كتاب مورمون (Book of Mormon)

<![CDATA[

أصل الكتاب وتاريخه

بحسب رواية جوزيف سميث، ظهر له ملاك يُدعى موروني في عام 1823، وكشف له عن مكان الألواح الذهبية المدفونة في تل بالقرب من منزله في نيويورك. زعم سميث أنه تلقى الألواح بعد أربع سنوات، وبدأ بترجمتها بمساعدة حجر الرؤيا والوحي الإلهي. نشر الكتاب لأول مرة في عام 1830 تحت عنوان “كتاب مورمون: رواية مكتوبة بيد مورمون على ألواح مأخوذة من ألواح نافي”.

يشير اسم الكتاب إلى مورمون، وهو نبي وقائد عسكري قديم يُفترض أنه قام بتجميع وتلخيص السجلات الموجودة على الألواح. يُعتقد أن موروني، وهو ابن مورمون، هو من دفن الألواح لاحقًا لحفظها.

تعتبر قصة أصل الكتاب مثيرة للجدل، حيث يرى البعض أنها وحي إلهي حقيقي، بينما يعتبرها آخرون من نتاج خيال جوزيف سميث أو عملًا أدبيًا مستوحى من مصادر أخرى. لم يتم العثور على أي دليل أثري أو لغوي قاطع يدعم صحة وجود الألواح الذهبية أو صحة الأحداث الموصوفة في الكتاب.

محتوى الكتاب

يقسم كتاب مورمون إلى عدة أسفار تحمل أسماء الأنبياء أو القادة الذين كتبوها. تتضمن هذه الأسفار:

  • الكتاب الأول لنيفي: يروي قصة عائلة لياي التي غادرت أورشليم قبل تدميرها وسافرت إلى القارة الأمريكية.
  • الكتاب الثاني لنيفي: يحتوي على تعاليم النبي نيفي وتنبؤاته عن المسيح والمستقبل.
  • كتاب يعقوب: يتضمن تعاليم يعقوب، شقيق نيفي، حول موضوعات مثل التوبة والإيمان.
  • كتاب إنوس: يسجل صلاة إنوس وتجربته الروحية.
  • كتاب جرم: يقدم سجلاً موجزًا لتاريخ شعب نافي.
  • كتاب أمنيداي: يحتوي على تعاليم النبي أمنيداي حول الفداء والخلاص.
  • كتاب ألما: يروي قصة ألما، وهو كاهن ترك الملك ليصبح نبيًا.
  • كتاب هيلامان: يسجل تاريخ شعب نافي خلال فترة مضطربة.
  • الكتاب الثالث لنافي: يصف ظهور يسوع المسيح لشعب نافي بعد قيامته.
  • كتاب مورمون: يقدم ملخصًا لتاريخ شعب نافي كتبه مورمون.
  • كتاب عيثر: يروي قصة شعب ياريد، وهم مجموعة قديمة سكنت القارة الأمريكية قبل شعب نافي.
  • كتاب موروني: يحتوي على رسائل موروني وتعليماته الختامية.

تتضمن الموضوعات الرئيسية التي يتناولها كتاب مورمون:

  • يسوع المسيح: يعتبر يسوع المسيح الشخصية المركزية في الكتاب، حيث يتحدث الكتاب عن حياته وتعاليمه وكفارته.
  • الإيمان والتوبة: يحث الكتاب القراء على الإيمان بيسوع المسيح والتوبة عن خطاياهم.
  • الصلاة: يؤكد الكتاب على أهمية الصلاة في حياة المؤمن.
  • الكتاب المقدس: يشير الكتاب إلى الكتاب المقدس ويعتبره كلمة الله.
  • الخلاص: يقدم الكتاب طريق الخلاص من خلال يسوع المسيح.
  • الأخلاق: يدعو الكتاب إلى اتباع مبادئ أخلاقية عالية.

العقيدة والممارسة

يعتبر كتاب مورمون مصدرًا مهمًا للعقيدة والممارسة لدى قديسي الأيام الأخيرة. يؤمن أتباع الحركة بأن الكتاب يكمل الكتاب المقدس ويوفر فهمًا أعمق لخطط الله للبشرية. يستخدم الكتاب في العبادة والتعليم والدعوة.

بالإضافة إلى ذلك، يؤثر كتاب مورمون على جوانب مختلفة من حياة قديسي الأيام الأخيرة، بما في ذلك:

  • التبشير: يشجع الكتاب أتباع الحركة على مشاركة رسالتهم مع الآخرين.
  • خدمة المجتمع: يحث الكتاب أتباع الحركة على خدمة الآخرين ومساعدة المحتاجين.
  • الحياة الأسرية: يؤكد الكتاب على أهمية الأسرة وقيمها.
  • النظام الغذائي: يتبع العديد من قديسي الأيام الأخيرة “كلمة الحكمة”، وهي مجموعة من الإرشادات الغذائية المذكورة في كتاب المبادئ والعهود، وهو كتاب مقدس آخر لدى الحركة.

الجدل والانتقادات

واجه كتاب مورمون الكثير من الجدل والانتقادات منذ نشره. تشمل بعض الانتقادات الرئيسية:

  • الأدلة الأثرية: عدم وجود أدلة أثرية تدعم صحة الأحداث الموصوفة في الكتاب.
  • الأدلة اللغوية: عدم وجود لغة قديمة معروفة تتوافق مع اللغة المزعومة للألواح الذهبية.
  • التناقضات الداخلية: وجود تناقضات داخل الكتاب نفسه.
  • التشابه مع مصادر أخرى: وجود تشابه بين بعض أجزاء الكتاب ومصادر أخرى معاصرة لجوزيف سميث.
  • التحيزات العرقية: وجود بعض العبارات في الكتاب التي يعتبرها البعض ذات تحيز عنصري.

يدافع أتباع الحركة عن كتاب مورمون من خلال تقديم تفسيرات بديلة لهذه الانتقادات، والتأكيد على أهمية الإيمان الشخصي، والإشارة إلى التأثير الإيجابي للكتاب على حياة الناس.

تأثير الكتاب

على الرغم من الجدل والانتقادات، كان لكتاب مورمون تأثير كبير على حركة قديسي الأيام الأخيرة وعلى الثقافة الأمريكية. ساهم الكتاب في تشكيل هوية أتباع الحركة ومعتقداتهم وممارساتهم. كما أثر الكتاب على الأدب والفن والموسيقى.

تنتشر حركة قديسي الأيام الأخيرة في جميع أنحاء العالم، ويُترجم كتاب مورمون إلى العديد من اللغات. يعتبر الكتاب رمزًا مهمًا للهوية الدينية والثقافية لأتباع الحركة.

خاتمة

كتاب مورمون هو نص ديني مركزي لحركة قديسي الأيام الأخيرة. يؤمن أتباع الحركة بأنه يحتوي على سجلات لأنبياء قدماء سكنوا القارة الأمريكية وأن الكتاب يكمل الكتاب المقدس. على الرغم من الجدل والانتقادات، كان للكتاب تأثير كبير على الحركة وعلى الثقافة الأمريكية. يعتبر الكتاب مصدرًا مهمًا للعقيدة والممارسة لدى قديسي الأيام الأخيرة، ويستخدم في العبادة والتعليم والدعوة.

المراجع

]]>

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *