نشأتها وبداية مسيرتها الفنية
ولدت ساميلا لويس في نيو أورليانز، لويزيانا. تلقت تعليمها المبكر في المدارس الكاثوليكية المحلية. أظهرت اهتمامًا بالفن منذ سن مبكرة، وبدأت في تطوير مهاراتها الفنية من خلال دروس خاصة ورعاية من معلميها. حصلت على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة ديلارد في عام 1948. ثم تابعت دراساتها العليا، وحصلت على درجة الماجستير في الفنون من جامعة أوهايو في عام 1951، والدكتوراه في الفلسفة في تاريخ الفن من جامعة ولاية أوهايو في عام 1979.
بدأت لويس مسيرتها المهنية كفنانة ومعلمة في أوائل الخمسينيات من القرن العشرين. عملت في البداية في المدارس العامة في أوهايو، ثم انتقلت إلى كاليفورنيا في عام 1963. هناك، قامت بتدريس الفن في العديد من المؤسسات، بما في ذلك كلية أوكلاند سيتي، وجامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس (UCLA). شغلت منصب رئيسة قسم الفنون في كلية أوكلاند سيتي لمدة 15 عامًا.
إسهاماتها الفنية
تميزت أعمال لويس الفنية بتركيزها على تجسيد الحياة والثقافة الأفريقية الأمريكية. غالبًا ما صورت شخصيات سوداء، ومناظر طبيعية، ومشاهد من الحياة اليومية. استخدمت مجموعة متنوعة من الوسائط، بما في ذلك اللوحات الزيتية، والأكريليك، والطباعة، والنحت. كانت لوحاتها غالبًا ما تكون ذات ألوان زاهية وخطوط جريئة، مما يعكس إحساسًا بالحيوية والطاقة. استخدمت لويس الفن كوسيلة للتعبير عن الهوية الثقافية والاحتجاج على الظلم الاجتماعي. عملها كان بمثابة شهادة على الإبداع والروحانية والقدرة على التحمل للشعب الأفريقي الأمريكي.
من أبرز أعمالها:
- “المنزل في الليل” (House at Night): لوحة تجسد منزلًا في الليل، وتعكس موضوعات الحنين والذاكرة.
- “ثلاث نساء” (Three Women): عمل فني يصور ثلاث نساء، يمثل قوة ووحدة المرأة.
- “بورتريت لوي” (Portrait of Lou): لوحة تصور شخصية مهمة في المجتمع الأفريقي الأمريكي.
مساهماتها في تاريخ الفن
بالإضافة إلى عملها كفنانة، كانت لويس مؤرخة فنية بارزة. كرست وقتها وجهدها لتوثيق تاريخ الفن الأفريقي الأمريكي، وساهمت بشكل كبير في هذا المجال. كانت تؤمن بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي الأسود وتمثيله في المجال الفني. ألهمت أعمالها الفنانين والأكاديميين على حد سواء.
أشهر أعمالها في هذا المجال:
- “الفن الأفريقي الأمريكي: تاريخ” (African American Art and Artists): كتابها الأكثر شهرة، والذي نشر في عام 1978. يعتبر هذا الكتاب عملاً رائدًا في مجال دراسات الفن الأفريقي الأمريكي، حيث يقدم نظرة شاملة على تاريخ الفن الأفريقي الأمريكي، بدءًا من العصور القديمة وحتى يومنا هذا.
- “الفن الأفريقي الأمريكي المعاصر” (The Art of Contemporary African American Art): كتاب آخر مهم يركز على الفنانين المعاصرين من أصل أفريقي.
من خلال كتاباتها وأعمالها الأكاديمية، ساعدت لويس في وضع الفن الأفريقي الأمريكي في المقدمة وتقديمه إلى جمهور أوسع. وقد فتحت الباب أمام دراسة وتعلم تاريخ الفن الأفريقي الأمريكي.
التعليم والتدريس
بصفتها معلمة ملتزمة، كرست لويس وقتها وجهدها لتعليم الأجيال القادمة من الفنانين. عملت في العديد من المؤسسات الأكاديمية، بما في ذلك كلية أوكلاند سيتي وجامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس (UCLA). ألهمت طلابها من خلال شغفها بالفن والعدالة الاجتماعية. عملت على تمكين الطلاب من التعبير عن أنفسهم من خلال الفن، وتشجيعهم على استكشاف هوياتهم الثقافية.
شاركت لويس أيضًا في ورش عمل ومحاضرات في جميع أنحاء الولايات المتحدة وخارجها، حيث شاركت معرفتها وخبرتها مع جمهور أوسع. كانت تؤمن بأهمية التعليم المستمر والتعاون بين الفنانين. قدمت مساهمات كبيرة في تعليم الفن والتربية الفنية، حيث عملت على تغيير الطريقة التي ينظر بها إلى الفن الأفريقي الأمريكي ويتم تدريسه.
النشاط المجتمعي
بالإضافة إلى عملها كفنانة ومؤرخة فنية ومعلمة، كانت لويس ناشطة مجتمعية ملتزمة. شاركت في العديد من المنظمات والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز العدالة الاجتماعية والمساواة. كانت تدعم الفنانين الأفريقيين الأمريكيين، وتعمل على تمكين المجتمعات المهمشة. استخدمت فنها كأداة للتغيير الاجتماعي، ورفعت الوعي حول القضايا التي تهم مجتمعها.
عملت في العديد من اللجان والمنظمات الفنية، بما في ذلك المجلس الوطني للفنون. ساعدت في إنشاء العديد من المعارض الفنية والمؤسسات الثقافية التي تهدف إلى تعزيز الفن الأفريقي الأمريكي. كانت لويس مثالاً يحتذى به في التزامها بالعمل المجتمعي والتفاني في خدمة الآخرين.
الجوائز والتكريمات
حصلت ساميلا لويس على العديد من الجوائز والتكريمات خلال حياتها المهنية، تقديرًا لمساهماتها في الفن والتعليم والمجتمع. بعض هذه الجوائز تشمل:
- جائزة الإنجاز مدى الحياة من تحالف الفن الأفريقي الأمريكي (1999).
- الدكتوراة الفخرية من جامعة ديلارد (2002).
- تضمنت أعمالها في العديد من المتاحف والمعارض الفنية المرموقة في جميع أنحاء العالم.
استمرت مسيرة لويس المهنية لأكثر من سبعة عقود، تركت خلالها بصمة لا تمحى في عالم الفن. ألهمت أعمالها الفنانين والأكاديميين والناشطين على حد سواء. وكرست حياتها لتمكين الآخرين من خلال الفن والتعليم والعمل المجتمعي.
إرثها
تُذكر ساميلا لويس كفنانة رائدة ومؤرخة فنية ومعلمة وناشطة مجتمعية. تركت إرثًا دائمًا من خلال أعمالها الفنية، وكتاباتها، وتعليمها، ونشاطها. ساهمت في تغيير الطريقة التي يُنظر بها إلى الفن الأفريقي الأمريكي، وفتحت الباب أمام الفنانين والأكاديميين من جميع الخلفيات. ألهمت أعمالها الفنانين والأكاديميين على حد سواء.
أسهمت لويس في إثراء عالم الفن، وساهمت في جعل الفن أكثر شمولية وتمثيلاً. عملت على تمكين المجتمعات المهمشة، وإعلاء صوتهم من خلال الفن. إرثها يلهمنا جميعًا لمواصلة العمل من أجل العدالة الاجتماعية والمساواة.
خاتمة
كانت ساميلا لويس شخصية بارزة في عالم الفن، تركت بصمة لا تمحى من خلال أعمالها كفنانة ومؤرخة فنية ومعلمة وناشطة. ركزت أعمالها على تجسيد الحياة والثقافة الأفريقية الأمريكية، وساهمت في وضع الفن الأفريقي الأمريكي في المقدمة. ألهمت لويس الأجيال القادمة من الفنانين والأكاديميين والناشطين من خلال عملها وتفانيها في العدالة الاجتماعية. سيستمر إرثها في التأثير على عالم الفن والمجتمع ككل.