التصميم والبناء
تم تصميم إتش إم إس بيلوروس كجزء من فئة بيلوروس من الفرقاطات الحربية. تميزت هذه الفئة بتصميمها القوي وقدرتها على الإبحار لمسافات طويلة، مما جعلها مناسبة للخدمة في مختلف أنحاء الإمبراطورية البريطانية. بُنيت السفينة من الخشب الصلب، مع اهتمام خاص بالتفاصيل لضمان المتانة والقدرة على تحمل الظروف البحرية القاسية. كانت الفرقاطة مجهزة بثلاثة صواري شراعية، بالإضافة إلى محرك بخاري مساعد، مما منحها مزيجًا من الاعتماد على الرياح والقدرة الميكانيكية.
المواصفات الفنية
تميزت إتش إم إس بيلوروس بالمواصفات الفنية التالية:
- الإزاحة: 2,330 طن
- الطول: 212 قدم (64.6 متر)
- العرض: 36 قدم (11 متر)
- العمق: 16 قدم (4.9 متر)
- التسليح: 21 مدفعًا (مزيج من مدافع ذات فوهة ملساء ومدافع بريتش لودينغ)
- الدفع: شراعي ومحرك بخاري
- السرعة: 11 عقدة (20 كم/ساعة)
- الطاقم: حوالي 250 ضابطًا وبحارًا
الخدمة المبكرة
بعد إطلاقها، تم تكليف إتش إم إس بيلوروس بالخدمة في أسطول البحر الأبيض المتوسط. قضت السفينة عدة سنوات في هذه المنطقة، حيث قامت بدوريات منتظمة وحماية المصالح البريطانية في المنطقة. شاركت السفينة في عدة مهام دبلوماسية، حيث قامت بزيارة موانئ مختلفة وعرضت العلم البريطاني.
مكافحة تجارة الرقيق
في ستينيات القرن التاسع عشر، تم نقل إتش إم إس بيلوروس إلى الساحل الأفريقي الغربي، حيث شاركت في عمليات مكافحة تجارة الرقيق. كانت تجارة الرقيق لا تزال مستمرة في هذه المنطقة، على الرغم من حظرها رسميًا من قبل العديد من الدول. قامت السفينة بدوريات مكثفة في المياه الإقليمية، واعترضت العديد من سفن الرقيق وأنقذت مئات الأسرى الأفارقة. كانت هذه العمليات محفوفة بالمخاطر، حيث كان تجار الرقيق غالبًا ما يكونون مسلحين ومستعدين للمقاومة.
الخدمة في المحيط الهادئ
في سبعينيات القرن التاسع عشر، تم نقل إتش إم إس بيلوروس إلى المحيط الهادئ، حيث خدمت في محطة أستراليا. قامت السفينة بدوريات في المياه المحيطة بأستراليا ونيوزيلندا وجزر المحيط الهادئ الأخرى، وحماية المصالح التجارية البريطانية ومنع القرصنة. شاركت السفينة أيضًا في عدة مهام استكشافية، حيث قامت بمسح ورسم خرائط للمناطق غير المستكشفة.
حادثة جزر سليمان
في عام 1893، لعبت إتش إم إس بيلوروس دورًا حاسمًا في إقامة محمية بريطانية على جزر سليمان. في ذلك الوقت، كانت جزر سليمان تعاني من الفوضى والعنف بين القبائل المختلفة. أرسلت الحكومة البريطانية إتش إم إس بيلوروس إلى المنطقة لاستعادة النظام وحماية المصالح البريطانية. قام قائد السفينة، الكابتن جيبسون، بإجراء مفاوضات مع زعماء القبائل المختلفة، وتمكن من إقناعهم بقبول الحماية البريطانية. تم رفع العلم البريطاني على جزر سليمان في عام 1893، وتم تعيين مقيم بريطاني لإدارة المنطقة.
الخدمة المتأخرة
في أواخر القرن التاسع عشر، تم سحب إتش إم إس بيلوروس من الخدمة النشطة وتحويلها إلى سفينة تدريب. خدمت السفينة في عدة موانئ بريطانية، حيث قامت بتدريب الأجيال الشابة من البحارة. في عام 1911، تم بيع السفينة للخردة وتفكيكها.
إرث السفينة
على الرغم من أنها لم تعد موجودة، إلا أن إتش إم إس بيلوروس لا تزال تحظى بالذكرى والتقدير لخدمتها الطويلة والمتميزة في البحرية الملكية البريطانية. شاركت السفينة في العديد من العمليات الهامة، بما في ذلك مكافحة تجارة الرقيق وحماية المصالح التجارية البريطانية. لعبت السفينة أيضًا دورًا حاسمًا في إقامة محمية بريطانية على جزر سليمان. تمثل إتش إم إس بيلوروس مثالًا على السفن الحربية القوية والمتينة التي خدمت في البحرية الملكية البريطانية خلال العصر الفيكتوري.
خاتمة
كانت إتش إم إس بيلوروس (1857) فرقاطة حربية متعددة المهام خدمت البحرية الملكية البريطانية لأكثر من نصف قرن. من مكافحة تجارة الرقيق إلى حماية المصالح البريطانية في المحيط الهادئ، تركت السفينة بصمة واضحة في التاريخ البحري. تصميمها القوي وقدرتها على التكيف مع مختلف الظروف جعلتها سفينة قيمة في خدمة الإمبراطورية البريطانية.