مقدمة
بوينغ 767 هي طائرة أمريكية ذات بدن واسع، طورتها وصنعتها شركة بوينغ للطائرات التجارية. كانت الطائرة أول طائرة ذات بدن واسع بمحركين تنتجها بوينغ، وتم تصميمها كطائرة متوسطة إلى طويلة المدى، ذات كفاءة عالية في استهلاك الوقود، وقادرة على خدمة الأسواق المحلية والدولية.
تاريخ التطوير
بدأ تطوير طائرة بوينغ 767 في أواخر السبعينيات كجزء من برنامج أوسع لإنتاج عائلة جديدة من الطائرات ذات الكفاءة في استهلاك الوقود. كان الهدف هو تصميم طائرة أصغر من بوينغ 747، ولكنها قادرة على حمل عدد كبير من الركاب لمسافات طويلة. تم إطلاق البرنامج رسميًا في عام 1978، وتم تقديم أول نموذج من طراز 767-200 في عام 1981.
كانت 767-200 أول طائرة يتم تصميمها بمساعدة الكمبيوتر، مما سمح لشركة بوينغ بتحسين تصميم الطائرة لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة الهوائية والوزن. كما أنها كانت أول طائرة بوينغ تستخدم محركات توربينية ذات مروحة عنفية عالية الالتفاف، مما ساهم في تحسين كفاءة استهلاك الوقود وتقليل الضوضاء.
بعد النجاح الأولي لـ 767-200، قدمت بوينغ عدة إصدارات أخرى من الطائرة، بما في ذلك 767-300 الأطول، و 767-400ER ذات المدى الموسع، و 767-300F المخصصة للشحن.
التصميم والمواصفات
تتميز بوينغ 767 بتصميمها الأيروديناميكي، وجناحيها المصممين لتقليل السحب، وهيكلها المصنوع من مواد مركبة لتقليل الوزن. يمكن للطائرة أن تستوعب ما بين 181 و 375 راكبًا، اعتمادًا على التكوين، ويبلغ مداها ما بين 5,200 و 7,250 ميلًا بحريًا (9,600 إلى 13,430 كيلومترًا).
تشمل المواصفات الرئيسية لطائرة بوينغ 767 ما يلي:
- الطول: يتراوح من 48.5 مترًا (159 قدمًا) إلى 61.4 مترًا (201 قدمًا).
- باع الجناح: 47.6 مترًا (156 قدمًا).
- الارتفاع: 15.8 مترًا (51 قدمًا).
- الوزن الأقصى للإقلاع: يتراوح من 159,214 كيلوغرامًا (351,000 رطل) إلى 204,117 كيلوغرامًا (450,000 رطل).
- المدى: يتراوح من 5,200 ميل بحري (9,600 كيلومتر) إلى 7,250 ميل بحري (13,430 كيلومترًا).
- المحركات: عادة ما تكون مجهزة بمحركين توربينيين ذوي مروحة عنفية عالية الالتفاف من شركات مثل برات آند ويتني، ورولز رويس، وجنرال إلكتريك.
الإصدارات
تم إنتاج عدة إصدارات من طائرة بوينغ 767، كل منها مصمم لتلبية احتياجات محددة:
- 767-200: الإصدار الأصلي، مصمم للرحلات متوسطة المدى.
- 767-200ER: نسخة ذات مدى موسع من 767-200.
- 767-300: نسخة أطول من 767-200، توفر سعة ركاب أكبر.
- 767-300ER: نسخة ذات مدى موسع من 767-300، وهي الأكثر شعبية في عائلة 767.
- 767-300F: نسخة مخصصة للشحن من 767-300.
- 767-400ER: نسخة أطول وأكثر حداثة من 767-300ER، تتميز بجناح أكبر ومقصورة داخلية محسنة.
- KC-46 Pegasus: نسخة عسكرية من 767، تستخدم كطائرة تزود بالوقود في الجو تابعة للقوات الجوية الأمريكية.
المشغلون الرئيسيون
تستخدم طائرة بوينغ 767 على نطاق واسع من قبل شركات الطيران في جميع أنحاء العالم. تشمل بعض المشغلين الرئيسيين:
- دلتا إيرلاينز
- يونايتد إيرلاينز
- أمريكان إيرلاينز
- خطوط كل اليابان الجوية
- الخطوط الجوية اليابانية
- فيديكس إكسبرس
- يو بي إس إيرلاينز
السلامة
تتمتع طائرة بوينغ 767 بسجل سلامة جيد بشكل عام. ومع ذلك، كانت هناك بعض الحوادث والحوادث البارزة التي تورطت فيها الطائرة، بما في ذلك:
- رحلة الخطوط الجوية النمساوية 1141: تحطمت هذه الرحلة في عام 1991 أثناء الإقلاع من فيينا، مما أسفر عن مقتل 23 شخصًا.
- رحلة الخطوط الجوية الكورية 801: تحطمت هذه الرحلة في عام 1997 أثناء الهبوط في غوام، مما أسفر عن مقتل 228 شخصًا.
- رحلة الخطوط الجوية المصرية 990: تحطمت هذه الرحلة في عام 1999 في المحيط الأطلسي، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب وأفراد الطاقم البالغ عددهم 217 شخصًا. سبب الحادث لا يزال مثيرا للجدل.
- رحلة الخطوط الجوية التشيلية 904: هبطت اضطراريا في نهر هدسون في عام 2009، ولم يمت أحد.
على الرغم من هذه الحوادث، لا تزال بوينغ 767 تعتبر طائرة آمنة وموثوقة.
الأهمية الاقتصادية
لعبت طائرة بوينغ 767 دورًا مهمًا في صناعة الطيران. فقد سمحت لشركات الطيران بتشغيل رحلات مربحة بين المدن التي لم تكن ممكنة من قبل باستخدام الطائرات الأكبر حجمًا. كما ساهمت في نمو السفر الجوي الدولي، مما جعل العالم أصغر وأكثر اتصالًا.
بالإضافة إلى ذلك، خلقت بوينغ 767 آلاف الوظائف في قطاع التصنيع وقطاعات الطيران ذات الصلة.
مستقبل بوينغ 767
على الرغم من أن إنتاج طائرة بوينغ 767 للركاب قد انتهى، إلا أن نسخة الشحن لا تزال قيد الإنتاج. بالإضافة إلى ذلك، لا يزال العديد من طائرات 767 للركاب قيد التشغيل من قبل شركات الطيران في جميع أنحاء العالم. من المتوقع أن تظل الطائرة جزءًا مهمًا من أسطول الطيران العالمي لسنوات عديدة قادمة.
كما أن طائرة KC-46 Pegasus، وهي نسخة عسكرية من 767، تلعب دورًا متزايد الأهمية في القوات الجوية الأمريكية، حيث توفر قدرات حيوية للتزود بالوقود في الجو.
خاتمة
بوينغ 767 هي طائرة ناجحة ومهمة تركت بصمة دائمة على صناعة الطيران. بفضل كفاءتها في استهلاك الوقود، وموثوقيتها، وقدرتها على خدمة مجموعة واسعة من الأسواق، أثبتت 767 أنها ركيزة أساسية لشركات الطيران في جميع أنحاء العالم. على الرغم من أن الطائرات الجديدة تحل محلها تدريجياً، إلا أنها ستظل جزءًا أساسيًا من تاريخ الطيران.