التصميم والبناء
تم تصميم سوما كجزء من برنامج التسلح البحري الياباني المتزايد في أعقاب استعادة ميجي. كان الهدف هو بناء قوة بحرية قادرة على مواجهة القوى الغربية. تميز تصميم سوما بالعديد من الميزات النموذجية للطرادات المحمية في تلك الفترة. تميزت بتصميم هيكل فولاذي، وحماية عن طريق دروع منحنية على سطح السفينة لتغطية الأجزاء الحيوية، بالإضافة إلى توزيع الأسلحة المتوازن.
تم وضع عارضة سوما في ترسانة يوكوسوكا البحرية في 2 أغسطس 1894، وتم إطلاقها في 5 مارس 1895، واكتمل بناؤها ودخلت الخدمة في 17 أكتوبر 1896. بلغ طولها الإجمالي 91.4 مترًا، وعرضها 13.2 مترًا، وغاطسها 4.8 مترًا. بلغت إزاحتها القياسية 4760 طنًا متريًا. تم تجهيزها بمحركات بخارية ذات مكبس ثلاثي التمدد، والتي تقود عموديّن، مما يمنحها سرعة قصوى تبلغ 19 عقدة (35 كم/ساعة). كان طاقمها يتكون من حوالي 350 ضابطًا وبحارًا.
التسليح والحماية
كان تسليح سوما يتكون من مزيج من المدافع والأسلحة الخفيفة، مما يعكس فلسفة التصميم السائدة في ذلك الوقت. كان سلاحها الرئيسي يتكون من مدفعين من عيار 152 ملم (6 بوصات)، مثبتين في أماكن منفصلة على جانبي السفينة. بالإضافة إلى ذلك، كان لديها ستة مدافع من عيار 120 ملم (4.7 بوصة)، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من المدافع الأصغر حجمًا والمدافع الرشاشة. كما تم تجهيزها بأنابيب طوربيد.
من حيث الحماية، اعتمدت سوما على درع سطح السفينة المنحني لحماية الأجزاء الحيوية من السفينة، مثل المحركات ومرجلاتها. يبلغ سمك الدروع حوالي 50 ملم (2 بوصة) في المناطق الأكثر حيوية. بالإضافة إلى ذلك، تم تصميم السفينة مع تقسيمات داخلية لتقليل خطر الفيضانات في حالة تعرضها لضربة.
الخدمة في الحرب الروسية اليابانية
شهدت سوما مشاركة واسعة في الحرب الروسية اليابانية (1904-1905)، حيث خدمت في العديد من العمليات البحرية. شاركت في حصار بورت آرثر، وشاركت في القتال في معركة البحر الأصفر، حيث ساعدت في إلحاق الهزيمة بالأسطول الروسي. شاركت سوما أيضًا في معركة تسوشيما الحاسمة، التي كانت بمثابة نقطة تحول في الحرب، حيث دمرت فيها البحرية اليابانية الأسطول الروسي البلطيقي.
خلال الحرب، قامت سوما بمهام مختلفة، بما في ذلك الاستطلاع والحراسة والمرافقة ودعم القوات البرية. أظهرت السفينة متانتها وقدرتها على البقاء على قيد الحياة في ظل ظروف القتال الصعبة. على الرغم من تعرضها لبعض الأضرار خلال الحرب، إلا أنها نجت من المعارك الكبرى.
الحرب العالمية الأولى والخدمة اللاحقة
بعد الحرب الروسية اليابانية، خضعت سوما لبعض التعديلات والترقيات. مع اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914، تمت إعادة تكليفها بالخدمة. شاركت في مهام مختلفة في المحيط الهادئ، بما في ذلك مرافقة القوافل والقيام بدوريات. كما شاركت في عمليات الاستيلاء على المستعمرات الألمانية في منطقة المحيط الهادئ.
بحلول نهاية الحرب العالمية الأولى، أصبحت سوما قديمة نسبياً مقارنة بالسفن الأكثر حداثة. في عام 1921، تم تحويلها إلى سفينة تدريب، حيث خدمت في تدريب البحارة الشباب. في عام 1928، تم نزع سلاحها وتم بيعها كخردة في عام 1930، منهية بذلك خدمتها الطويلة والمثيرة.
التقييم والتأثير
تُعتبر سوما سفينة مهمة في تاريخ البحرية اليابانية. ساعدت مشاركتها في الحرب الروسية اليابانية والحرب العالمية الأولى في ترسيخ مكانة اليابان كقوة بحرية إقليمية. أظهر تصميمها وبناؤها التقدم التكنولوجي الذي حققته اليابان في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
كانت سوما بمثابة منصة للعديد من الميزات والتقنيات التي أصبحت قياسية في السفن البحرية اليابانية اللاحقة. ساهمت تجاربها في تصميمها وتشغيلها في تطوير العقيدة والتكتيكات البحرية اليابانية. على الرغم من أن سوما لم تعد موجودة، إلا أن إرثها لا يزال حيًا كرمز لتاريخ البحرية اليابانية وتوسعها في القوة البحرية.
التفاصيل التقنية
- النوع: طراد محمي
- الإزاحة: 4,760 طن
- الطول: 91.4 متر
- العرض: 13.2 متر
- الغاطس: 4.8 متر
- الدفع: محركات بخارية ذات مكبس ثلاثي التمدد، 2 عمود
- السرعة: 19 عقدة (35 كم/ساعة)
- الطاقم: 350
- التسليح: 2 × 152 ملم، 6 × 120 ملم، مدافع أصغر، أنابيب طوربيد
الأحداث الرئيسية في خدمة سوما
- 1895: الإطلاق
- 1896: الدخول في الخدمة
- 1904-1905: المشاركة في الحرب الروسية اليابانية
- 1914-1918: المشاركة في الحرب العالمية الأولى
- 1921: تحويل إلى سفينة تدريب
- 1928: نزع السلاح
- 1930: بيع كخردة
مقارنة مع طرادات أخرى
عند مقارنة سوما بالطرادات الأخرى في تلك الفترة، نجد أنها كانت نموذجية للتصميمات المحمية في ذلك الوقت. على سبيل المثال، كانت مقارنة جيدة مع طرادات مثل “أكي” و “تاكاشيهو” اليابانية، التي تشترك معها في العديد من أوجه التشابه في التصميم والتسليح. ومع ذلك، كانت هناك اختلافات طفيفة في حجمها، وسرعتها، ونوع التسلح. كان الهدف من كل هذه الطرادات هو توفير مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك الاستطلاع، وحماية التجارة، ودعم الأساطيل الرئيسية في القتال.
عند مقارنتها بالطرادات الأجنبية، نجد أن سوما كانت متوافقة في أدائها مع الطرادات البريطانية والفرنسية والألمانية في تلك الفترة، على الرغم من أن اليابان كانت لا تزال في مرحلة تعلم وتطوير لقدراتها الهندسية والبحرية. مع ذلك، فإن قدرة سوما على المشاركة بفعالية في الحرب الروسية اليابانية أظهرت قدرتها على المنافسة في الساحة الدولية.
تأثير سوما على تطوير البحرية اليابانية
لعبت سوما دورًا مهمًا في تطوير البحرية اليابانية. ساعدت تجاربها في تصميمها وبنائها وتشغيلها في بناء المعرفة والخبرة التي استخدمت في تطوير سفن أكثر تقدمًا في المستقبل. كانت سوما بمثابة منصة لاختبار تقنيات جديدة وتكتيكات بحرية، مما ساعد على تحسين أداء البحرية اليابانية في العمليات المستقبلية.
بالإضافة إلى ذلك، ساعدت مشاركة سوما في الحرب الروسية اليابانية في تعزيز مكانة اليابان كقوة بحرية إقليمية. أظهرت انتصاراتها في المعارك البحرية، مثل معركة تسوشيما، قدرة اليابان على هزيمة قوة أوروبية، مما ساهم في تعزيز الثقة بالنفس الوطنية. وبالتالي، كان لسوما تأثير كبير على بناء الثقافة العسكرية اليابانية والتوسع في القوة البحرية.
التحديات التي واجهتها سوما
على الرغم من نجاحها، واجهت سوما بعض التحديات خلال فترة خدمتها. كانت السفينة، مثل السفن الأخرى في تلك الفترة، عرضة للتلف بسبب الظروف الجوية القاسية، والألغام البحرية، والنيران المعادية. كما كان عليها أن تتكيف مع التغيرات التكنولوجية والتكتيكية المتسارعة التي شهدتها الحرب البحرية في أوائل القرن العشرين.
بالإضافة إلى ذلك، كان على الطاقم أن يعمل في بيئة صعبة، مع قلة المساحة، والرطوبة، والضوضاء. على الرغم من هذه التحديات، تمكن طاقم سوما من الحفاظ على السفينة في حالة جيدة والوفاء بمسؤولياتها بكفاءة.
خاتمة
كانت السفينة سوما طرادًا محميًا مهمًا في البحرية الإمبراطورية اليابانية، حيث لعبت دورًا حيويًا في تاريخ اليابان البحري. من خلال مشاركتها في الحرب الروسية اليابانية والحرب العالمية الأولى، ساهمت في ترسيخ مكانة اليابان كقوة بحرية رئيسية. أظهر تصميمها وبناؤها التقدم التكنولوجي لليابان، وكانت بمثابة منصة لتعزيز الخبرات البحرية اليابانية. على الرغم من تقاعدها في النهاية، إلا أن إرثها لا يزال حيًا كرمز لتاريخ البحرية اليابانية وتوسعها في القوة البحرية.
المراجع
- Japanese cruiser Suma – Wikipedia
- Japanese Cruisers – NavWeaps
- Suma – GlobalSecurity.org
- Suma – World War 1 at Sea
“`