بتريجوبليكتيس جبسيبس (Pterygoplichthys gibbiceps)

التصنيف والتطور

ينتمي بتريجوبليكتيس جبسيبس إلى عائلة لوريكاريداي، وهي أكبر عائلة من أسماك السلور، وتضم أكثر من 700 نوع. يشترك هذا النوع في العديد من الصفات مع أنواع أخرى من لوريكاريداي، بما في ذلك الشكل المسطح للجسم، والفم السفلي، والقدرة على الالتصاق بالأسطح باستخدام فمه. الاسم العلمي “Pterygoplichthys gibbiceps” مشتق من اليونانية واللاتينية، حيث يشير “pterygion” إلى “الزعانف”، و”plichthys” إلى “سمك”، و”gibbiceps” إلى “الرأس المحدب”، في إشارة إلى الرأس المرتفع المميز لهذا النوع.

يعود تاريخ تطور سمك السلور المدرع إلى العصر الطباشيري، منذ حوالي 66 إلى 100 مليون سنة. تطورت أسماك السلور المدرعة في أمريكا الجنوبية، ثم انتشرت لاحقًا في مناطق أخرى من العالم. يمثل بتريجوبليكتيس جبسيبس مثالًا على التكيف الناجح مع مجموعة واسعة من البيئات المائية.

الوصف والمظهر

يتميز بتريجوبليكتيس جبسيبس بجسم طويل ومسطح، ورأس كبير، وزعانف كبيرة. يمكن أن يصل طوله إلى 50 سم، على الرغم من أن معظم الأفراد في الأسر يميلون إلى أن يكونوا أصغر حجمًا. يكون لون الجسم عمومًا بنيًا أو رماديًا مع بقع داكنة غير منتظمة. يختلف نمط البقع بشكل كبير بين الأفراد، مما يجعل كل سمكة فريدة من نوعها.

أحد أبرز سمات هذا النوع هو الرأس المحدب، والذي يمنحه مظهرًا مميزًا. كما أن لديه زعانف صدرية كبيرة جدًا يمكن أن يستخدمها للزحف على طول القاع أو للتشبث بالصخور وغيرها من الأسطح. يتميز سمك السلور المدرع أيضًا بوجود صفائح عظمية صلبة تغطي جسمه، والتي تعمل كآلية دفاع ضد الحيوانات المفترسة.

التوزيع والموطن

بتريجوبليكتيس جبسيبس موطنه الأصلي في أمريكا الجنوبية، حيث يتواجد في أنهار وأنهار الأمازون، والأورينوكو، والبارانا. يشمل نطاقه بلدانًا مثل البرازيل، والإكوادور، وبيرو، وفنزويلا. يعيش هذا النوع عادة في المياه العذبة الدافئة، ويفضل المناطق ذات التيارات الضعيفة أو المعتدلة. غالبًا ما يوجد في القاع، حيث يقضي وقته في البحث عن الطعام والتنقل.

بسبب شعبيته في تجارة الأحياء المائية، تم إدخال بتريجوبليكتيس جبسيبس إلى مناطق أخرى من العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وآسيا وأوروبا. في بعض الحالات، أصبح هذا النوع نوعًا غازيًا، حيث يتنافس مع الأنواع المحلية على الموارد ويؤثر سلبًا على البيئة.

السلوك والتغذية

بتريجوبليكتيس جبسيبس هو سمك سلمي نسبيًا، على الرغم من أنه يمكن أن يصبح إقليميًا في بعض الأحيان، خاصة في أحواض السمك. إنه سمك ليلي في المقام الأول، ويكون أكثر نشاطًا في الليل والصباح الباكر. يقضي هذا النوع معظم وقته في البحث عن الطعام على طول القاع.

يعتبر بتريجوبليكتيس جبسيبس من آكلات الأعشاب، على الرغم من أنه سيأكل أيضًا بعض المواد الحيوانية. يتغذى بشكل أساسي على الطحالب والنباتات المائية، بالإضافة إلى الحشرات واللافقاريات الصغيرة. يتميز هذا النوع بفم سفلي متخصص يساعده على كشط الطحالب من الأسطح. في أحواض السمك، يجب تزويده بمجموعة متنوعة من الأطعمة النباتية، مثل الخضروات والأقراص الغذائية المخصصة لأسماك السلور، لضمان نظام غذائي متوازن.

التكاثر

في البرية، يتكاثر بتريجوبليكتيس جبسيبس عادة خلال موسم الأمطار، عندما تتوفر كمية أكبر من الطعام والظروف البيئية تكون أكثر ملاءمة. يضع البيض في تجاويف أو على الأسطح الصلبة، مثل الصخور أو جذوع الأشجار. يحرس الذكر البيض ويرعاه حتى يفقس. بعد الفقس، تعتمد الزريعة على المح من أجل الغذاء في البداية، ثم تبدأ في تناول الأطعمة الخارجية.

يعد تكاثر بتريجوبليكتيس جبسيبس في الأسر أمرًا صعبًا نسبيًا، ويتطلب ظروفًا بيئية محددة. غالبًا ما يتم تحفيز التكاثر من خلال التغيرات في درجة حرارة الماء ونوعيته. يفضل توفير بيئة محاكاة لبيئته الطبيعية، بما في ذلك النباتات الكثيفة، والصخور، وجذوع الأشجار، لتوفير أماكن للاختباء والتربية.

تربية الأحياء المائية

بتريجوبليكتيس جبسيبس هو سمك شائع في أحواض السمك، على الرغم من أنه يمكن أن يصبح كبيرًا ويحتاج إلى حوض كبير. يجب أن يكون الحد الأدنى لحجم الحوض المناسب لهذا النوع 75 جالونًا على الأقل، على الرغم من أن حجمًا أكبر يفضل. من الضروري توفير العديد من الأماكن للاختباء، مثل الصخور وجذوع الأشجار والنباتات. يجب أن يكون الحوض مجهزًا بنظام ترشيح فعال للحفاظ على جودة المياه.

يجب أن تكون درجة حرارة الماء بين 22 و 28 درجة مئوية، مع درجة حموضة تتراوح بين 6.5 و 7.5. يعتبر تغيير الماء المنتظم ضروريًا للحفاظ على بيئة صحية. يمكن أن يعيش بتريجوبليكتيس جبسيبس بسلام مع أنواع الأسماك الأخرى غير العدوانية، على الرغم من أنه يمكن أن يصبح إقليميًا، خاصة مع الأنواع المماثلة. من المهم إطعام هذا النوع بمجموعة متنوعة من الأطعمة النباتية لضمان صحته.

المشاكل المحتملة في الأسر

على الرغم من كونه سمكًا قويًا نسبيًا، إلا أن بتريجوبليكتيس جبسيبس عرضة لبعض المشاكل في الأسر. الأمراض الشائعة تشمل:

التهابات الجلد: يمكن أن تحدث بسبب ضعف جودة المياه أو الإصابات.
التهابات الطفيليات: يمكن أن تحدث بسبب سوء النظافة أو إدخال أسماك جديدة.
الاستسقاء: يمكن أن يحدث بسبب مجموعة متنوعة من الأسباب، بما في ذلك سوء التغذية أو الالتهابات البكتيرية.

من المهم مراقبة الأسماك عن كثب للكشف عن أي علامات مرض، مثل الخمول، وفقدان الشهية، وتغيرات في المظهر. يجب معالجة أي مشاكل في أقرب وقت ممكن لمنعها من التدهور.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يصبح بتريجوبليكتيس جبسيبس كبيرًا جدًا بالنسبة لبعض الأحواض، مما يؤدي إلى الإفراط في الاكتظاظ والإجهاد للأسماك. من المهم اختيار حجم الحوض المناسب لهذا النوع، وتجنب الإفراط في الاكتظاظ.

التأثير البيئي

في بعض المناطق، أصبح بتريجوبليكتيس جبسيبس نوعًا غازيًا، مما يشكل تهديدًا على البيئة المحلية. يتنافس هذا النوع مع الأسماك الأصلية على الموارد، مثل الطعام والمأوى، ويمكن أن يؤثر سلبًا على التنوع البيولوجي. بالإضافة إلى ذلك، قد يتسبب في تدهور الموائل من خلال إتلاف النباتات المائية وتغيير تكوين القاع.

في بعض الحالات، يتم اتخاذ تدابير للحد من انتشار بتريجوبليكتيس جبسيبس في البيئة، مثل إزالته من المسطحات المائية أو الحد من بيعه في تجارة الأحياء المائية. من المهم أن يكون أصحاب أحواض السمك على دراية بالتأثيرات البيئية المحتملة لهذا النوع، وتجنب إطلاقه في البيئة الطبيعية.

نصائح للعناية

لضمان صحة وسعادة بتريجوبليكتيس جبسيبس في الأسر، هناك بعض النصائح الأساسية التي يجب اتباعها:

توفير حوض كبير: تأكد من أن الحوض كبير بما يكفي لاستيعاب حجم السمكة البالغ.
توفير أماكن للاختباء: قم بتزيين الحوض بالصخور وجذوع الأشجار والنباتات لتوفير أماكن للاختباء.
الحفاظ على جودة المياه الجيدة: قم بتغيير الماء بانتظام واستخدم نظام ترشيح فعال.
توفير نظام غذائي متنوع: أطعم السمك بمجموعة متنوعة من الأطعمة النباتية والحيوانية.
مراقبة الأسماك بانتظام: ابحث عن أي علامات مرض أو إصابة.

باتباع هذه النصائح، يمكنك المساعدة في ضمان أن يعيش بتريجوبليكتيس جبسيبس حياة صحية وسعيدة.

خاتمة

بتريجوبليكتيس جبسيبس هو سمك سلور مدرع فريد ومثير للاهتمام، موطنه أمريكا الجنوبية ولكنه موجود الآن في جميع أنحاء العالم بسبب شعبيته في تجارة الأحياء المائية. على الرغم من مظهره الجذاب وسلوكه السلمي نسبيًا، إلا أنه يتطلب رعاية خاصة في الأسر بسبب حجمه الكبير المحتمل والاحتياجات البيئية المحددة. يجب على أصحاب أحواض السمك المحتملين فهم التحديات والمسؤوليات المرتبطة بتربية هذا النوع. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري أن نكون على دراية بالتأثيرات البيئية المحتملة لهذا النوع، وتجنب إطلاقه في البيئة الطبيعية. من خلال توفير بيئة مناسبة ورعاية مناسبة، يمكننا الاستمتاع بهذا السمك الرائع مع تقليل أي تأثيرات سلبية محتملة.

المراجع

“`