.
المراجع
“`