مقدمة
فوج المشاة الخمسون (فوج الملكة الخاص) كان فوج مشاة في الجيش البريطاني، تم تشكيله في عام 1755. كان للفوج تاريخ طويل ومميز، وخدم في العديد من الحملات والمعارك الكبرى حول العالم. تم حل الفوج في عام 1881 كجزء من إصلاحات تشيلدرز، وتم دمجه مع فوج ويست كينت ليشكلا فوج الملكة الخاص (ويست كينت).
التأسيس والتاريخ المبكر
تم تشكيل فوج المشاة الخمسون في 25 ديسمبر 1755، بأمر من الملك جورج الثاني، وذلك استجابة للحاجة المتزايدة للقوات في أمريكا الشمالية خلال حرب السنوات السبع. تم تشكيله في الأصل باسم فوج شرلي، نسبة إلى قائده الأول، الحاكم ويليام شرلي من ماساتشوستس. ومع ذلك، سرعان ما تم تغيير اسمه إلى فوج المشاة الخمسون.
كانت أول مهمة للفوج في أمريكا الشمالية، حيث شارك في عدة حملات ضد الفرنسيين وحلفائهم من السكان الأصليين. شارك الفوج في معارك مهمة مثل معركة فورت أوسويغو (1756) ومعركة كاريلون (1758). على الرغم من أن هذه المعارك لم تكن انتصارات بريطانية، إلا أنها وفرت للفوج خبرة قتالية قيمة.
في عام 1763، بعد نهاية حرب السنوات السبع، عاد الفوج إلى بريطانيا. ومع ذلك، لم يدم بقاؤهم في الوطن طويلاً. في عام 1765، تم إرسالهم مرة أخرى إلى أمريكا الشمالية، هذه المرة لفرض السيطرة البريطانية على المستعمرات الأمريكية التي كانت تزداد تمردًا.
الحرب الثورية الأمريكية
لعب الفوج دورًا بارزًا في الحرب الثورية الأمريكية (1775-1783). شارك في العديد من المعارك الكبرى، بما في ذلك معركة بنكر هيل (1775)، ومعركة لونغ آيلاند (1776)، ومعركة برانديواين (1777). غالبًا ما قاتل الفوج بشجاعة واحتراف، لكنه عانى أيضًا من خسائر فادحة.
في معركة بنكر هيل، على سبيل المثال، كان الفوج من بين القوات البريطانية التي شنت هجومًا مباشرًا على التحصينات الأمريكية. على الرغم من أن البريطانيين تمكنوا في النهاية من الاستيلاء على التل، إلا أنهم تكبدوا خسائر فادحة، بما في ذلك العديد من الضحايا من فوج المشاة الخمسون.
خلال الحرب الثورية، اكتسب الفوج سمعة طيبة بفضل انضباطه ومهاراته القتالية. كان يُنظر إليهم على أنهم من بين أفضل الأفواج في الجيش البريطاني. ومع ذلك، فإن الحرب أثرت سلبًا على معنويات الفوج، وشعر العديد من الجنود بالإحباط بسبب طول أمد الصراع وعدم شعبيتهم في المستعمرات.
فترة ما بعد الثورة الفرنسية والحروب النابليونية
بعد الحرب الثورية الأمريكية، عاد الفوج إلى بريطانيا وقضى عدة سنوات في مهام الحراسة. في عام 1799، تم إرسال الفوج إلى هولندا كجزء من قوة استكشافية بريطانية تهدف إلى دعم الهولنديين في مواجهة الغزو الفرنسي. شارك الفوج في عدة معارك، لكن الحملة انتهت بالفشل وعاد الفوج إلى بريطانيا في وقت لاحق من ذلك العام.
مع تصاعد التوترات بين بريطانيا وفرنسا في أوائل القرن التاسع عشر، تم تجهيز الفوج للمشاركة في الحروب النابليونية. في عام 1807، شارك الفوج في حملة كوبنهاغن، والتي شهدت قيام الأسطول البريطاني بقصف كوبنهاغن والاستيلاء على الأسطول الدنماركي لمنعه من الوقوع في الأيدي الفرنسية.
في عام 1808، تم إرسال الفوج إلى شبه الجزيرة الأيبيرية للمشاركة في حرب الاستقلال الإسبانية. قاتل الفوج بشجاعة في معارك مثل معركة فيميرو (1808) ومعركة كورونا (1809). في كورونا، تكبد الفوج خسائر فادحة أثناء تغطية انسحاب الجيش البريطاني إلى البحر.
واصل الفوج الخدمة في شبه الجزيرة الأيبيرية حتى عام 1814، وشارك في العديد من المعارك والحصارات الأخرى. اكتسب الفوج سمعة طيبة بفضل صموده ومهاراته القتالية. بعد نهاية حرب الاستقلال الإسبانية، عاد الفوج إلى بريطانيا.
الخدمة اللاحقة والاندماج
بعد الحروب النابليونية، خدم الفوج في العديد من المهام حول العالم، بما في ذلك في أيرلندا والهند وأستراليا. خلال هذه الفترة، شارك الفوج في قمع الاضطرابات الداخلية والحفاظ على النظام في المستعمرات البريطانية.
في عام 1881، كجزء من إصلاحات تشيلدرز، تم دمج فوج المشاة الخمسون مع فوج ويست كينت (الفوج السابع والتسعون من القدم) ليشكلوا فوج الملكة الخاص (ويست كينت). وهكذا انتهى وجود فوج المشاة الخمسون كوحدة مستقلة.
أوسمة المعركة
حصل فوج المشاة الخمسون على العديد من أوسمة المعركة طوال تاريخه، مما يعكس خدمته المتميزة في العديد من الحملات والمعارك. تشمل بعض أوسمة المعركة البارزة ما يلي:
- لويسبورغ
- فيميرو
- كورونا
- البرتغال
- بنهافنتي
- فونتس دو أونورو
- سيوداد رودريغو
- باداخوز
- سالامانكا
- فيتوريا
- جبال البرانس
- نيف
- أورثيس
- تولوز
- شبه الجزيرة الأيبيرية
القادة
خدم العديد من الضباط المتميزين كقادة لفوج المشاة الخمسون طوال تاريخه. بعض القادة البارزين يشملون:
- ويليام شرلي
- روبرت بويد
- جون مانينغهام
- السير جيمس ليون
الإرث
على الرغم من أن فوج المشاة الخمسون لم يعد موجودًا كوحدة مستقلة، إلا أن إرثه لا يزال حيًا. يتذكره الفوج لخدمته المتميزة في العديد من الحملات والمعارك حول العالم. كما يتذكره لانضباطه ومهاراته القتالية. يعتبر فوج المشاة الخمسون جزءًا مهمًا من التاريخ العسكري البريطاني.
خاتمة
كان فوج المشاة الخمسون (فوج الملكة الخاص) فوجًا متميزًا في الجيش البريطاني. خدم الفوج بشرف وشجاعة في العديد من الحملات والمعارك حول العالم، من أمريكا الشمالية خلال حرب السنوات السبع والحرب الثورية الأمريكية، إلى شبه الجزيرة الأيبيرية خلال الحروب النابليونية. على الرغم من حل الفوج في عام 1881، إلا أن إرثه لا يزال حيًا، ويتذكره الفوج لخدمته المتميزة وانضباطه ومهاراته القتالية.