نشأته وبداياته
ولد مايكل سكريڤن في مدينة بورتسموث في إنجلترا عام 1928. تلقى تعليمه المبكر في إنجلترا قبل أن ينتقل إلى أستراليا في شبابه. درس في جامعة ملبورن حيث حصل على درجة البكالوريوس والماجستير في الفلسفة. خلال فترة دراسته، أظهر سكريڤن اهتمامًا كبيرًا بالفلسفة التحليلية والمنطق، مما شكل أساسًا لعمله اللاحق.
بعد تخرجه، عمل سكريڤن كمحاضر في جامعة ملبورن، حيث بدأ في تطوير أفكاره حول التقييم. انتقل لاحقًا إلى الولايات المتحدة لمتابعة دراساته العليا في جامعة أكسفورد، وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة. خلال فترة إقامته في الولايات المتحدة، تأثر سكريڤن بالعديد من المفكرين البارزين في ذلك الوقت، مما ساهم في توسيع نطاق اهتماماته الفكرية.
مساهماته في التقييم
يُعتبر سكريڤن رائدًا في مجال التقييم. طور مفهوم التقييم كعملية منهجية لتحديد قيمة أو أهمية شيء ما. لقد ميز بوضوح بين التقييم والبحث، مؤكدًا على أن التقييم يهدف إلى إصدار أحكام قيمة، بينما يهدف البحث إلى وصف الظواهر. وقد أثرت هذه التمييزات بشكل كبير على ممارسة التقييم في مجالات مختلفة، بما في ذلك التعليم والبرامج الاجتماعية والسياسات العامة.
أحد أهم مساهمات سكريڤن في مجال التقييم هو تطويره لـ “التقييم القائم على الهدف”. يركز هذا النهج على تحديد ما إذا كان البرنامج أو التدخل قد حقق الأهداف المحددة له. كما ساهم سكريڤن في تطوير “التقييم التكويني والختامي”، حيث يهدف التقييم التكويني إلى تحسين البرنامج أثناء تنفيذه، بينما يهدف التقييم الختامي إلى تقييم فعالية البرنامج في نهايته.
بالإضافة إلى ذلك، قدم سكريڤن مساهمات كبيرة في تطوير “التقييم القائم على المعايير” و “التقييم المقارن”. يركز التقييم القائم على المعايير على مقارنة أداء البرنامج بمعايير محددة مسبقًا، بينما يقارن التقييم المقارن أداء برنامجين أو أكثر. هذه الأساليب أصبحت أدوات أساسية في عملية التقييم.
مساهماته في الفلسفة
لم تقتصر مساهمات سكريڤن على مجال التقييم فقط، بل امتدت أيضًا إلى الفلسفة. كان له اهتمام كبير بالفلسفة التحليلية والمنطق، وقدم مساهمات مهمة في مجالات مثل فلسفة العلوم وفلسفة الأخلاق. ركز سكريڤن على أهمية الوضوح والدقة في التفكير والتحليل الفلسفي.
دافع سكريڤن عن استخدام المنطق في تحليل الحجج وتقييمها. كما كان مهتمًا بتطبيق الفلسفة على القضايا العملية، مثل التعليم والسياسة. كان يعتقد أن الفلسفة يمكن أن تلعب دورًا حيويًا في مساعدة الناس على فهم العالم من حولهم واتخاذ قرارات مستنيرة.
مساهماته في التعليم
كان سكريڤن مهتمًا بشدة بالتعليم، وقدم مساهمات كبيرة في هذا المجال. آمن بأهمية التعليم النقدي، والذي يهدف إلى تنمية قدرة الطلاب على التفكير بشكل مستقل وتقييم المعلومات بشكل نقدي. دافع سكريڤن عن استخدام أساليب التقييم التي تركز على تقييم فهم الطلاب للمفاهيم وقدرتهم على تطبيقها، بدلاً من مجرد حفظ الحقائق.
كما كان سكريڤن منتقدًا للتعليم التقليدي، الذي يركز على الحفظ عن ظهر قلب. اقترح بدلاً من ذلك استخدام أساليب تدريس تشجع على التفكير النقدي وحل المشكلات. قدم سكريڤن مساهمات كبيرة في تطوير مناهج وتقنيات التقييم التي تهدف إلى تعزيز التعلم الهادف.
شارك سكريڤن في تطوير العديد من البرامج التعليمية، وقدم المشورة للعديد من المؤسسات التعليمية. كان يعتقد أن التعليم يجب أن يكون متاحًا للجميع، وأن يهدف إلى تمكين الطلاب من تحقيق إمكاناتهم الكاملة.
إسهامات أخرى
بالإضافة إلى مساهماته في التقييم والفلسفة والتعليم، قدم سكريڤن مساهمات في مجالات أخرى. كان مهتمًا بالعلوم، وخاصة الفيزياء والبيولوجيا. كتب عن مجموعة متنوعة من الموضوعات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والأخلاق البيئية.
كان سكريڤن مدافعًا قويًا عن العقلانية والمنطق، وانتقد بشدة الخرافات والخرافات والادعاءات غير العلمية. كان يرى أن العلم هو أفضل وسيلة لفهم العالم، وأن الناس يجب أن يستخدموا التفكير النقدي لتقييم المعلومات.
أعماله ومؤلفاته
كتب مايكل سكريڤن العديد من الكتب والمقالات التي أثرت في العديد من المجالات. من بين أعماله الأكثر شهرة:
- “التقييم: رؤية جديدة” (Evaluation: A New Perspective)
- “التقييم كعملية” (Evaluation as a Process)
- “التقييم في التعليم” (Evaluation in Education)
- “الفلسفة في الممارسة” (Philosophy in Practice)
تناولت هذه الأعمال مجموعة واسعة من الموضوعات، من التقييم والمنطق إلى التعليم والأخلاق. ساهمت كتابات سكريڤن في تشكيل فهمنا للتقييم والفلسفة والتعليم.
تأثيره وإرثه
ترك مايكل سكريڤن إرثًا دائمًا في مجالات التقييم والفلسفة والتعليم. أثرت أفكاره في العديد من الباحثين والممارسين حول العالم. تعتبر مساهماته في مجال التقييم أساسية في فهمنا الحالي لكيفية تقييم البرامج والسياسات.
كان سكريڤن شخصية مؤثرة في تطوير التقييم كحقل أكاديمي وممارسي. لقد ساهم في إنشاء العديد من الجمعيات والمراكز البحثية التي تهدف إلى تعزيز التقييم وتطويره. بالإضافة إلى ذلك، فقد ألهم سكريڤن العديد من الطلاب والباحثين لمتابعة مسيرة مهنية في التقييم والفلسفة والتعليم.
يستمر عمل سكريڤن في التأثير على ممارسات التقييم والتعليم في جميع أنحاء العالم. تظل أفكاره ذات صلة بالموضوعات المعاصرة مثل العدالة الاجتماعية والتعليم الشامل. إن إرثه كعالم موسوعي وفيلسوف سيظل محفوراً في السجلات الأكاديمية.
خاتمة
كان مايكل سكريڤن عالمًا موسوعيًا وفيلسوفًا بارزًا، ترك بصمة واضحة في مجالات التقييم والفلسفة والتعليم. من خلال تطويره لمفاهيم أساسية في التقييم وتقديمه لمساهمات كبيرة في الفلسفة والتعليم، أثر سكريڤن في العديد من الباحثين والممارسين حول العالم. إن إرثه كداعم للتفكير النقدي والمنهجية العلمية سيظل دائمًا في الساحة الفكرية.
المراجع
- صفحة مايكل سكريڤن على ويكيبيديا
- صفحة مايكل سكريڤن على موقع Goodreads
- مقالة عن مساهمات مايكل سكريڤن في مجال التقييم
- مقالة عن التفكير النقدي لمايكل سكريڤن
“`