نشأتها وتعليمها
ولدت ماري موريس بورنيت في أوبرلين، أوهايو، في 17 سبتمبر 1866، لعائلة بارزة من الأمريكيين الأفارقة الأحرار. كان والداها، كورنيليوس ومارثا بورنيت، من المؤيدين بشدة للتعليم، وغرسا في ماري تقديرًا عميقًا للمعرفة والتعلم. التحقت ماري بمدارس أوبرلين العامة، حيث أظهرت تفوقًا أكاديميًا مبكرًا. في عام 1886، تخرجت من جامعة أوبرلين، وهي واحدة من أوائل الجامعات في الولايات المتحدة التي تقبل الطلاب من جميع الأعراق والجنسيات.
بعد تخرجها من جامعة أوبرلين، حصلت تالبرت على وظيفة تدريس في مدرسة يونغزتاون الثانوية في يونغزتاون، أوهايو، لتصبح بذلك أول امرأة سوداء تشغل هذا المنصب. بعد ذلك، انتقلت إلى ليتل روك، أركنساس، حيث عملت نائبة لمدير مدرسة شارع فاينر. سمح لها عملها في ليتل روك بالتعرف بشكل مباشر على التحديات التي يواجهها الأمريكيون الأفارقة في الجنوب، بما في ذلك التمييز والفصل العنصري ومحدودية الفرص التعليمية.
الزواج والحياة الأسرية
في عام 1891، تزوجت ماري بورنيت من ويليام إتش تالبرت، وهو محاسب ورجل أعمال ناجح من بوفالو، نيويورك. انتقلت إلى بوفالو وأصبحت نشطة في المجتمع المحلي، وسرعان ما انخرطت في مجموعة متنوعة من المنظمات المدنية والنسائية. على الرغم من عدم إنجابها أطفالًا، فقد كرست تالبرت نفسها لتحسين حياة الأطفال والشباب من الأمريكيين الأفارقة.
نشاطها في مجال حقوق المرأة
كانت ماري بورنيت تالبرت من المدافعات المتحمسات عن حق المرأة في التصويت، وآمنت إيمانًا راسخًا بأن النساء يجب أن يتمتعن بحق المشاركة الكاملة في العملية السياسية. كانت نشطة في العديد من منظمات حق المرأة في التصويت، بما في ذلك الاتحاد الوطني الأمريكي لحقوق المرأة (NAWSA). سافرت تالبرت على نطاق واسع في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وألقت خطابات مقنعة حول أهمية حق المرأة في التصويت، وحثت النساء على استخدام أصواتهن لإحداث التغيير الاجتماعي.
بالإضافة إلى عملها في مجال حق المرأة في التصويت، كانت تالبرت أيضًا مدافعة قوية عن حقوق المرأة في التعليم والتوظيف. اعتقدت أن النساء يجب أن يتمتعن بنفس الفرص التي يتمتع بها الرجال للتعليم والتقدم الوظيفي. عملت بلا كلل لكسر الحواجز التي تعيق تقدم المرأة، وشجعت النساء على متابعة أحلامهن وتحقيق كامل إمكاناتهن.
الرابطة الوطنية للنساء الملونات (NACWC)
كانت ماري بورنيت تالبرت شخصية بارزة في الرابطة الوطنية للنساء الملونات (NACWC)، وهي منظمة رائدة مكرسة لتحسين حياة الأمريكيين الأفارقة. انضمت إلى المنظمة في وقت مبكر من حياتها المهنية، وسرعان ما أصبحت قائدة بارزة. شغلت منصب رئيسة الرابطة الوطنية للنساء الملونات من عام 1916 إلى عام 1920، وخلال فترة ولايتها، قادت المنظمة خلال فترة من النمو والتوسع الكبيرين.
تحت قيادة تالبرت، ركزت الرابطة الوطنية للنساء الملونات على مجموعة متنوعة من القضايا، بما في ذلك التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية وحقوق المواطنين. أطلقت المنظمة حملات لمكافحة الإعدام خارج نطاق القانون، وتحسين الظروف التعليمية للأطفال السود، وتوفير الرعاية الصحية للنساء والأسر السوداء. لعبت تالبرت دورًا حاسمًا في تشكيل جدول أعمال الرابطة الوطنية للنساء الملونات وتعبئة مواردها لمعالجة بعض القضايا الأكثر إلحاحًا التي تواجه المجتمع الأسود.
جائزة الحرب
خلال الحرب العالمية الأولى، قادت تالبرت الرابطة الوطنية للنساء الملونات في جهود دعم الجنود الأمريكيين الأفارقة وعائلاتهم. جمعت المنظمة الأموال والإمدادات للجنود في الخارج، وقدمت الدعم للعائلات في الوطن. بعد الحرب، قادت تالبرت حملة لإنشاء نصب تذكاري وطني للجنود الأمريكيين الأفارقة الذين خدموا في الحرب. أصبحت هذه الحملة تعرف باسم “جائزة الحرب”، وجمعت آلاف الدولارات لدعم إنشاء النصب التذكاري.
تجسدت جائزة الحرب في إقامة جناح ماري تالبرت في متحف فريمان التاريخي، والذي كان مخصصًا لعرض إنجازات الأمريكيين الأفارقة في الحرب العالمية الأولى. كان هذا الجناح بمثابة شهادة على تفاني تالبرت في تكريم مساهمات الجنود السود وتعزيز الذاكرة التاريخية لدورهم في الحرب.
العمل الدولي
لم يقتصر نشاط ماري بورنيت تالبرت على الولايات المتحدة. كانت أيضًا ناشطة في الحركة النسائية الدولية، وعملت على تعزيز حقوق المرأة والمساواة في جميع أنحاء العالم. كانت مندوبة إلى المؤتمر الدولي للمرأة العاملة في باريس عام 1920، حيث ألقت خطابًا قويًا حول أهمية الوحدة والتضامن بين النساء من جميع أنحاء العالم.
دعمت تالبرت أيضًا قضايا أخرى ذات أهمية دولية، مثل السلام ونزع السلاح. اعتقدت أن التعاون الدولي هو المفتاح لحل المشاكل العالمية وتحقيق عالم أكثر عدلاً وإنصافًا.
إرثها وتكريمها
توفيت ماري بورنيت تالبرت في 15 أكتوبر 1923، في بوفالو، نيويورك. تركت وراءها إرثًا دائمًا كمدافعة عن حقوق المرأة، ومصلحة إصلاحية، وقائدة مدنية. تم تكريمها بعدة طرق لعملها، بما في ذلك إدخالها في قاعة الشهرة الوطنية للمرأة في عام 2005.
لا تزال ماري بورنيت تالبرت مصدر إلهام للناشطين والقادة في جميع أنحاء العالم. يظل عملها مثالًا قويًا على القوة التحويلية للتعليم والنشاط والقيادة. حياتها بمثابة شهادة على الإمكانات غير المحدودة للأفراد الملتزمين بإحداث تغيير إيجابي في العالم.
خاتمة
كانت ماري بورنيت تالبرت شخصية بارزة في النضال من أجل حقوق المرأة والحقوق المدنية في الولايات المتحدة. من خلال عملها في الرابطة الوطنية للنساء الملونات وحركات حق المرأة في التصويت، لعبت دورًا حاسمًا في تعزيز المساواة والعدالة للأمريكيين الأفارقة والنساء. يظل إرثها مصدر إلهام للأجيال القادمة من الناشطين والقادة.