السياق العام
لفهم متى 28:7 بشكل كامل، من الضروري النظر في السياق العام للفصل 28 من إنجيل متى. يروي هذا الفصل قصة قيامة يسوع المسيح. بعد صلب يسوع ودفنه، ذهبت مريم المجدلية ومريم الأخرى إلى القبر في صباح يوم الأحد. هناك، وجدن القبر فارغًا، ورأين ملاكًا يجلس على الحجر الذي دُحرج من باب القبر.
يشكل هذا الفصل ذروة الأحداث في إنجيل متى، حيث يمثل انتصار يسوع على الموت وتأكيدًا للاهوت والوعد بالخلاص. يصف الفصل أيضًا ظهورات يسوع بعد القيامة، بما في ذلك لقائه مع التلاميذ في الجليل، وإعطائه لهم “الرسالة العظيمة” بالإعلان عنهم إلى العالم أجمع.
نص الآية
نص متى 28:7 باللغة العربية هو:
“واذهبن سريعا قلن لتلاميذه إنه قد قام من الأموات. وها هو يسبقكم إلى الجليل. هناك ترونه. ها أنا قد قلت لكم.”
يتضمن هذا النص عدة عناصر مهمة:
- الأمر بالذهاب السريع: يوجه الملاك النساء بالعودة بسرعة إلى التلاميذ. هذا الإلحاح يبرز أهمية الرسالة وضرورة نقلها على الفور.
- إعلان القيامة: يعلن الملاك أن يسوع قد قام من الأموات. هذه هي الرسالة المركزية للإنجيل المسيحي، والتي تعلن عن انتصار الحياة على الموت والخلاص من الخطيئة.
- التوجيه إلى الجليل: يأمر الملاك التلاميذ بالتوجه إلى الجليل، حيث سيقابلون يسوع. يمثل الجليل مكانًا رمزيًا، حيث بدأ يسوع خدمته، وهو المكان الذي يختار فيه أن يظهر لتلاميذه بعد قيامته.
- التأكيد: يختتم الملاك بالإعلان “ها أنا قد قلت لكم.”، مؤكدًا على موثوقية الرسالة وأهميتها.
أهمية الآية
تتمتع متى 28:7 بأهمية كبيرة لأسباب متعددة:
- أخبار سارة: تقدم الآية أخبارًا سارة عن قيامة يسوع، وهو الحدث المركزي في الإيمان المسيحي. هذه الأخبار بمثابة أساس الرجاء والفرح للمؤمنين.
- التفويض للتبشير: يعطي الأمر للنساء بالذهاب وإخبار التلاميذ تفويضًا مبكرًا للتبشير. هذا يعكس الأهمية المبكرة لدور الشهود في نشر الإنجيل.
- رمز الأمل: تمثل الآية رمزًا للأمل والانتصار على الموت. إنها تؤكد على قوة الإيمان والقدرة على التغلب على الشدائد.
- تأسيس للمهمة العظيمة: يشير التوجيه إلى الجليل إلى اللقاء اللاحق ليسوع مع تلاميذه في الجليل، حيث يعطيهم “الرسالة العظيمة”، وهي مهمة نشر الإنجيل في جميع أنحاء العالم.
المرأة في رواية القيامة
تلعب النساء دورًا بارزًا في رواية القيامة في إنجيل متى، بما في ذلك متى 28:7. لقد كنّ أول من اكتشف القبر الفارغ، وأول من رأى الملاك، وأول من تلقى رسالة القيامة. هذا يسلط الضوء على:
- شهادة المرأة: على الرغم من التحيز الاجتماعي في ذلك الوقت، فقد اختار الله النساء كشهود على قيامة يسوع. هذا يبرز أهمية شهادتهن ومصداقية الإنجيل.
- الإيمان والشجاعة: أظهرت النساء إيمانا وشجاعة كبيرين في ذهابهن إلى القبر في صباح يوم الأحد، وعلى الرغم من الخوف، إلا أنهن بقين مخلصات ليسوع.
- الدور القيادي: يمثل دور النساء في رواية القيامة دعوة للمؤمنين من جميع الخلفيات ليشاركوا في نشر الإنجيل.
المقارنة مع الأناجيل الأخرى
يتم سرد قصة القيامة في جميع الأناجيل الأربعة (متى، مرقس، لوقا، يوحنا)، ولكن هناك بعض الاختلافات في التفاصيل. على سبيل المثال:
- إنجيل مرقس: يركز إنجيل مرقس على اكتشاف القبر الفارغ ورسالة الملاك، ولكنه يختتم بنهاية قصيرة وغير مكتملة.
- إنجيل لوقا: يقدم إنجيل لوقا تفاصيل إضافية حول ظهور يسوع للتلاميذ في طريقهما إلى عمواس.
- إنجيل يوحنا: يركز إنجيل يوحنا على لقاء مريم المجدلية بيسوع بعد القيامة.
على الرغم من هذه الاختلافات، فإن الرسالة الأساسية للقيامة تظل ثابتة في جميع الأناجيل: يسوع قد قام من الأموات، والخلاص متاح من خلال الإيمان به.
التأثير اللاهوتي
كان لمتى 28:7 تأثير كبير على اللاهوت المسيحي. ساهمت في تشكيل فهم:
- طبيعة يسوع: تؤكد الآية على لاهوت يسوع وقدرته على قهر الموت.
- الخلاص: تقدم الآية الأساس للخلاص من خلال الإيمان بيسوع المسيح.
- الحياة الأبدية: تقدم الآية الأمل في الحياة الأبدية للمؤمنين.
- التبشير: تشجع الآية على التبشير بالإنجيل في جميع أنحاء العالم.
التطبيق العملي
تظل متى 28:7 ذات صلة بالمؤمنين اليوم. تشجعهم الآية على:
- مشاركة الأخبار السارة: تشجيع المؤمنين على مشاركة رسالة القيامة مع الآخرين.
- العيش في رجاء: تذكير المؤمنين بالرجاء الذي لديهم في يسوع المسيح.
- العيش حياة مقدسة: تشجيع المؤمنين على العيش حياة تعكس إيمانهم.
- الثقة في الله: تذكير المؤمنين بأن الله لديه القدرة على التغلب على جميع التحديات.
التساؤلات الرئيسية
تثير متى 28:7 العديد من التساؤلات الهامة، مثل:
- ماذا يعني أن يسوع قد قام من الأموات بالنسبة لنا اليوم؟
- كيف يمكننا مشاركة رسالة القيامة مع الآخرين؟
- كيف يمكننا العيش حياة تعكس رجاءنا في يسوع المسيح؟
- كيف ندرك قوة قيامة يسوع في حياتنا اليومية؟
الخلاصة
متى 28:7 هي آية ذات أهمية بالغة في الكتاب المقدس، خاصة في إنجيل متى. إنها تقدم إعلانًا واضحًا عن قيامة يسوع المسيح، وتقدم دعوة إلى البشرية بالإيمان به. إنها تقدم الأمل والفرح والرجاء في الحياة الأبدية. هذه الآية لا تزال تتردد صداها مع المؤمنين اليوم، وتدعونا إلى مشاركة الأخبار السارة، والعيش في رجاء، و الثقة في الله.
خاتمة
متى 28:7 هي جوهر الإيمان المسيحي، حيث تقدم الأخبار السارة عن قيامة يسوع المسيح. الآية ليست مجرد رواية تاريخية، بل هي دعوة إلى الإيمان والرجاء والعمل. من خلال فهم سياقها وتأثيرها اللاهوتي، يمكن للمؤمنين أن يقتربوا من هذه الآية بعمق ويستمدوا منها القوة والإلهام في حياتهم اليومية.