المدرسة الخاضعة للسيطرة التطوعية (Voluntary Controlled School)

تاريخ المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية

نشأت المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية كجزء من نظام التعليم الوطني المبكر في إنجلترا وويلز. في القرن التاسع عشر، أنشأت الكنائس والمنظمات الدينية الأخرى العديد من المدارس لتوفير التعليم للأطفال. عندما بدأت الحكومة في تقديم التمويل للمدارس، تم إنشاء فئات مختلفة من المدارس لتعكس العلاقة بين المدارس والمؤسسات الممولة.

مع مرور الوقت، تطورت هذه الفئات، وأصبح نظام المدارس التطوعية المساعدة والخاضعة للسيطرة التطوعية جزءًا هامًا من المشهد التعليمي في المملكة المتحدة. يعكس هذا النظام التوازن بين الإيمان والتعليم العام، مما يسمح للمدارس بالاحتفاظ بهويتها الدينية مع تلقي التمويل الحكومي.

هيكل المدرسة الخاضعة للسيطرة التطوعية

تتميز المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية بهيكل إداري فريد. على الرغم من أن المؤسسة أو الائتمان (غالبًا ما تكون منظمة دينية) تمتلك الأرض والمباني، فإن السلطة التعليمية المحلية (LEA) مسؤولة عن توظيف الموظفين، ووضع سياسات القبول، والتحكم في الميزانية اليومية للمدرسة. ومع ذلك، تحتفظ المؤسسة بدور في إدارة المدرسة، عادة من خلال مجلس أمناء أو مجلس حكام.

  • الملكية: تمتلك المؤسسة أو الائتمان الأرض والمباني.
  • الإدارة: تدير السلطة التعليمية المحلية (LEA) المدرسة.
  • التوظيف: تقوم السلطة التعليمية المحلية (LEA) بتوظيف الموظفين.
  • القبول: تضع السلطة التعليمية المحلية (LEA) سياسات القبول، مع مراعاة تفضيلات المؤسسة.
  • التمويل: تتلقى المدرسة التمويل من الحكومة.

هذا الترتيب يسمح للمدارس بالحفاظ على علاقاتها مع المؤسسات الدينية، مع الاستفادة في الوقت نفسه من التمويل الحكومي والخبرة التعليمية للسلطة التعليمية المحلية.

دور المؤسسة أو الائتمان

على الرغم من أن السلطة التعليمية المحلية (LEA) تسيطر على معظم جوانب إدارة المدرسة، فإن المؤسسة أو الائتمان يحتفظان بدور هام. يتمثل هذا الدور عادةً في:

  • تعيين الحكام: غالبًا ما يكون للمؤسسة الحق في تعيين عدد من الحكام في مجلس حكام المدرسة. يضمن ذلك تمثيلًا للمؤسسة في إدارة المدرسة.
  • تحديد الهوية الدينية: غالبًا ما يكون للمؤسسة دور في تحديد الطبيعة الدينية للمدرسة، بما في ذلك تدريس الدين، والصلوات، والممارسات الدينية الأخرى.
  • الحفاظ على المباني: قد تكون المؤسسة مسؤولة عن الحفاظ على مباني المدرسة وصيانتها.
  • توفير القيم والمعتقدات: تضمن المؤسسة أن المدرسة تعكس قيمها ومعتقداتها الدينية.

هذا الدور يضمن أن تظل المدرسة مرتبطة بهويتها الدينية، مع الالتزام في الوقت نفسه باللوائح الحكومية.

دور السلطة التعليمية المحلية (LEA)

تتحمل السلطة التعليمية المحلية (LEA) مسؤولية كبيرة في إدارة المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية. تشمل هذه المسؤوليات:

  • توظيف الموظفين: تقوم السلطة التعليمية المحلية (LEA) بتوظيف جميع الموظفين في المدرسة، بما في ذلك المعلمين والإداريين.
  • وضع الميزانية: تتحكم السلطة التعليمية المحلية (LEA) في ميزانية المدرسة، وتخصيص الأموال لمختلف النفقات.
  • وضع سياسات القبول: تضع السلطة التعليمية المحلية (LEA) سياسات القبول، مع مراعاة تفضيلات المؤسسة، لضمان العدالة والإنصاف.
  • الإشراف على الجودة التعليمية: تشرف السلطة التعليمية المحلية (LEA) على جودة التعليم في المدرسة، وتضمن الالتزام بالمعايير الوطنية.
  • دعم المدرسة: توفر السلطة التعليمية المحلية (LEA) الدعم للمدرسة، بما في ذلك التدريب والتطوير للموظفين.

تضمن هذه المسؤوليات أن المدرسة تعمل بشكل فعال، وتقدم تعليمًا جيدًا للطلاب.

القبول في المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية

عادةً ما يكون لدى المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية نظام قبول خاص بها. على الرغم من أن السلطة التعليمية المحلية (LEA) تضع سياسات القبول، فإن للمؤسسة دورًا في تحديد المعايير. غالبًا ما يتم إعطاء الأولوية للأطفال الذين لديهم صلة بالمؤسسة الدينية، مثل أولئك الذين لديهم آباء يمارسون الدين المعني، أو الذين لديهم أشقاء مسجلون في المدرسة بالفعل.

قد تعتمد معايير القبول أيضًا على:

  • القرب الجغرافي: يتم إعطاء الأولوية للأطفال الذين يعيشون بالقرب من المدرسة.
  • الأشقاء: يتم إعطاء الأولوية للأطفال الذين لديهم أشقاء مسجلون في المدرسة بالفعل.
  • المشاركة في الكنيسة: قد يتم النظر في مشاركة العائلة في الكنيسة أو المؤسسة الدينية.

تختلف سياسات القبول الدقيقة من مدرسة إلى أخرى، لذا من المهم التحقق من سياسات المدرسة المحددة.

مزايا المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية

توفر المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية العديد من المزايا:

  • الهوية الدينية: تسمح هذه المدارس للأطفال بتلقي التعليم في بيئة تعكس قيمهم ومعتقداتهم الدينية.
  • المجتمع: غالبًا ما يكون للمدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية مجتمع قوي من الآباء والمعلمين والطلاب.
  • التمويل: تتلقى المدارس التمويل الحكومي، مما يضمن توفير الموارد اللازمة للتعليم.
  • الجودة التعليمية: تخضع هذه المدارس لرقابة صارمة من قبل السلطة التعليمية المحلية (LEA)، مما يضمن الجودة التعليمية.
  • الدعم: توفر هذه المدارس الدعم للطلاب من خلال برامج الرعاية الاجتماعية والتعليمية.

توفر هذه المزايا بيئة تعليمية مميزة للطلاب.

التحديات التي تواجهها المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية

على الرغم من المزايا العديدة، تواجه المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية بعض التحديات:

  • التمييز المحتمل: قد تواجه هذه المدارس اتهامات بالتمييز في سياسات القبول، إذا كانت تعطي الأولوية للأطفال الذين لديهم صلة بالمؤسسة الدينية.
  • القيود المالية: قد تواجه هذه المدارس قيودًا مالية بسبب التمويل الحكومي.
  • التوازن بين الدين والتعليم: قد يكون من الصعب تحقيق التوازن بين تدريس الدين والتركيز على المناهج الدراسية الوطنية.
  • الإدارة المعقدة: قد تكون إدارة المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية معقدة بسبب مشاركة المؤسسة والسلطة التعليمية المحلية (LEA).

تتطلب هذه التحديات الإدارة الحكيمة والتعاون بين جميع الأطراف المعنية.

الفرق بين المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية والمدارس الأخرى

تختلف المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية عن أنواع المدارس الأخرى في المملكة المتحدة، مثل المدارس المجتمعية والمدارس التطوعية المساعدة والأكاديميات:

  • المدارس المجتمعية: تملكها السلطة التعليمية المحلية (LEA) وتديرها بالكامل. لا توجد صلة دينية.
  • المدارس التطوعية المساعدة: تمتلكها مؤسسة (عادة ما تكون دينية)، ولكن السلطة التعليمية المحلية (LEA) تديرها. تساهم المؤسسة في بعض تكاليف رأس المال.
  • الأكاديميات: مدارس مستقلة ممولة من الدولة، تديرها مؤسسات أو أفراد. تتمتع الأكاديميات بمزيد من الاستقلالية في المناهج الدراسية والإدارة.

كل نوع من هذه المدارس له مزاياه وعيوبه، وتلبي احتياجات مختلفة للطلاب والمجتمعات.

أمثلة على المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية

توجد العديد من المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية في جميع أنحاء إنجلترا وويلز. تشمل بعض الأمثلة:

  • المدارس الكاثوليكية: ترتبط هذه المدارس بالكنيسة الكاثوليكية.
  • المدارس الأنجليكانية: ترتبط هذه المدارس بكنيسة إنجلترا.
  • المدارس اليهودية: ترتبط هذه المدارس باليهودية.
  • مدارس الديانات الأخرى: توجد أيضًا مدارس مرتبطة بديانات أخرى، مثل الإسلام والهندوسية والسيخية.

تختلف هذه المدارس في هويتها الدينية، ولكنها تشترك في نفس هيكل الإدارة والتمويل.

التعليم في المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية

بالإضافة إلى المناهج الدراسية الوطنية، غالبًا ما تقدم المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية تعليمًا دينيًا. يشمل هذا التعليم دراسة الكتاب المقدس، والصلوات، والممارسات الدينية الأخرى. يهدف هذا التعليم إلى مساعدة الطلاب على تطوير فهم عميق لإيمانهم، وتعزيز قيمهم الأخلاقية.

كما تركز هذه المدارس على تنمية الشخصية، وتشجيع الطلاب على أن يكونوا أفرادًا مسؤولين ومشاركين في مجتمعاتهم. غالبًا ما تشارك المدارس في الأنشطة المجتمعية، والرحلات الميدانية، والمناسبات الخاصة لتعزيز تجربة التعلم.

تقييم المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية

يتم تقييم المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية من قبل هيئة معايير التعليم (Ofsted) في إنجلترا. تقوم Ofsted بتقييم جودة التدريس والتعلم، والسلوك، والسلامة، والقيادة والإدارة. يتم نشر تقارير التفتيش على موقع Ofsted على الإنترنت، مما يسمح للآباء والأسر بتقييم أداء المدرسة.

بالإضافة إلى ذلك، تخضع المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية لعمليات مراجعة داخلية من قبل المؤسسات أو الائتمانات المالكة لها. تهدف هذه المراجعات إلى التأكد من أن المدرسة تلتزم بقيمها الدينية، وتوفر تعليمًا جيدًا للطلاب.

نظرة مستقبلية على المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية

من المتوقع أن تستمر المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية في لعب دور هام في المشهد التعليمي في المملكة المتحدة. مع استمرار تزايد التنوع الثقافي والديني، ستظل هذه المدارس توفر بيئة تعليمية فريدة للطلاب. ومع ذلك، يجب على المدارس مواجهة التحديات المستمرة، مثل التمييز المحتمل والقيود المالية.

يجب على المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية العمل بجد للحفاظ على التوازن بين الهوية الدينية والالتزام بالمعايير التعليمية الوطنية. يتطلب هذا التعاون بين المؤسسات، والسلطات التعليمية المحلية (LEA)، والمعلمين، والآباء، والطلاب. من خلال العمل معًا، يمكن للمدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية الاستمرار في توفير تعليم عالي الجودة للطلاب، وتعزيز قيمهم الأخلاقية والدينية.

خاتمة

تعد المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية جزءًا حيويًا من النظام التعليمي في إنجلترا وويلز، حيث تجمع بين التمويل الحكومي والهوية الدينية. من خلال فهم هيكلها الإداري الفريد، ودور المؤسسات، والسلطات التعليمية المحلية (LEA)، يمكننا تقدير أهمية هذه المدارس في توفير بيئة تعليمية شاملة للطلاب. على الرغم من التحديات التي تواجهها، تواصل المدارس الخاضعة للسيطرة التطوعية المساهمة في التنوع التعليمي، وتعزيز القيم الدينية والأخلاقية.

المراجع

“`