<![CDATA[
تاريخ التطوير
بدأ تطوير بومارك في عام 1946 تحت اسم مشروع MX-606، وهو برنامج بحثي يهدف إلى استكشاف إمكانية استخدام الصواريخ لاعتراض الطائرات. في عام 1949، تم منح شركة بوينغ عقدًا لتطوير صاروخ تجريبي، والذي عُرف لاحقًا باسم XF-99. تم إجراء أول اختبار طيران لـ XF-99 في عام 1952، وأظهر الصاروخ أداءً واعدًا. في عام 1955، تم منح شركة بوينغ عقدًا لإنتاج صاروخ بومارك CIM-10، والذي كان يعتمد على تصميم XF-99.
واجه برنامج بومارك العديد من التحديات التقنية خلال تطويره، بما في ذلك صعوبة تطوير نظام توجيه دقيق بما يكفي لتوجيه الصاروخ إلى هدفه على مسافات طويلة. ومع ذلك، تم التغلب على هذه التحديات في النهاية، وتم نشر أول بطارية بومارك عملياتية في عام 1959.
التصميم والمواصفات
كان بومارك صاروخًا كبيرًا نسبيًا، يبلغ طوله حوالي 14 مترًا ووزنه حوالي 7 أطنان. كان الصاروخ مدعومًا بمحرك نفاث عنفي واحد للدفع المستمر ومحرك صاروخي يعمل بالوقود الصلب لتسريع الإطلاق. كان بإمكان بومارك الوصول إلى سرعة قصوى تزيد عن 3 ماخ ومدى أقصى يزيد عن 700 كيلومتر.
تم تجهيز بومارك برأس حربي نووي W40، والذي كان له قوة تفجيرية تبلغ 7-10 كيلوطن. تم تصميم الرأس الحربي لتدمير القاذفات السوفيتية القادمة عن طريق التفجير بالقرب منها.
استخدم بومارك نظام توجيه معقدًا يجمع بين التوجيه بالقصور الذاتي والرادار النشط. في البداية، كان الصاروخ يوجه نفسه إلى منطقة الهدف باستخدام نظام التوجيه بالقصور الذاتي. بمجرد وصول الصاروخ إلى منطقة الهدف، كان رادار البحث الخاص به ينشط ويبدأ في البحث عن الهدف. بمجرد العثور على الهدف، كان الصاروخ يوجه نفسه إلى الهدف باستخدام الرادار النشط.
- الطول: 14.24 متر
- الوزن عند الإطلاق: 7,257 كجم
- السرعة القصوى: 3 ماخ
- المدى الأقصى: 710 كم (النوع A), 800 كم (النوع B)
- الرأس الحربي: W40 نووي (7-10 كيلوطن)
- نظام التوجيه: بالقصور الذاتي ورادار نشط
الانتشار والخدمة
تم نشر بومارك في ثماني قواعد في جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا. تم تشغيل الصواريخ من قبل أسراب صواريخ الدفاع الجوي التابعة للقوات الجوية الأمريكية. كان الغرض الأساسي من بومارك هو الدفاع عن أمريكا الشمالية ضد الهجمات الجوية السوفيتية.
على الرغم من قدراته المتقدمة، كان بومارك نظامًا مثيرًا للجدل. كان الصاروخ مكلفًا للغاية، وكان أداؤه موضع شك في بعض الأحيان. بالإضافة إلى ذلك، أثار نشر رؤوس حربية نووية في القواعد بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان مخاوف تتعلق بالسلامة.
تم سحب بومارك تدريجياً من الخدمة في الستينيات، وتم استبداله بصواريخ أرض-جو أكثر تقدمًا. تم إيقاف تشغيل آخر بطارية بومارك في عام 1972.
الأنواع
كان هناك نوعان رئيسيان من بومارك:
- بومارك A (CIM-10A): النسخة الأصلية من الصاروخ، بمدى أقصر.
- بومارك B (CIM-10B): نسخة محسنة من الصاروخ، بمدى أطول ورادار بحث أكثر قوة.
الحوادث البارزة
خلال فترة خدمته، تورط بومارك في عدد قليل من الحوادث البارزة، بما في ذلك:
- حادث براونفيل في عام 1960: اشتعلت النيران في صاروخ بومارك في موقع إطلاقه في براونفيل، نيو جيرسي. تسبب الحريق في أضرار واسعة النطاق للموقع، لكن لم يصب أحد.
- حادث McGuire AFB في عام 1960: انفجر صاروخ بومارك في موقع إطلاقه في McGuire AFB، نيو جيرسي. تسبب الانفجار في أضرار واسعة النطاق للموقع، وأصيب عدد قليل من الأشخاص.
الأهمية التاريخية
على الرغم من عمره القصير نسبيًا في الخدمة، لعب بومارك دورًا مهمًا في تاريخ الدفاع الجوي الأمريكي. كان أول نظام صاروخي مضاد للطائرات بعيد المدى يتم نشره من قبل القوات الجوية الأمريكية، وساعد في تمهيد الطريق لتطوير صواريخ أرض-جو أكثر تقدمًا. كما سلط بومارك الضوء على التحديات الفنية والسياسية المرتبطة بنشر الأسلحة النووية بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان.
تأثيره على التكنولوجيا
ساهم برنامج بومارك في تطوير العديد من التقنيات التي تم استخدامها لاحقًا في تطبيقات أخرى. على سبيل المثال، تم استخدام نظام التوجيه بالقصور الذاتي الذي تم تطويره لبومارك في العديد من الصواريخ والمركبات الفضائية الأخرى. كما ساهم برنامج بومارك في تطوير محركات نفاثة عنفية أكثر قوة وموثوقية.
خاتمة
كان بومارك CIM-10 صاروخ اعتراض بعيد المدى تفوق سرعته سرعة الصوت تم نشره من قبل القوات الجوية الأمريكية في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات. على الرغم من عمره القصير نسبيًا في الخدمة، لعب بومارك دورًا مهمًا في تاريخ الدفاع الجوي الأمريكي وساهم في تطوير العديد من التقنيات المهمة.