<![CDATA[
تاريخ الكنيسة
تعود جذور كنيسة القديس توما الإنجيلية في الهند إلى تاريخ طويل من المسيحية في ولاية كيرالا. في القرن الأول الميلادي، وصل القديس توما الرسول إلى الهند وبدأ في نشر المسيحية بين السكان المحليين. تطورت هذه الجماعات المسيحية، والمعروفة باسم مسيحيي القديس توما، على مر القرون. شهدت هذه الكنيسة العديد من التغييرات والانقسامات على مر السنين، متأثرة بالعلاقات مع الكنائس الغربية والإصلاحات الدينية.
في أوائل القرن العشرين، بدأت حركات إصلاحية داخل الكنيسة السورية الأرثوذكسية في الهند، التي كان المسيحيون من القديس توما جزءًا منها. سعى هؤلاء الإصلاحيون إلى العودة إلى العقيدة الأصلية للكنيسة، وتنقيتها من بعض الممارسات الطقسية التي يعتبرونها غير كتابية. في عام 1961، انفصلت مجموعة من هذه الإصلاحيين عن الكنيسة الأم لتشكيل كنيسة القديس توما الإنجيلية في الهند، والتي تبنت العقائد الأرثوذكسية الإصلاحية.
العقيدة والإيمان
تعتنق كنيسة القديس توما الإنجيلية في الهند العقيدة الأرثوذكسية الإصلاحية. هذا يعني أنها تتبع العقائد الأساسية للمسيحية كما وردت في قانون الإيمان النيقي والقسطنطيني. وهي تؤمن بالثالوث الأقدس: الآب والابن والروح القدس. تؤمن الكنيسة بأن الكتاب المقدس، العهد القديم والعهد الجديد، هو كلمة الله الموحى بها وهو السلطة العليا في كل ما يتعلق بالإيمان والممارسة.
تؤكد الكنيسة على أهمية الخلاص بالإيمان وحده من خلال نعمة الله، مع التركيز على موت وقيامة يسوع المسيح كطريق وحيد للخلاص. كما تؤمن الكنيسة بسر المعمودية وسر القربان المقدس كأسرار مقدسة. تولي الكنيسة أهمية كبيرة للعبادة المنظمة، والتعليم الكتابي، والخدمة المسيحية.
الهيكل التنظيمي
تعتمد كنيسة القديس توما الإنجيلية في الهند على نظام حكم أسقفي، حيث يرأس الكنيسة أسقف. يتم انتخاب الأسقف من قبل المجمع العام للكنيسة. تساعد الأسقف في قيادة الكنيسة مجموعة من القساوسة والشماسة. تنقسم الكنيسة إلى أبرشيات، وكل أبرشية لديها كنيسة محلية يرعاها قسيس.
تشمل الهيئات الإدارية الأخرى في الكنيسة المجلس العام واللجان المختلفة التي تعمل في مجالات مثل التعليم، والتبشير، والخدمة الاجتماعية. تعمل الكنيسة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، مع وجود أعضاء ومؤمنين في جميع أنحاء العالم.
العبادة والطقوس
تتميز عبادة كنيسة القديس توما الإنجيلية في الهند بالتركيز على الكتاب المقدس والصلاة. تقام الصلوات بانتظام في الكنائس، وعادة ما تتضمن قراءة من الكتاب المقدس، والوعظ، والصلاة، والترانيم. يستخدمون في طقوسهم اللغة المالايالامية والإنجليزية، بالإضافة إلى اللغة السريانية (التي تستخدم في بعض الأجزاء من القداس).
تُعتبر الأسرار المقدسة جزءًا أساسيًا من العبادة في الكنيسة. يتم الاحتفال بسر المعمودية للبالغين والأطفال، ويتم ممارسة سر القربان المقدس بانتظام. بالإضافة إلى ذلك، تحتفل الكنيسة بالأعياد المسيحية الرئيسية، مثل عيد الميلاد وعيد الفصح.
التعليم والتبشير
تولي كنيسة القديس توما الإنجيلية في الهند أهمية كبيرة للتعليم المسيحي. توفر الكنيسة برامج تعليمية للأطفال والشباب والكبار، بهدف تعميق معرفتهم بالكتاب المقدس وتعزيز إيمانهم. كما تدعم الكنيسة المدارس والكليات التي تقدم التعليم المسيحي.
تشارك الكنيسة بنشاط في التبشير، سواء في الهند أو في الخارج. ترسل الكنيسة مبشرين إلى مناطق مختلفة من العالم لنشر الإنجيل. تدعم الكنيسة أيضًا الأعمال الخيرية والخدمات الاجتماعية، مثل رعاية الأيتام والفقراء والمحتاجين.
العلاقات مع الكنائس الأخرى
تحافظ كنيسة القديس توما الإنجيلية في الهند على علاقات أخوية مع الكنائس المسيحية الأخرى، وخاصة الكنائس الأرثوذكسية الإصلاحية والكنائس البروتستانتية. تشارك الكنيسة في الحوار المسكوني والتعاون مع الكنائس الأخرى في مجالات مثل الخدمة الاجتماعية والتعليم.
تشترك الكنيسة في عضوية العديد من الهيئات المسكونية، مثل مجلس الكنائس العالمي. تسعى الكنيسة إلى تعزيز الوحدة بين المسيحيين والعمل معًا لتحقيق رسالة المسيح في العالم.
التحديات والفرص
تواجه كنيسة القديس توما الإنجيلية في الهند العديد من التحديات في عالم اليوم. وتشمل هذه التحديات:الحفاظ على هويتها الثقافية والروحية في ظل العولمة والتغيرات الاجتماعية؛التواصل مع الأجيال الشابة وجعل الإيمان وثيق الصلة بحياتهم؛مواجهة الاضطهاد والتمييز في بعض المناطق؛دعم النمو والانتشار في الهند والعالم.
ومع ذلك، تواجه الكنيسة أيضًا العديد من الفرص. وتشمل هذه الفرص:الاستفادة من التكنولوجيا لتعزيز التعليم والتبشير؛تعزيز التعاون مع الكنائس الأخرى؛توسيع نطاق الخدمات الاجتماعية؛المشاركة في الحوار مع الثقافات والأديان الأخرى. من خلال مواجهة هذه التحديات واغتنام هذه الفرص، يمكن لكنيسة القديس توما الإنجيلية في الهند أن تستمر في النمو والازدهار في المستقبل.
النشاطات والبرامج
تقدم كنيسة القديس توما الإنجيلية في الهند مجموعة واسعة من الأنشطة والبرامج لخدمة أعضائها والمجتمع ككل. تشمل هذه البرامج ما يلي:
- مدارس الأحد: توفر الكنيسة مدارس الأحد للأطفال والشباب لتعليمهم الكتاب المقدس والعقيدة المسيحية.
- برامج الشباب: تنظم الكنيسة برامج وأنشطة للشباب، بما في ذلك المخيمات والرحلات الدراسية والأنشطة الاجتماعية.
- برامج المرأة: تقدم الكنيسة برامج للنساء، بما في ذلك مجموعات الدراسة الكتابية وورش العمل والأنشطة الاجتماعية.
- الخدمات الاجتماعية: تدعم الكنيسة العديد من المشاريع الاجتماعية، مثل رعاية الأيتام والفقراء والمحتاجين.
- برامج التبشير: ترسل الكنيسة مبشرين إلى مناطق مختلفة من العالم لنشر الإنجيل.
- التعليم: تدعم الكنيسة المدارس والكليات التي تقدم التعليم المسيحي.
التراث الثقافي
تحتفظ كنيسة القديس توما الإنجيلية في الهند بتراث ثقافي غني. يتجلى هذا التراث في:
- اللغة: تستخدم الكنيسة اللغة المالايالامية والإنجليزية والسريانية في طقوسها وعبادتها.
- الموسيقى: تشتهر الكنيسة بترانيمها التقليدية والموسيقى الكنسية.
- الفن: تمتلك الكنيسة تاريخًا طويلًا في الفن المسيحي، بما في ذلك اللوحات الجدارية والأيقونات.
- التقاليد: تحتفل الكنيسة بالعديد من التقاليد الثقافية والدينية.
التوسع العالمي
شهدت كنيسة القديس توما الإنجيلية في الهند توسعًا عالميًا كبيرًا في السنوات الأخيرة. لديها الآن مجتمعات في العديد من البلدان حول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا ودول أخرى. تعمل الكنيسة على دعم هذه المجتمعات وتزويدها بالخدمات الروحية والتعليمية.
خاتمة
تعتبر كنيسة القديس توما الإنجيلية في الهند كنيسة ذات أهمية تاريخية وروحية كبيرة. وهي جزء من التراث المسيحي العريق في الهند، وتلتزم بالعقيدة الأرثوذكسية الإصلاحية. تساهم الكنيسة في التعليم والتبشير والخدمة الاجتماعية، وتعمل على تعزيز الوحدة بين المسيحيين. من خلال جهودها المستمرة، تسعى الكنيسة إلى النمو والازدهار في المستقبل، ونشر رسالة الإنجيل في جميع أنحاء العالم.