تاريخ التأسيس والتكوين
بدأت قصة بهاجافاد جيتارز في العاصمة الأسترالية كانبرا في منتصف الثمانينيات، وهي فترة شهدت ازدهارًا لموسيقى الإيندي روك وظهور العديد من الفرق الموسيقية المستقلة. جيريمي باترورث، وهو عازف غيتار طموح، كان لديه رؤية لتشكيل فرقة تجمع بين عناصر الروك والموسيقى البديلة مع لمسة من الروحانية والفلسفة الشرقية. اختار اسم “Inner Circle” في البداية، لكنه سرعان ما غيره إلى “Bhagavad Guitars” في إشارة إلى النص الهندوسي المقدس “Bhagavad Gita”، مما يعكس اهتماماته الروحية والفكرية.
على مر السنين، شهدت الفرقة العديد من التغييرات في التشكيلة، حيث انضم إليها فنانون موهوبون آخرون ساهموا في تطوير أسلوبها الموسيقي. من بين الأعضاء البارزين الذين مروا بالفرقة نذكر عازفي الطبول وعازفي الباس والمغنيين الذين أضافوا لمسة فريدة إلى صوت الفرقة. على الرغم من هذه التغييرات، ظل جيريمي باترورث القوة الدافعة وراء بهاجافاد جيتارز، حيث قام بتأليف معظم الأغاني وتوجيه المسار الفني للفرقة.
الأسلوب الموسيقي والتأثيرات
تميزت موسيقى بهاجافاد جيتارز بمزيج فريد من الإيندي روك والروك البديل مع تأثيرات من موسيقى البوب والسايكدليك. تميزت أغانيهم بإيقاعات قوية، وأنغام غيتار جذابة، وكلمات مدروسة تتناول مواضيع مثل الحب، والخسارة، والبحث عن المعنى في الحياة. غالبًا ما كانت كلمات الأغاني تتضمن إشارات إلى الفلسفة الشرقية والروحانية، مما يعكس اهتمامات جيريمي باترورث الشخصية.
تأثرت الفرقة بمجموعة متنوعة من الفنانين والفرق الموسيقية، بما في ذلك:
ساعدت هذه التأثيرات في تشكيل صوت بهاجافاد جيتارز المميز ومنحهم مكانة فريدة في مشهد الإيندي روك الأسترالي.
الألبومات والأغاني البارزة
أصدرت بهاجافاد جيتارز عددًا من الألبومات والأغاني خلال مسيرتها المهنية، على الرغم من أن بعضها لم يحقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا، إلا أنها تركت بصمة واضحة في أوساط محبي الإيندي روك. من بين الألبومات البارزة التي أصدرتها الفرقة:
- “Sound Tracks for Bastard Gods” (1987): يعتبر هذا الألبوم من أفضل أعمال الفرقة، ويتميز بمزيج من الأغاني القوية واللحن الجميلة.
- “The Great Punt” (1990): يمثل هذا الألبوم تطورًا في أسلوب الفرقة، حيث يميل نحو موسيقى البوب مع الحفاظ على جوهر الإيندي روك.
- “Kerosene” (1993): يُظهر هذا الألبوم الجانب الأكثر تجريبية في الفرقة، مع استخدام مؤثرات صوتية غير تقليدية.
من بين الأغاني البارزة التي قدمتها بهاجافاد جيتارز نذكر:
- “Bastard Gods“: أغنية قوية بإيقاع سريع وكلمات ذات معنى.
- “The Great Punt“: أغنية بوب جذابة بكلمات مرحة.
- “Kerosene“: أغنية تجريبية ذات جو غامض ومثير.
ساهمت هذه الأغاني والألبومات في بناء قاعدة جماهيرية مخلصة للفرقة وجعلتها تحظى بتقدير كبير في أوساط الإيندي روك.
العروض الحية والجوائز
اشتهرت بهاجافاد جيتارز بعروضها الحية المفعمة بالطاقة والحيوية. كانت الفرقة تقدم عروضًا منتظمة في الحانات والنوادي في كانبرا وسيدني وملبورن، حيث كانت تجذب جمهورًا كبيرًا من محبي الإيندي روك. تميزت عروضهم بالتفاعل مع الجمهور واستخدام المؤثرات البصرية والإضاءة لخلق تجربة لا تنسى.
على الرغم من أن الفرقة لم تفز بالعديد من الجوائز الكبرى، إلا أنها حصلت على تقدير من النقاد والجمهور على حد سواء. فازت الفرقة بجائزة أفضل فرقة إيندي روك في حفل توزيع جوائز الموسيقى المستقلة الأسترالية عام 1988، كما تم ترشيحها لعدة جوائز أخرى.
التأثير والإرث
تركت بهاجافاد جيتارز بصمة واضحة في مشهد الإيندي روك الأسترالي، على الرغم من أنها لم تحقق شهرة واسعة النطاق مثل بعض الفرق الأخرى. ألهمت الفرقة العديد من الفنانين والفرق الموسيقية الناشئة، وساهمت في تطوير هذا النوع من الموسيقى في أستراليا. يعتبر أسلوبها الموسيقي الفريد وعروضها الحية المفعمة بالطاقة مصدر إلهام للعديد من الموسيقيين حتى اليوم.
على الرغم من تفكك الفرقة في منتصف التسعينيات، إلا أن موسيقاها لا تزال تحظى بشعبية كبيرة بين محبي الإيندي روك. يتم تداول أغانيهم على الإنترنت، ويتم الاستماع إليها على نطاق واسع من قبل جمهور جديد. كما يتم تنظيم فعاليات لإحياء ذكرى الفرقة وعروضها الحية، مما يدل على استمرار تأثيرها وإرثها.
خاتمة
تعد فرقة بهاجافاد جيتارز جزءًا مهمًا من تاريخ الإيندي روك الأسترالي. على الرغم من أنها لم تحقق شهرة واسعة النطاق، إلا أنها تركت بصمة واضحة في هذا النوع من الموسيقى بفضل أسلوبها الموسيقي الفريد وعروضها الحية المفعمة بالطاقة. ستظل موسيقى الفرقة تلهم الفنانين والفرق الموسيقية الناشئة لسنوات قادمة.