التأسيس والتشكيلة الأصلية
في عام 1983، التقى جيمي سومرفيل وستيف فورست ولاري ستاينباك في لندن. كان سومرفيل وستاينباك ناشطين في مجال حقوق المثليين، وشاركوا في فيلم وثائقي بعنوان “Framed Youth: Revenge of the Teenage Perverts” الذي عرض في مهرجان لندن السينمائي عام 1983. قرر الثلاثة تشكيل فرقة موسيقية تعبر عن آرائهم وتجاربهم كمثليين، وتناقش قضايا مجتمع الميم (LGBTQ+) من خلال الموسيقى. وهكذا، ولدت فرقة برونسكي بيت.
تميزت التشكيلة الأصلية بتناغم فريد بين صوت سومرفيل المميز واستخدام السينثسيزر الذي كان شائعًا في موسيقى البوب في الثمانينيات. كانت كلمات أغانيهم جريئة وصريحة، تتناول مواضيع مثل التمييز ضد المثليين، والعنف، والوحدة، والحب. لم يترددوا في التعبير عن آرائهم السياسية والاجتماعية، مما جعلهم صوتًا مهمًا لمجتمع الميم في تلك الفترة.
النجاح والشهرة
حققت برونسكي بيت نجاحًا سريعًا في بريطانيا وأوروبا. في عام 1984، أصدرت الفرقة أول أغنية منفردة لها بعنوان “Smalltown Boy”، والتي حققت نجاحًا كبيرًا وتصدرت قوائم الأغاني في العديد من الدول. تتناول الأغنية قصة شاب مثلي يضطر إلى مغادرة بلدته الصغيرة بسبب التمييز والتحامل. تميزت الأغنية بلحنها المؤثر وكلماتها الصادقة، مما جعلها تلامس قلوب الكثيرين.
بعد النجاح الكبير لأغنية “Smalltown Boy”، أصدرت الفرقة ألبومها الأول بعنوان “The Age of Consent” في عام 1984. حقق الألبوم نجاحًا تجاريًا ونقديًا كبيرًا، واحتوى على العديد من الأغاني الناجحة الأخرى مثل “Why?” و “It Ain’t Necessarily So”. استمرت الفرقة في إثارة الجدل بكلمات أغانيها التي تناولت مواضيع حساسة مثل الإيدز والعلاقات الجنسية المثلية.
شاركت الفرقة أيضًا في العديد من الفعاليات والحفلات الموسيقية، وقامت بجولات عالمية للترويج لأغانيها. أصبحت برونسكي بيت رمزًا لمجتمع الميم، ومصدر إلهام للكثيرين الذين عانوا من التمييز والتحامل.
التغييرات في التشكيلة
في عام 1985، قرر جيمي سومرفيل ترك الفرقة لمتابعة مسيرته الفنية الفردية. كان رحيل سومرفيل ضربة قوية للفرقة، حيث كان صوته وشخصيته جزءًا أساسيًا من هويتها. انضم جون فوستر إلى الفرقة كبديل لسومرفيل، واستمرت الفرقة في إصدار الأغاني والألبومات.
على الرغم من استمرار الفرقة في النشاط الفني، إلا أنها لم تحقق نفس النجاح الذي حققته مع سومرفيل. تغير أسلوب الفرقة الموسيقي، وأصبحت أغانيها أقل سياسية واجتماعية. في عام 1995، ترك جون فوستر الفرقة، وانضم ستيف برين إلى الفرقة كبديل له.
شهدت الفرقة تغييرات أخرى في التشكيلة في السنوات اللاحقة، واستمرت في إصدار الأغاني والألبومات بأشكال مختلفة. توفي لاري ستاينباك في عام 2016، وتوفي ستيف فورست في عام 2024، مما أنهى فعليًا حقبة برونسكي بيت الأصلية.
الأثر والإرث
تركت برونسكي بيت إرثًا فنيًا وثقافيًا مهمًا. ساهمت الفرقة في زيادة الوعي بقضايا مجتمع الميم، وساعدت في تغيير النظرة النمطية للمثليين. ألهمت أغاني الفرقة الكثيرين الذين عانوا من التمييز والتحامل، ومنحتهم صوتًا وأملًا.
تعتبر أغنية “Smalltown Boy” من أشهر أغاني الفرقة وأكثرها تأثيرًا. لا تزال الأغنية تُسمع حتى اليوم، وتذكرنا بأهمية التسامح والقبول.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الفرقة في تطوير موسيقى السينثبوب، وأثرت في العديد من الفنانين الآخرين. لا تزال موسيقى برونسكي بيت تحظى بشعبية كبيرة بين محبي الموسيقى في جميع أنحاء العالم.
الألبومات الرئيسية
- The Age of Consent (1984)
- Truthdare Doubledare (1986)
- Rainbow Nation (1995)
الأغاني الأشهر
- Smalltown Boy
- Why?
- It Ain’t Necessarily So
- Hit That Perfect Beat
- I Love the Nightlife
خاتمة
كانت برونسكي بيت فرقة سينثبوب بريطانية مؤثرة، اشتهرت بموسيقاها التي تتناول قضايا مجتمع الميم والسياسة والمجتمع. حققت الفرقة نجاحًا كبيرًا في الثمانينيات، وتركت إرثًا فنيًا وثقافيًا مهمًا. على الرغم من التغييرات في التشكيلة والوفيات المؤسفة لأعضاء الفرقة الأصليين، لا تزال موسيقى برونسكي بيت تحظى بشعبية كبيرة وتلهم الكثيرين.