<![CDATA[
مقدمة
آرثر نيوتن روب (بالإنجليزية: Arthur Newton Rupe)، واسمه الأصلي آرثر غولدبرغ (ولد في 5 سبتمبر 1917 – توفي في 15 أبريل 2022)، كان رجل أعمال أمريكيًا في مجال الموسيقى ومنتجًا أسطوانيًا بارزًا. اشتهر بتأسيس شركة تسجيلات “سبيشلتي ريكوردز” (Specialty Records) في عام 1946، والتي لعبت دورًا حاسمًا في تطوير موسيقى الروك آند رول والريذم آند بلوز.
نشأته وبداياته
ولد آرثر غولدبرغ في غرينسبورغ، بنسلفانيا، لعائلة يهودية. كان والده مهاجرًا من بولندا. في سن مبكرة، أظهر روب اهتمامًا بالموسيقى، وخاصة موسيقى البلوز والجوسبل. درس إدارة الأعمال في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس (UCLA)، وبعد تخرجه، عمل في وظائف مختلفة قبل أن يقرر دخول عالم صناعة الموسيقى.
تأسيس شركة سبيشلتي ريكوردز
في عام 1946، استثمر روب مبلغ 200 دولار لتأسيس شركة تسجيلات “سبيشلتي ريكوردز” في لوس أنجلوس. في البداية، ركزت الشركة على تسجيل موسيقى الجوسبل الأمريكية الأفريقية. سرعان ما اكتسبت الشركة سمعة طيبة في إنتاج موسيقى عالية الجودة، ووقعت مع العديد من فناني الجوسبل الموهوبين، مثل “ذا سول ستيررز” (The Soul Stirrers) و “كلارا وارد آند ذا وارد سينجرز” (Clara Ward and the Ward Singers).
التحول إلى موسيقى الريذم آند بلوز والروك آند رول
في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، أدرك روب الإمكانات التجارية الهائلة لموسيقى الريذم آند بلوز والروك آند رول الناشئة. بدأ في توجيه تركيز “سبيشلتي ريكوردز” نحو هذه الأنواع الموسيقية الجديدة، ووقع مع فنانين مثل “ليتل ريتشارد” (Little Richard)، الذي أصبح نجمًا عالميًا بفضل أغانيه الناجحة مثل “توتي فروتي” (Tutti Frutti) و “لونغ تال سالي” (Long Tall Sally). فنانون آخرون قام روب بتسجيلهم هم “سام كوك” (Sam Cooke)، و “روث براون” (Ruth Brown)، و “بيرسي مينفيلد” (Percy Mayfield).
أسلوب إنتاج روب
كان آرثر روب معروفًا بأسلوبه المبتكر في الإنتاج الموسيقي. كان حريصًا على التقاط الطاقة الخام والعاطفة الحقيقية للموسيقيين. شجع الفنانين على الارتجال والتعبير عن أنفسهم بحرية في الاستوديو. كما كان ماهرًا في استخدام التكنولوجيا لتضخيم صوت الموسيقى، مما ساعد على خلق صوت مميز لـ “سبيشلتي ريكوردز”.
- تشجيع الارتجال: كان روب يؤمن بقدرة الفنانين على إبداع موسيقى فريدة من خلال الارتجال الحر.
- التركيز على الطاقة الخام: سعى روب دائمًا لالتقاط الطاقة الحيوية والعفوية في تسجيلاته.
- استخدام التكنولوجيا المبتكرة: استخدم روب أحدث التقنيات المتاحة لتحسين جودة الصوت وإنتاج تسجيلات مميزة.
تأثير سبيشلتي ريكوردز
لعبت “سبيشلتي ريكوردز” دورًا حاسمًا في تطوير موسيقى الروك آند رول والريذم آند بلوز. ساعدت الشركة في تقديم العديد من الفنانين الموهوبين إلى جمهور أوسع، وساهمت في انتشار هذه الأنواع الموسيقية الجديدة في جميع أنحاء العالم. كان لروب تأثير كبير على صناعة الموسيقى، ويعتبر على نطاق واسع شخصية رائدة في تاريخ موسيقى الروك آند رول.
بعض من أبرز تأثيرات شركة سبيشلتي ريكوردز تشمل:
- إطلاق مسيرة ليتل ريتشارد: ساهمت الشركة في إطلاق مسيرة ليتل ريتشارد، أحد أهم رواد الروك آند رول.
- اكتشاف مواهب جديدة: ساعدت الشركة في اكتشاف وتقديم العديد من المواهب الجديدة في عالم الموسيقى.
- نشر موسيقى الريذم آند بلوز: ساهمت الشركة في نشر موسيقى الريذم آند بلوز وجعلها أكثر شعبية.
بيع الشركة وتقاعده
في عام 1960، باع روب شركة “سبيشلتي ريكوردز” لشركة “فانتاسي ريكوردز” (Fantasy Records). بعد ذلك، ابتعد عن صناعة الموسيقى وركز على اهتمامات أخرى، بما في ذلك الاستثمار العقاري. ومع ذلك، ظل مهتمًا بالموسيقى، وغالبًا ما كان يحضر الحفلات الموسيقية والفعاليات المتعلقة بصناعة الموسيقى.
حياته الشخصية
تزوج روب من دوروثي روب، وظلا متزوجين حتى وفاته. كان لديه طفلان، بيفرلي روب بريستول وآرثر إس. روب. عُرف روب بأنه رجل متواضع ومخلص، وكان يحظى باحترام كبير من قبل زملائه وأصدقائه.
وفاته
توفي آرثر روب في 15 أبريل 2022، عن عمر يناهز 104 أعوام. ترك وراءه إرثًا دائمًا في عالم الموسيقى، وسيظل يُذكر دائمًا كمؤسس “سبيشلتي ريكوردز” ورائدًا في تطوير موسيقى الروك آند رول والريذم آند بلوز.
الجوائز والتكريمات
تقديراً لإسهاماته في صناعة الموسيقى، حصل آرثر روب على العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك:
- جائزة الإنجاز مدى الحياة من مؤسسة جرامي: تم تكريمه بجائزة الإنجاز مدى الحياة من مؤسسة جرامي في عام 1993.
- دخوله إلى قاعة مشاهير الروك آند رول: تم إدخاله إلى قاعة مشاهير الروك آند رول في عام 2011.
خاتمة
كان آرثر روب شخصية مؤثرة في تاريخ الموسيقى الأمريكية. من خلال تأسيسه لشركة “سبيشلتي ريكوردز”، ساهم في تطوير وانتشار موسيقى الروك آند رول والريذم آند بلوز، وقدم للعالم بعضًا من أعظم الفنانين في التاريخ. سيظل إرثه الموسيقي حيًا للأجيال القادمة.