نشأتها وزواجها
ولدت لوسي هاريس في 1 مايو 1792، في مدينة أورينج بولاية نيويورك. تزوجت من مارتن هاريس، وهو مزارع ثري وكاتب سابق، في عام 1808. كان مارتن أكبر منها بحوالي 20 عامًا. عاش الزوجان في مدينة بالميرا، نيويورك، حيث كانا يمتلكان مزرعة كبيرة.
دورها في حركة القديسين الأوائل
لعبت لوسي دورًا مهمًا في بداية حركة قديسي الأيام الأخيرة. كان زوجها مارتن من أوائل المؤيدين لجوزيف سميث، مؤسس كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. كان مارتن داعمًا ماليًا لجوزيف، وقدم له الدعم في ترجمة “كتاب مورمون”.
وفقًا لروايات جوزيف سميث، كان مارتن هاريس أحد الشهود الثلاثة الذين رأوا الألواح الذهبية التي زعم سميث أنه حصل عليها. كما قام مارتن بكتابة النسخة الأصلية من “كتاب مورمون” عن طريق إملاء جوزيف سميث له.
الشك في الترجمة
على الرغم من دعم زوجها، كانت لوسي هاريس متشككة في ادعاءات جوزيف سميث. كانت تعتقد أن جوزيف كان محتالًا وأنه لم يترجم الألواح الذهبية حقًا. وفقًا لروايات مختلفة، اشترطت لوسي على جوزيف أن يسمح لها برؤية الألواح، أو أن يمنحها دليلًا على صحة ترجمته. عندما لم يتمكن من ذلك، أصبحت أكثر تشككًا.
هناك العديد من الروايات حول أسباب شك لوسي. تشير إحدى الروايات إلى أنها كانت قلقة بشأن المال الذي استثمره زوجها في مشروع جوزيف. تشير رواية أخرى إلى أنها كانت قلقة بشأن الطبيعة الدينية للترجمة. بغض النظر عن الأسباب، أصبحت لوسي من أوائل النقاد البارزين لادعاءات جوزيف سميث.
خلافها مع جوزيف سميث
أدى شك لوسي إلى خلاف مع جوزيف سميث. اتهمها جوزيف بالكذب والخداع. طردها مارتن في النهاية من منزلهما بسبب معارضتها. ذكرت مصادر أخرى أن مارتن هو من طرد لوسي، على الرغم من أنهم ظلوا متزوجين رسميًا حتى وفاتها.
في عام 1830، بعد نشر “كتاب مورمون”، تقدمت لوسي بشهادة مكتوبة تنفي فيها صحة الكتاب. زعمت أنها كانت على علم بأن الترجمة لم تكن صحيحة. وقد تم تجاهل شهادتها إلى حد كبير من قبل قادة الكنيسة، الذين سعوا إلى تقويض مصداقيتها.
حياة لوسي بعد الخلاف
بعد طردها من منزلها، عاشت لوسي حياة صعبة. بقيت متزوجة من مارتن هاريس، على الرغم من انفصالهما الفعلي. توفيت عام 1836، في مدينة أورينج، نيويورك. لم تنضم لوسي أبدًا إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، وظلت تشك في ادعاءات جوزيف سميث طوال حياتها.
تأثيرها
على الرغم من أنها لم تكن شخصية بارزة في حركة قديسي الأيام الأخيرة، إلا أن لوسي هاريس تركت أثرًا. كانت واحدة من أوائل الأشخاص الذين شككوا في ادعاءات جوزيف سميث، وساهمت في إثارة الجدل حول أصول الكنيسة. يعتبرها بعض المؤرخين شخصية مهمة في دراسة تاريخ حركة قديسي الأيام الأخيرة.
أثار شك لوسي هاريس تساؤلات مهمة حول طبيعة الإيمان والحقيقة. هل يجب على الناس أن يثقوا في قادة الكنيسة بشكل أعمى؟ أم يجب عليهم استخدام عقولهم والتفكير بشكل نقدي في الادعاءات المقدمة لهم؟ لا تزال هذه الأسئلة ذات صلة حتى اليوم.
المعلومات الأساسية عن مارتن هاريس
مارتن هاريس (1783-1850) كان مزارعًا ثريًا وكاتبًا سابقًا ومؤيدًا مبكرًا لجوزيف سميث. لعب دورًا حاسمًا في ترجمة “كتاب مورمون”. قام بتمويل عملية الترجمة وقام بكتابة النسخة الأصلية من النص. كان أيضًا أحد الشهود الثلاثة الذين زعموا أنهم رأوا الألواح الذهبية.
بعد الخلاف مع زوجته لوسي، بقي مارتن هاريس مؤمنًا بجوزيف سميث لفترة طويلة. انضم في النهاية إلى فرع آخر من فروع حركة قديسي الأيام الأخيرة، وأصبح في النهاية عضوًا في مجلس الرسل الاثني عشر.
شهود “كتاب مورمون”
كان هناك ثلاثة شهود رئيسيين على “كتاب مورمون”: مارتن هاريس، وأوليفر كاودري، وديفيد ويتمر. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك ثمانية شهود إضافيين رأوا الألواح الذهبية. شهد هؤلاء الشهود على أنهم رأوا الألواح وأنهم يعتقدون أنها حقيقية.
ومع ذلك، فإن شهادة الشهود كانت موضع شك من قبل الكثيرين. اتُهم الشهود بالكذب والخداع. شكك البعض في دوافعهم. على الرغم من هذه الانتقادات، استمر الشهود في الإصرار على شهاداتهم طوال حياتهم. يعتبرهم قديسو الأيام الأخيرة شهودًا موثوقين على صحة “كتاب مورمون”.
الخلافات حول “كتاب مورمون”
أثار “كتاب مورمون” جدلاً كبيرًا منذ نشره. اتُهم الكتاب بأنه مزيف وأنه ليس له أي أساس تاريخي. شكك النقاد في ادعاءات الترجمة وفي مصداقية الشهود. يجادل قديسو الأيام الأخيرة بأن الكتاب هو كتاب مقدس حقيقي، وأنه يقدم شهادة أخرى ليسوع المسيح. يعتبرونه دليلًا على استعادة الإنجيل الأصلي.
أهمية لوسي هاريس في سياق التاريخ
يمثل موقف لوسي هاريس المتشكك رؤية مختلفة داخل حركة قديسي الأيام الأخيرة. في حين أن العديد من الأشخاص قبلوا ادعاءات جوزيف سميث دون تردد، كانت لوسي واحدة من القلائل الذين تجرأوا على التشكيك في صحة هذه الادعاءات. يتيح لنا ذلك أن نفهم أن الإيمان هو عملية معقدة وأن الناس لديهم أسبابهم المختلفة للإيمان أو عدمه.
قصة لوسي هاريس هي أيضًا تذكير بأهمية التفكير النقدي. تشجعنا على التشكيك في المعلومات التي نتلقاها، والبحث عن الأدلة، وتكوين آرائنا الخاصة. يمكن أن تساعدنا هذه العملية في تجنب الوقوع فريسة للخداع.
الميراث
على الرغم من أنها لم تحظ بنفس التقدير الذي حصل عليه زوجها، إلا أن لوسي هاريس تركت إرثًا دائمًا. قصتها هي تذكير بأن التاريخ معقد وأن الحقائق غالبًا ما تكون متعددة الأوجه. إنها تذكير بأهمية التفكير النقدي، حتى في مواجهة الإيمان القوي. تظل لوسي هاريس شخصية مثيرة للاهتمام في دراسة تاريخ حركة قديسي الأيام الأخيرة.
أهمية شهادتها
شهادة لوسي هاريس، على الرغم من أنها غالبًا ما يتم تجاهلها أو التقليل من شأنها، توفر رؤى قيمة في سياق حركة قديسي الأيام الأخيرة. إنها تقدم وجهة نظر مختلفة عن القصة الرسمية، وتلقي الضوء على التوترات والشكوك التي كانت موجودة في الأيام الأولى للحركة. من خلال دراسة شهادتها، يمكننا الحصول على فهم أعمق لعملية الإيمان، وصعوبات اتخاذ القرار في سياق ديني.
في الختام، تعتبر لوسي هاريس شخصية مهمة في تاريخ حركة قديسي الأيام الأخيرة. شكها في ادعاءات جوزيف سميث، ورفضها للإيمان الأعمى، وشهادتها التي لا تزال قيد الدراسة، تجعلها شخصية جديرة بالدراسة، وتدعو إلى التفكير النقدي.
خاتمة
كانت لوسي هاريس شخصية محورية في تاريخ حركة قديسي الأيام الأخيرة، حيث مثلت صوتًا مبكرًا للتشكيك في ادعاءات جوزيف سميث. زوجة مارتن هاريس، أحد الشهود الأوائل على “كتاب مورمون”، رفضت قبول صحة الترجمة، مما أدى إلى خلاف كبير. على الرغم من أنها لم تنضم إلى الكنيسة، إلا أن شهادتها تقدم رؤى مهمة في تعقيدات الإيمان والحقيقة التاريخية.
المراجع
- كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة: “كتاب مورمون”
- ويكيبيديا: لوسي هاريس
- مشاريع جوزيف سميث: بيان لوسي هاريس
- معهد دراسات المورمون بجامعة بريغهام يونغ: “الوسيمون، تباين في الإيمان والشك”
“`