الحياة المبكرة والتعليم
ولد مارك بوتر في 27 أغسطس 1937. تلقى تعليمه في كلية إيتون، ثم التحق بكلية كينجز في لندن، حيث حصل على شهادة في القانون. حصل على زمالة فخرية من كلية كينجز في عام 1995.
مسيرته المهنية
بدأ بوتر مسيرته المهنية كمحامٍ في عام 1960. تخصص في قانون الأسرة، وأصبح مستشارًا للملكة في عام 1979. عُين قاضيًا في المحكمة العليا (شعبة الأسرة) في عام 1988. ترأس بوتر شعبة الأسرة من عام 1996 إلى عام 2005، وكان مسؤولًا عن الإشراف على جميع قضايا الأسرة في المحكمة العليا. شغل منصب رئيس القضاء بالإنابة في عام 2004. تقاعد في عام 2005.
شعبة الأسرة
شعبة الأسرة هي قسم من المحكمة العليا في إنجلترا وويلز. تتعامل شعبة الأسرة مع مجموعة واسعة من القضايا المتعلقة بالأسرة، بما في ذلك الطلاق والوصاية على الأطفال والتبني والمسائل المالية. لعب بوتر دورًا حاسمًا في تطوير قانون الأسرة في إنجلترا وويلز خلال فترة عمله كقاضي. كان معروفًا بمهاراته القضائية العالية، وقدرته على فهم القضايا المعقدة، والتزامه بضمان العدالة لجميع الأطراف المعنية. أثناء رئاسته لشعبة الأسرة، أشرف بوتر على عدد من التغييرات المهمة في قانون الأسرة. وشملت هذه التغييرات تحديث قوانين الطلاق، وتحسين حماية الأطفال، وتعزيز دور الوساطة في نزاعات الأسرة. كان له تأثير كبير على كيفية تعامل المحاكم مع قضايا الأسرة، وعمل على تطوير نهج أكثر تركيزًا على الأطفال.
أحكام بارزة
أصدر بوتر عددًا من الأحكام البارزة في قضايا الأسرة، والتي ساهمت في تحديد مسار القانون. من بين القضايا التي ترأس فيها أو شارك فيها:
- القضية (White v White) (2000): كانت هذه القضية علامة فارقة في قانون الطلاق، حيث وضعت مبادئ تقسيم الأصول في حالات الطلاق، وشددت على المساواة في التقسيم.
- القضية (Piglowska v Piglowski) (1999): تناولت هذه القضية مسألة تدخل المحكمة في شؤون الأسرة، ووضعت مبادئ حول متى يمكن للمحكمة التدخل في قرارات الوالدين بشأن رعاية الأطفال.
- القضية (Re G (Minors) (Wardship: Disclosure of Documents) (1994): وضعت هذه القضية مبادئ بشأن السرية في قضايا رعاية الأطفال، وحددت الظروف التي يمكن فيها الكشف عن المستندات.
ساهمت هذه الأحكام في تطوير قانون الأسرة وتوضيح القواعد والمبادئ التي تحكم قضايا الأسرة.
مساهماته في المجال القانوني
بالإضافة إلى عمله كقاضٍ، كان بوتر نشطًا في العديد من المنظمات القانونية. كان عضوًا في مجلس القضاء، وعمل في لجان مختلفة معنية بالإصلاح القانوني. ساهم في العديد من المنشورات القانونية، وألقى محاضرات حول قانون الأسرة. كان معروفًا بالتزامه بتعزيز الإصلاح القانوني والعدالة، وعمل بلا كلل لتحسين نظام العدالة.
وإلى جانب عمله كقاضٍ، شغل بوتر مناصب أخرى. كان رئيسًا لجمعية قانون الأسرة، وعضوًا في مجلس إدارة مركز قانون الأسرة. عمل أيضًا كمتحدث باسم القانون، وألقى محاضرات في العديد من الجامعات والمؤتمرات القانونية.
تميزت مساهماته في المجال القانوني بالعمق والشمولية، وترك إرثًا دائمًا في مجال قانون الأسرة.
التقدير والتكريم
حصل مارك بوتر على العديد من التكريمات والتقديرات. تم تعيينه فارسًا في عام 1991. حصل على زمالة فخرية من كلية كينجز في لندن. حصل على درجة الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة بريستول. يُعرف باحترامه للعدالة والنزاهة. يعتبر شخصية مرموقة في المجال القانوني، ويحظى بتقدير كبير من قبل زملائه ومحاميه.
الحياة الشخصية
تزوج مارك بوتر من إليزابيث آن في عام 1962، ولهما ابنتان. وهو معروف بحياته الشخصية الهادئة، وتركيزه على عمله ومهنته في مجال القانون.
الإرث
ترك مارك بوتر إرثًا دائمًا في مجال قانون الأسرة. لقد أثرت أحكامه وقيادته بشكل كبير على تطوير قانون الأسرة في إنجلترا وويلز. يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه أحد أبرز قضاة الأسرة في عصره. لقد ساعد في تشكيل الطريقة التي تتعامل بها المحاكم مع قضايا الأسرة، وترك بصمة لا تمحى على القانون.
خاتمة
مارك بوتر هو قاضٍ إنجليزي متقاعد، شغل منصب رئيس شعبة الأسرة ورئيس القضاء. كان له تأثير كبير على تطوير قانون الأسرة في إنجلترا وويلز من خلال أحكامه وقيادته. حصل على العديد من التكريمات والتقديرات، ويعتبر شخصية مرموقة في المجال القانوني. ترك إرثًا دائمًا في مجال قانون الأسرة، وتذكر مساهماته في العدالة والإنصاف.
المراجع
- صفحة مارك بوتر على ويكيبيديا
- الموقع الرسمي للقضاء في المملكة المتحدة
- السير مارك بوتر في جامعة الحقوق
- قضية White v White في Bailii
“`