<![CDATA[
مقدمة
جوشوا ريفكين (بالإنجليزية: Joshua Rifkin) (ولد في 22 أبريل 1944) هو قائد أوركسترا وعازف بيانو وعالم موسيقى أمريكي. يشغل حاليًا منصب أستاذ الموسيقى في جامعة بوسطن.
حياته المبكرة وتعليمه
ولد ريفكين في مدينة نيويورك. أظهر اهتمامًا بالموسيقى في سن مبكرة، وبدأ دراسة البيانو في سن الخامسة. التحق بمدرسة ستايفسانت الثانوية المرموقة، حيث واصل صقل مهاراته الموسيقية. بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، التحق بجامعة نيويورك، حيث درس الموسيقى وحصل على درجة البكالوريوس في عام 1964. ثم واصل دراسته في جامعة جوتة في فرانكفورت، ألمانيا، حيث تخصص في علم الموسيقى وحصل على الدكتوراه في عام 1975.
مسيرته المهنية
بدأ ريفكين مسيرته المهنية كعازف بيانو وقائد أوركسترا. سرعان ما اكتسب سمعة طيبة لأدائه المتميز للموسيقى الباروكية، وخاصة أعمال يوهان سباستيان باخ. أسس فرقة “Bach Ensemble” في عام 1978، والتي سرعان ما أصبحت واحدة من أبرز الفرق المتخصصة في أداء موسيقى باخ في العالم. قام ريفكين وفرقة “Bach Ensemble” بتسجيل العديد من الألبومات التي نالت استحسان النقاد، وقاموا بجولات في جميع أنحاء العالم.
بالإضافة إلى عمله كقائد أوركسترا وعازف بيانو، يعتبر ريفكين أيضًا عالم موسيقى مرموقًا. نشر العديد من المقالات والكتب حول موسيقى باخ وغيره من الملحنين الباروكيين. يُعرف بشكل خاص بنظريته المثيرة للجدل بأن العديد من كانتات باخ كانت في الأصل مكتوبة لصوت واحد فقط لكل جزء، وليس لجوقة كاملة. أثارت هذه النظرية نقاشًا حادًا بين علماء الموسيقى، ولكنها أدت أيضًا إلى إعادة تقييم أداء موسيقى باخ.
يشغل ريفكين حاليًا منصب أستاذ الموسيقى في جامعة بوسطن، حيث يقوم بتدريس تاريخ الموسيقى ونظرية الموسيقى. وقد قام بتدريس العديد من الطلاب الذين أصبحوا موسيقيين وعلماء موسيقى ناجحين.
نظرية الصوت الواحد
تعتبر نظرية الصوت الواحد (بالإنجليزية: One-Voice-Per-Part theory) لجوشوا ريفكين من أبرز وأكثر النظريات إثارة للجدل في مجال دراسات باخ. تقوم هذه النظرية على الادعاء بأن يوهان سباستيان باخ، في كثير من أعماله الصوتية، خاصة الكانتات، كان يقصد أن يؤدي كل جزء صوتي بصوت واحد فقط، أي مغنٍ واحد لكل خط لحني، بدلاً من استخدام جوقة كاملة لكل جزء.
الأدلة التي يستند إليها ريفكين:
- الوثائق التاريخية: يعتمد ريفكين على دراسة دقيقة للوثائق التاريخية المتعلقة بأداء موسيقى باخ في عصره. يشير إلى أن الفرق الموسيقية في ذلك الوقت كانت غالبًا ما تكون صغيرة نسبيًا، وأن عدد المغنين المتاحين لأداء الكانتات كان محدودًا.
- التحليل الموسيقي: يرى ريفكين أن النسيج الموسيقي في العديد من كانتات باخ يتسم بالتعقيد والدقة، وأن استخدام جوقة كاملة قد يؤدي إلى طمس التفاصيل اللحنية والتعبيرية الدقيقة. يعتقد أن صوتًا واحدًا لكل جزء يسمح بتحقيق وضوح أكبر في النسيج الموسيقي.
- اعتبارات عملية: يشير ريفكين إلى أن أداء الكانتات بصوت واحد لكل جزء يتيح تحقيق توازن أفضل بين الأصوات والآلات، ويسمح للمغنين بالتعبير عن النص بشكل أكثر فعالية.
الجدل والانتقادات:
أثارت نظرية ريفكين جدلاً واسعًا بين علماء الموسيقى وعشاق باخ. يرى البعض أن هذه النظرية مدعومة بأدلة قوية وتستحق الدراسة الجادة، بينما يرفضها آخرون باعتبارها غير تاريخية وغير عملية. من بين الانتقادات الموجهة إلى هذه النظرية:
- غياب الأدلة القاطعة: يجادل البعض بأنه لا يوجد دليل قاطع يثبت أن باخ كان يقصد دائمًا أداء كانتاته بصوت واحد لكل جزء.
- الصعوبات العملية: يرى البعض أن أداء الكانتات بصوت واحد لكل جزء قد يكون صعبًا من الناحية العملية، خاصة في الكانتات التي تتطلب مهارات صوتية عالية.
- التأثير على التعبير: يخشى البعض من أن استخدام صوت واحد لكل جزء قد يقلل من قوة التعبير في موسيقى باخ.
التأثير والإرث:
على الرغم من الجدل الذي أثارته، كان لنظرية ريفكين تأثير كبير على أداء موسيقى باخ. فقد دفعت العديد من الفرق الموسيقية إلى تجربة أداء الكانتات بصوت واحد لكل جزء، وإلى إعادة تقييم ممارسات الأداء التاريخية. بغض النظر عن مدى صحة هذه النظرية، فقد ساهمت في إثراء فهمنا لموسيقى باخ وتشجيعنا على الاستماع إليها بمنظور جديد.
أعماله
أبرز التسجيلات:
- J.S. Bach: Mass in B Minor (Nonesuch, 1982)
- J.S. Bach: Christmas Oratorio (Decca L’Oiseau-Lyre, 1987)
- J.S. Bach: Secular Cantatas BWV 201 & 205 (Decca L’Oiseau-Lyre, 1989)
- Scott Joplin: Piano Rags (Nonesuch, 1972)
أبرز المؤلفات:
- Bach: The Mass in B Minor (Cambridge Music Handbooks, 1991)
الجوائز والتكريمات
حصل جوشوا ريفكين على العديد من الجوائز والتكريمات طوال حياته المهنية، بما في ذلك:
- جائزة جرامي لأفضل أداء موسيقى حجرة عن تسجيله لـ “Scott Joplin: Piano Rags” (1974)
- زمالة مؤسسة جون سيمون جوجنهايم (1976)
- جائزة ديسون للموسيقى (1990)
تأثيره على الموسيقى
كان لجوشوا ريفكين تأثير كبير على عالم الموسيقى، سواء كقائد أوركسترا أو عازف بيانو أو عالم موسيقى. لقد ساهم في إعادة تقييم أداء موسيقى باخ، وشجع على البحث في ممارسات الأداء التاريخية. كما قام بتدريس العديد من الطلاب الذين أصبحوا موسيقيين وعلماء موسيقى ناجحين. يعتبر ريفكين شخصية بارزة في مجال الموسيقى الباروكية، وما زال يلهم الموسيقيين والعلماء في جميع أنحاء العالم.
حياته الشخصية
يعيش جوشوا ريفكين في بوسطن، ماساتشوستس، مع زوجته، إليزابيث ماكليلان. لديهما طفلان.
خاتمة
جوشوا ريفكين شخصية بارزة في عالم الموسيقى الكلاسيكية، فهو قائد أوركسترا وعازف بيانو وعالم موسيقى مرموق. تشتهر إسهاماته في فهم موسيقى باخ وأدائها، بالإضافة إلى دوره التعليمي في جامعة بوسطن. من خلال أعماله الموسيقية وكتاباته الأكاديمية، ترك ريفكين بصمة لا تُمحى على عالم الموسيقى.