مقدمة
تتناول هذه المقالة قائمة النبلاء في إنجلترا خلال الفترة الزمنية الممتدة من عام 1370 إلى عام 1379. تعتبر هذه الفترة جزءًا من العصور الوسطى، وتشهد تحولات سياسية واجتماعية هامة تؤثر على طبقة النبلاء ومكانتهم في المجتمع. النبلاء في هذه الحقبة لعبوا دورًا محوريًا في الحكم والإدارة والاقتصاد، وكانت لهم امتيازات خاصة ومسؤوليات جسيمة تجاه الملك والمملكة. تهدف هذه القائمة إلى توثيق أسماء النبلاء البارزين في تلك الفترة، ومناصبهم، والأحداث الهامة التي شاركوا فيها، مع التركيز على تأثيرهم في تاريخ إنجلترا.
النبلاء ودورهم في المجتمع الإنجليزي في العصور الوسطى
كان النبلاء في العصور الوسطى يمثلون الطبقة الحاكمة والمسيطرة في المجتمع الإنجليزي. تمتعوا بامتيازات اقتصادية وسياسية واجتماعية كبيرة، وكانوا يمتلكون الأراضي الشاسعة ويحصلون على الإيرادات من الفلاحين الذين يعملون عليها. بالإضافة إلى ذلك، كان للنبلاء دور مهم في إدارة شؤون الدولة، حيث كانوا يشغلون مناصب رفيعة في الحكومة والجيش. كان النبلاء أيضًا مسؤولين عن الحفاظ على الأمن والنظام في مناطق نفوذهم، وكانوا يقودون الجيوش في الحروب والمعارك.
تعتبر العلاقة بين الملك والنبلاء علاقة معقدة ومتغيرة، حيث كان الملك يعتمد على دعم النبلاء في حكم البلاد، وفي المقابل كان النبلاء يسعون للحفاظ على امتيازاتهم ونفوذهم. في بعض الأحيان، كانت هذه العلاقة تشهد توترات وصراعات، خاصة عندما كان الملك يحاول تقويض سلطة النبلاء أو فرض ضرائب باهظة عليهم. ومع ذلك، كان النبلاء والملك يشتركون في مصلحة الحفاظ على استقرار المملكة والدفاع عنها ضد الأعداء الخارجيين.
دوق كورنوال (1337)
يعتبر لقب دوق كورنوال من الألقاب النبيلة الهامة في إنجلترا، وقد تم إنشاؤه في عام 1337 من قبل الملك إدوارد الثالث لابنه إدوارد، الأمير الأسود. يتمتع دوق كورنوال بامتيازات وحقوق خاصة، بما في ذلك الحق في الحصول على إيرادات من أراضي دوقية كورنوال. وقد شغل هذا المنصب شخصيات بارزة في التاريخ الإنجليزي، وكان لهم دور كبير في الأحداث السياسية والعسكرية.
إدوارد، الأمير الأسود: وُلد إدوارد، المعروف بالأمير الأسود، في عام 1330، وهو الابن الأكبر للملك إدوارد الثالث وفيليبا من هينو. اكتسب شهرة واسعة كقائد عسكري متميز، خاصة خلال حرب المائة عام. قاد القوات الإنجليزية في العديد من المعارك الحاسمة، بما في ذلك معركة كريسي في عام 1346 ومعركة بواتييه في عام 1356. عُرف بشجاعته ومهاراته القيادية، وكان يحظى بتقدير كبير من قبل جنوده وأعدائه على حد سواء. توفي في عام 1376 قبل والده، مما أدى إلى انتقال العرش إلى حفيده ريتشارد الثاني.
- توليه المنصب: تولى إدوارد، الأمير الأسود، منصب دوق كورنوال في عام 1337، وهو العام الذي تم فيه إنشاء هذا اللقب.
- فترة حكمه: استمرت فترة حكمه حتى وفاته في عام 1376.
- أهم الأحداث في عهده: شارك في العديد من المعارك الهامة خلال حرب المائة عام، وكان له دور كبير في تحقيق الانتصارات الإنجليزية.
الخلافة على منصب دوق كورنوال
بعد وفاة إدوارد، الأمير الأسود، في عام 1376، ظل منصب دوق كورنوال شاغرًا حتى عام 1399. خلال هذه الفترة، لم يتم تعيين أي شخص في هذا المنصب، مما يعكس التحديات السياسية التي واجهت المملكة في ذلك الوقت. في عام 1399، تم تعيين هنري الرابع دوقًا لكورنوال بعد توليه العرش.
- الفترة الانتقالية: بعد وفاة إدوارد، الأمير الأسود، شهدت الدوقية فترة انتقالية لم يتم خلالها تعيين دوق جديد.
- التحديات السياسية: واجهت المملكة تحديات سياسية كبيرة خلال هذه الفترة، مما أثر على عملية تعيين دوق جديد.
- هنري الرابع: في عام 1399، تم تعيين هنري الرابع دوقًا لكورنوال بعد توليه العرش.
تأثير النبلاء على الأحداث السياسية في الفترة 1370-1379
لعب النبلاء دورًا حاسمًا في تشكيل الأحداث السياسية خلال الفترة من 1370 إلى 1379. كانت لديهم القدرة على التأثير في قرارات الملك وسياسات الحكومة، وغالبًا ما كانوا يشاركون في المفاوضات والمعاهدات مع الدول الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، كان النبلاء يمتلكون قوة عسكرية كبيرة، وكانوا قادرين على حشد الجيوش والقتال في الحروب. لذلك، كان الملك بحاجة إلى الحصول على دعم النبلاء للحفاظ على استقرار المملكة والدفاع عنها ضد الأعداء.
ومع ذلك، لم يكن النبلاء دائمًا متفقين مع الملك، وفي بعض الأحيان كانوا يشكلون تهديدًا لسلطته. كان النبلاء يسعون للحفاظ على امتيازاتهم ونفوذهم، وكانوا يعارضون أي محاولة من قبل الملك لتقويض سلطتهم. في بعض الحالات، كان النبلاء يتآمرون ضد الملك ويسعون للإطاحة به، مما يؤدي إلى صراعات داخلية وحروب أهلية.
الأحداث البارزة في تلك الفترة
شهدت الفترة من 1370 إلى 1379 العديد من الأحداث البارزة التي أثرت على تاريخ إنجلترا. من بين هذه الأحداث:
- حرب المائة عام: استمرت حرب المائة عام بين إنجلترا وفرنسا خلال هذه الفترة، وشهدت العديد من المعارك والتحولات في ميزان القوى.
- وفاة إدوارد، الأمير الأسود: توفي إدوارد، الأمير الأسود، في عام 1376، مما أدى إلى تغييرات في ترتيب ولاية العرش.
- صعود ريتشارد الثاني: خلف ريتشارد الثاني جده إدوارد الثالث في عام 1377، وكان لا يزال قاصرًا، مما أدى إلى فترة من عدم الاستقرار السياسي.
- تمرد الفلاحين: في عام 1381، اندلع تمرد الفلاحين بقيادة وات تايلر، وهو تمرد شعبي ضد الضرائب الباهظة والظلم الاجتماعي.
التحولات الاجتماعية والاقتصادية
شهدت الفترة من 1370 إلى 1379 تحولات اجتماعية واقتصادية هامة في إنجلترا. أثرت هذه التحولات على حياة الناس العاديين وعلى طبقة النبلاء على حد سواء. من بين هذه التحولات:
- انتشار الطاعون: أدى الطاعون الدملي، الذي انتشر في منتصف القرن الرابع عشر، إلى انخفاض كبير في عدد السكان، مما أثر على الاقتصاد والمجتمع.
- تغيرات في نظام الإقطاع: بدأ نظام الإقطاع في التراجع، حيث بدأ الفلاحون في الحصول على المزيد من الحقوق والاستقلالية.
- نمو المدن: شهدت المدن نموًا سريعًا، وأصبحت مراكز تجارية وثقافية هامة.
- تطور التجارة: تطورت التجارة الداخلية والخارجية، مما أدى إلى زيادة الثروة والازدهار.
خاتمة
تعتبر الفترة من 1370 إلى 1379 فترة هامة في تاريخ النبلاء في إنجلترا. شهدت هذه الفترة تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية كبيرة أثرت على دور النبلاء ومكانتهم في المجتمع. من خلال دراسة قائمة النبلاء في هذه الفترة، يمكننا الحصول على فهم أفضل لتاريخ إنجلترا في العصور الوسطى.