<![CDATA[
نشأة ديفيد بيرني وحياته المبكرة
ديفيد إدوين بيرني، ممثل ومخرج أمريكي، ولد في 23 أبريل 1939 في واشنطن العاصمة، وتوفي في 27 أبريل 2022 في سانتا مونيكا، كاليفورنيا. نشأ في عائلة فنية، مما ساهم في شغفه المبكر بالتمثيل. كان والده يعمل في مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، بينما كانت والدته ربة منزل تهتم بشؤون العائلة. على الرغم من طبيعة عمل والده التي تتسم بالجدية، إلا أن ديفيد وجد في الفن ملاذه ومصدر إلهامه.
التحق بيرني بمدرسة ويست بورت الثانوية في كونيتيكت، حيث أظهر تفوقًا في الأداء المسرحي والخطابة. بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، التحق بكلية دارتموث، حيث درس الأدب الإنجليزي وحصل على درجة البكالوريوس بامتياز مع مرتبة الشرف. خلال فترة دراسته في دارتموث، شارك في العديد من الإنتاجات المسرحية، مما عزز مهاراته التمثيلية وقدراته الإخراجية. لم يكتف بيرني بالدراسة الأكاديمية والأنشطة المسرحية، بل انخرط أيضًا في الأنشطة الاجتماعية والرياضية، مما جعله شخصية بارزة في الحرم الجامعي.
بعد تخرجه من دارتموث، حصل بيرني على منحة فولبرايت للدراسة في الخارج، حيث التحق بأكاديمية لندن للموسيقى والفنون المسرحية. كانت هذه التجربة حاسمة في تطوير مهاراته التمثيلية، حيث درس على يد نخبة من المدربين والممثلين المخضرمين. خلال فترة وجوده في لندن، اكتسب بيرني فهمًا عميقًا لتقنيات التمثيل الكلاسيكية والمعاصرة، مما أهله لخوض مسيرة مهنية ناجحة في عالم التمثيل والإخراج.
مسيرته المهنية في التمثيل
بدأ ديفيد بيرني مسيرته المهنية في التمثيل في أوائل الستينيات، حيث ظهر في العديد من المسرحيات الإقليمية والإنتاجات التلفزيونية. سرعان ما لفت انتباه النقاد والجمهور على حد سواء، بفضل موهبته الاستثنائية وقدرته على تجسيد شخصيات متنوعة ومختلفة. في عام 1967، ظهر بيرني في برودواي في مسرحية “Dear World”، مما فتح له الأبواب أمام أدوار أكثر أهمية وشهرة.
أحد أبرز أدواره التلفزيونية كان في مسلسل “Bridget Loves Bernie” الذي عرض في الفترة من 1972 إلى 1973. لعب بيرني دور بيرني شتاين، وهو سائق سيارة أجرة يهودي يقع في حب بريدجيت فيتزجيرالد، وهي معلمة كاثوليكية أيرلندية. حقق المسلسل نجاحًا كبيرًا، ولكنه أثار أيضًا جدلاً بسبب تصويره للعلاقات بين الأديان المختلفة. على الرغم من الجدل، استمر المسلسل لمدة موسم واحد، ولا يزال يعتبر من الأعمال التلفزيونية الكلاسيكية التي تناولت قضايا اجتماعية حساسة.
بالإضافة إلى “Bridget Loves Bernie”، ظهر بيرني في العديد من المسلسلات التلفزيونية الأخرى، بما في ذلك “Medical Center” و “The Love Boat” و “Murder, She Wrote”. كما لعب دور البطولة في المسلسل القصير “Testimony of Two Men” في عام 1977. في السينما، شارك بيرني في أفلام مثل “Oh, God!” و “St. Ives” و “Someone’s Watching Me!”.
- الأعمال التلفزيونية البارزة: Bridget Loves Bernie, Medical Center, The Love Boat, Murder, She Wrote
- الأعمال السينمائية البارزة: Oh, God!, St. Ives, Someone’s Watching Me!
مسيرته المهنية في الإخراج
لم يقتصر دور ديفيد بيرني على التمثيل فقط، بل امتد أيضًا إلى الإخراج. أخرج بيرني العديد من المسرحيات والإنتاجات التلفزيونية، مما أظهر موهبته المتعددة وقدرته على القيادة والإبداع. كان بيرني يؤمن بأهمية الإخراج في توجيه الممثلين وتفسير النصوص، وكان يسعى دائمًا إلى تقديم أعمال فنية ذات جودة عالية ومستوى رفيع.
من بين المسرحيات التي أخرجها بيرني “Amadeus” و “Man of La Mancha” و “Hamlet”. كما أخرج العديد من الحلقات التلفزيونية لمسلسلات مختلفة. كان بيرني يتمتع برؤية فنية فريدة وقدرة على تحويل النصوص المكتوبة إلى عروض حية ومؤثرة. كان يعتبر من المخرجين المبدعين الذين يجمعون بين الفهم العميق للنص والقدرة على التواصل الفعال مع الممثلين والفنيين.
حياته الشخصية
تزوج ديفيد بيرني من الممثلة ميريديث باكستر في عام 1974. أنجبا ثلاثة أطفال معًا قبل أن ينفصلا في عام 1989. كان زواجهما وعلاقتهما موضوع اهتمام كبير من وسائل الإعلام، خاصة خلال فترة عرض مسلسل “Bridget Loves Bernie”. بعد انفصاله عن ميريديث باكستر، تزوج بيرني مرة أخرى وأنجب المزيد من الأطفال.
خلال حياته، عانى بيرني من مشاكل صحية مختلفة، بما في ذلك سرطان الرئة. على الرغم من التحديات الصحية التي واجهها، استمر بيرني في العمل والإبداع حتى وقت قريب من وفاته. كان يعتبر من الشخصيات الملهمة في عالم الفن، بفضل إصراره وعزيمته وقدرته على التغلب على الصعاب.
في عام 2017، نشر بيرني مذكراته بعنوان “Man of Good Hope: A Memoir”، والتي تحدث فيها عن حياته المهنية والشخصية، بما في ذلك علاقته بميريديث باكستر وتجاربه مع الشهرة والنجاح. حققت المذكرات نجاحًا كبيرًا وحظيت بتقييمات إيجابية من النقاد والجمهور على حد سواء.
الجوائز والتكريمات
خلال مسيرته المهنية الطويلة، حصل ديفيد بيرني على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لموهبته وإسهاماته في عالم التمثيل والإخراج. من بين الجوائز التي حصل عليها جائزة Obie عن أدائه في مسرحية “Summertree” وجائزة Theatre World Award عن أدائه في مسرحية “The Miser”. كما تم ترشيحه لجائزة Golden Globe عن دوره في مسلسل “Bridget Loves Bernie”.
بالإضافة إلى الجوائز الرسمية، حظي بيرني بتقدير واحترام كبيرين من زملائه في المهنة والجمهور على حد سواء. كان يعتبر من الممثلين والمخرجين الموهوبين والمحترمين الذين تركوا بصمة واضحة في عالم الفن. سيظل بيرني في ذاكرة محبيه ومعجبيه كفنان مبدع ومثقف وإنسان نبيل.
إرثه الفني
ترك ديفيد بيرني إرثًا فنيًا غنيًا ومتنوعًا يشمل العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية. سيظل بيرني في ذاكرة محبيه ومعجبيه كفنان موهوب ومبدع ومثقف. كان بيرني يعتبر من الشخصيات الملهمة في عالم الفن، بفضل إصراره وعزيمته وقدرته على التغلب على الصعاب. سيظل بيرني قدوة للأجيال القادمة من الممثلين والمخرجين والفنانين.
توفي ديفيد بيرني في 27 أبريل 2022 في سانتا مونيكا، كاليفورنيا، عن عمر يناهز 83 عامًا. ترك وراءه إرثًا فنيًا غنيًا ومتنوعًا وعائلة محبة وأصدقاء مخلصين. سيظل بيرني في ذاكرة محبيه ومعجبيه كفنان مبدع ومثقف وإنسان نبيل.
خاتمة
كان ديفيد بيرني ممثلًا ومخرجًا أمريكيًا موهوبًا ترك بصمة واضحة في عالم الفن. بفضل موهبته الاستثنائية وقدرته على تجسيد شخصيات متنوعة ومختلفة، حقق بيرني نجاحًا كبيرًا في المسرح والتلفزيون والسينما. سيظل بيرني في ذاكرة محبيه ومعجبيه كفنان مبدع ومثقف وإنسان نبيل. سيظل إرثه الفني يلهم الأجيال القادمة من الممثلين والمخرجين والفنانين.