نشأته وبداياته
ولد رالف كوهن في 9 ديسمبر 1927 في مدينة ليباو، لاتفيا (التي أصبحت الآن ليبايا، لاتفيا). هرب من ألمانيا النازية مع عائلته إلى بريطانيا في عام 1939. درس الكيمياء في جامعة أكسفورد، وحصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء العضوية. بعد ذلك، تحول إلى دراسة علم الأدوية، وحصل على درجة الدكتوراه في علم الأدوية من جامعة لندن.
مسيرته المهنية وأبحاثه
بدأ كوهن مسيرته المهنية في مجال البحث العلمي في شركة “Glaxo”، حيث عمل على تطوير الأدوية. ثم انتقل إلى جامعة كامبريدج، حيث ترأس قسم علم الأدوية. كان تركيزه الأساسي على فهم الآليات الجزيئية للأمراض وتطوير علاجات جديدة. كان رائداً في أبحاثه حول مضادات الاكتئاب، وأدوية القلب والأوعية الدموية، ومضادات الفيروسات.
ساهم كوهن بشكل كبير في تطوير العديد من الأدوية التي لا تزال تستخدم على نطاق واسع حتى اليوم. كان له دور أساسي في تطوير عقار “فيلوديبين”، وهو دواء يستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، ساهم في تطوير عقار “تريميبرامين”، وهو مضاد للاكتئاب ثلاثي الحلقات.
عمل كوهن أيضًا في القطاع الصناعي، حيث أسس شركة “Oxford Pharmagenesis”. ركزت هذه الشركة على تطوير أدوية جديدة، وخاصة في مجال علاج السرطان. كان له دور كبير في تعزيز التعاون بين الأوساط الأكاديمية والصناعة، مما ساهم في تسريع عملية اكتشاف وتطوير الأدوية.
مساهماته في العلوم والتعليم
بالإضافة إلى أبحاثه، كان كوهن ملتزمًا بالتعليم ونشر المعرفة العلمية. شغل مناصب أكاديمية مرموقة في جامعات بريطانية رائدة. عمل كأستاذ زائر في العديد من الجامعات حول العالم. كان يشجع على التفكير النقدي والابتكار في مجال العلوم. قام بتدريب العديد من العلماء الشباب، الذين أصبحوا قادة في مجالاتهم.
كان كوهن أيضًا ناشطًا في دعم العلوم والمجتمع. أسس العديد من المؤسسات الخيرية لدعم البحث العلمي والتعليم. كان مؤمنًا بأهمية العلم في تحسين حياة الناس. عمل على نشر الوعي بأهمية العلوم، وشجع الشباب على الانخراط في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
كان كوهن عضوًا في العديد من الجمعيات العلمية المرموقة. انتُخب زميلًا في الجمعية الملكية (FRS) وزميلًا في الأكاديمية الطبية لعلوم الصحة (FMedSci). حصل على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته المهنية، تقديرًا لمساهماته في مجال العلوم والطب.
تكريمه وجوائزه
حصل السير رالف كوهن على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لإسهاماته في مجال العلوم والطب. في عام 1990، حصل على وسام الإمبراطورية البريطانية (OBE) تقديرًا لخدماته في مجال العلوم. في عام 2003، حصل على لقب فارس (Knight Bachelor)، وهو أعلى وسام في المملكة المتحدة. كما حصل على زمالة الجمعية الملكية (FRS) وزمالة الأكاديمية الطبية لعلوم الصحة (FMedSci).
كانت جوائزه وتكريماته بمثابة اعتراف بالإنجازات البارزة في مجال العلوم الطبية. شملت جوائز من جمعيات علمية مرموقة، بالإضافة إلى تكريمات من الجامعات والمؤسسات. حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات، تقديرًا لمساهماته في التعليم والبحث العلمي.
إرثه
ترك السير رالف كوهن إرثًا دائمًا في مجالات العلوم والطب. ساهمت أبحاثه في تطوير أدوية جديدة لعلاج العديد من الأمراض. ألهم العديد من العلماء الشباب لمتابعة مسيرة مهنية في مجال العلوم. أسس العديد من المؤسسات الخيرية لدعم البحث العلمي والتعليم. يعتبر مثالًا يحتذى به للعالم الذي جمع بين التميز العلمي والالتزام المجتمعي.
يستمر إرثه في التأثير على مجال العلوم الطبية. يعمل الباحثون والعلماء على الاستفادة من أبحاثه وتطويرها، من أجل تحسين صحة الإنسان. تواصل المؤسسات التي أسسها دعم البحث العلمي والتعليم. تعتبر مساهماته بمثابة تذكير بأهمية العلم والابتكار في تحسين حياة الناس.
أبرز إنجازاته
- تطوير أدوية لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية: ساهم في تطوير عقار “فيلوديبين” لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
- تطوير أدوية لعلاج الاكتئاب: ساهم في تطوير عقار “تريميبرامين” لعلاج الاكتئاب.
- تأسيس شركة “Oxford Pharmagenesis”: ركزت الشركة على تطوير أدوية جديدة، وخاصة في مجال علاج السرطان.
- المساهمة في التعليم والبحث العلمي: شغل مناصب أكاديمية مرموقة، ودرب العديد من العلماء الشباب.
- دعم المؤسسات الخيرية: أسس العديد من المؤسسات الخيرية لدعم البحث العلمي والتعليم.
تأثيره على العلوم
كان للسير رالف كوهن تأثير كبير على العلوم. أحدثت أبحاثه ثورة في فهمنا للأمراض وتطوير العلاجات. أدت أبحاثه إلى تقدم كبير في مجالات علم الأدوية والطب. كان له دور فعال في تعزيز التعاون بين الأوساط الأكاديمية والصناعة. ساهم في تطوير العديد من الأدوية التي لا تزال تستخدم على نطاق واسع حتى اليوم. كان له دور كبير في تدريب الأجيال القادمة من العلماء. كان ملهمًا للعديد من العلماء حول العالم.
حياته الشخصية
كان السير رالف كوهن متزوجًا من السيدة فيفيان كوهن. كان له ولدان، أندرو ودانيال. كان يتمتع بحياة شخصية ثرية. كان يحب الفن والموسيقى، وكان لديه اهتمامات واسعة. كان يتمتع بشخصية جذابة ومرحة. كان يحظى باحترام وتقدير كبيرين من قبل زملائه وأصدقائه.
وفاته
توفي السير رالف كوهن في 11 نوفمبر 2016، عن عمر يناهز 88 عامًا. كانت وفاته خسارة كبيرة لمجتمع العلوم والطب. ترك إرثًا دائمًا من الإنجازات العلمية والالتزام المجتمعي. يستمر عمله في إلهام العلماء والأطباء حول العالم. سيظل اسمه محفورًا في سجلات التاريخ كواحد من أعظم العلماء في عصره.
خاتمة
كان السير رالف كوهن عالمًا متميزًا، ساهمت أبحاثه في تقدم العلوم الطبية بشكل كبير. ترك إرثًا دائمًا من خلال مساهماته في تطوير الأدوية، والتعليم، والقيادة في المؤسسات العلمية. يعتبر مثالًا يحتذى به للعلماء الذين كرسوا حياتهم لخدمة الإنسانية. سيظل اسمه مرتبطًا بالإنجازات العلمية البارزة والتفاني في خدمة المجتمع. لقد أثرى معرفتنا الطبية، وشجع البحث العلمي، وترك بصمة لا تمحى على العالم.
المراجع
- The Royal Society – Ralph Kohn
- The Guardian – Sir Ralph Kohn obituary
- Wikipedia – Ralph Kohn
- Oxford Sparks – Sir Ralph Kohn
“`