نشأته وبداياته
ولد عبد السلام المجالي في مدينة الكرك الأردنية في عام 1925. تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في الأردن، ثم التحق بالجامعة السورية في دمشق لدراسة الطب. بعد تخرجه، أكمل دراساته العليا في بريطانيا، حيث تخصص في جراحة الأنف والأذن والحنجرة. هذه الفترة من حياته شكلت الأساس لخبرته الطبية الواسعة، والتي ستخدمه في مسيرته المهنية لاحقاً.
مسيرته المهنية في الطب
بعد عودته إلى الأردن، بدأ المجالي مسيرته المهنية كطبيب متخصص في جراحة الأنف والأذن والحنجرة. افتتح عيادته الخاصة، وسرعان ما اكتسب سمعة طيبة كجراح ماهر. بالإضافة إلى عمله الخاص، شغل مناصب قيادية في القطاع الصحي الأردني. شغل منصب رئيس المجلس الطبي الأردني، وكان له دور كبير في تطوير المعايير الطبية والتعليم الطبي في الأردن. كان له تأثير كبير على جودة الرعاية الصحية في البلاد.
مسيرته السياسية
دخل عبد السلام المجالي معترك السياسة في وقت متأخر نسبياً من حياته. شغل منصب وزير الصحة في عدة حكومات أردنية. في عام 1991، تم تعيينه رئيساً للوزراء للمرة الأولى، في فترة حرجة شهدت فيها الأردن تحولات سياسية واقتصادية كبيرة. استمر في هذا المنصب حتى عام 1993. خلال فترة رئاسته للوزراء، ركز على تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي، والتعامل مع تداعيات حرب الخليج.
عاد إلى منصب رئيس الوزراء مرة أخرى في عام 1997، واستمر في هذا المنصب حتى عام 1998. خلال هذه الفترة، أولى اهتماماً خاصاً بتعزيز العلاقات مع دول الجوار، ودعم عملية السلام في الشرق الأوسط. كان له دور بارز في المفاوضات مع إسرائيل، وعمل على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
إضافة إلى منصب رئيس الوزراء، شغل المجالي العديد من المناصب السياسية الهامة الأخرى. كان عضواً في مجلس الأعيان الأردني لسنوات عديدة، ولعب دوراً فعالاً في صياغة السياسات العامة للدولة. كان صوته مسموعاً في القضايا الوطنية والإقليمية.
إسهاماته في التعليم
لم تقتصر إسهامات عبد السلام المجالي على المجالين الطبي والسياسي فحسب، بل امتدت إلى مجال التعليم. كان له دور بارز في تأسيس الجامعة الأردنية، وشغل منصب رئيسها لعدة سنوات. كما ساهم في تأسيس جامعات أخرى في الأردن، وعمل على تطوير التعليم العالي في البلاد. كان مؤمناً بأهمية التعليم في بناء المجتمعات وتنمية القدرات البشرية.
كان المجالي من الداعمين لإنشاء الجامعات الخاصة في الأردن. وقد رأى أن هذه الجامعات تساهم في توسيع فرص التعليم العالي وتلبية احتياجات سوق العمل المتزايدة. شجع على البحث العلمي والابتكار في الجامعات، وسعى إلى ربط التعليم باحتياجات التنمية الوطنية.
إنجازاته وتكريمه
حصل عبد السلام المجالي على العديد من الأوسمة والجوائز التقديرية تقديراً لإسهاماته في خدمة الوطن والمجتمع. يعتبر من الشخصيات الوطنية المحترمة، وقد نال التقدير من مختلف شرائح المجتمع الأردني. كان مثالاً للوطنية والإخلاص في العمل.
خلال مسيرته المهنية، ترك المجالي بصمة واضحة في مجالات السياسة والصحة والتعليم. ساهم في تطوير البنية التحتية الصحية في الأردن، وعمل على تحسين جودة الرعاية الصحية. كان له دور فعال في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
حياته الشخصية
بالإضافة إلى مسيرته المهنية الحافلة، كان عبد السلام المجالي رجلاً عائلياً. تزوج وأنجب أطفالاً، وكان حريصاً على الحفاظ على الروابط الأسرية. كان يتمتع بشخصية قيادية هادئة ومتزنة، وقدرة على التواصل مع الآخرين.
وفاته
توفي عبد السلام المجالي في 3 يناير 2023، عن عمر يناهز 97 عاماً. رحيله ترك فراغاً كبيراً في الساحة الأردنية.
أبرز المحطات في حياته
- 1925: الولادة في الكرك، الأردن.
- 1950: تخرج من الجامعة السورية في دمشق.
- 1950s-1960s: دراسات عليا في بريطانيا وتخصص في جراحة الأنف والأذن والحنجرة.
- 1970s-1980s: شغل مناصب قيادية في القطاع الصحي الأردني.
- 1991-1993: رئيس وزراء الأردن.
- 1997-1998: رئيس وزراء الأردن.
- شغل منصب: عضو في مجلس الأعيان الأردني.
- 3 يناير 2023: الوفاة.
مواقفه وآراؤه
عرف عبد السلام المجالي بمواقفه المعتدلة والمتوازنة في القضايا السياسية. كان يؤمن بالحوار والتفاوض كوسيلة لحل النزاعات، وسعى إلى تعزيز العلاقات الجيدة مع جميع الدول. دعم القضية الفلسطينية، وعمل على تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
كان المجالي من المؤيدين للإصلاح السياسي والاقتصادي في الأردن. ودعا إلى تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، والحد من الفساد. آمن بأهمية مشاركة المواطنين في صنع القرار.
تأثيره وإرثه
ترك عبد السلام المجالي إرثاً غنياً من الإنجازات والخبرات. يعتبر من الرموز الوطنية التي ساهمت في بناء الأردن الحديث. سيظل اسمه محفوراً في ذاكرة الأردنيين.
يعتبر المجالي نموذجاً للقائد الذي جمع بين الحكمة والخبرة والإخلاص في العمل. ألهم الأجيال القادمة من الشباب الأردني. إسهاماته ستظل محل تقدير وثناء.
خاتمة
عبد السلام المجالي شخصية أردنية بارزة تركت بصمة واضحة في مجالات الطب والسياسة والتعليم. شغل منصب رئيس الوزراء مرتين، وساهم في تطوير الأردن في مختلف المجالات. كان قائداً حكيماً، ودبلوماسياً بارعاً، وطبيباً متميزاً، ومربياً فاضلاً. إرثه سيبقى حياً في ذاكرة الأردنيين، وسيكون مصدر إلهام للأجيال القادمة.