نشأته وتعليمه
ولد هيويلت جونسون في 25 يناير 1874 في غلوسيسترشاير بإنجلترا. تلقى تعليمه في مدرسة مارلبورو وكلية أكسفورد. في أكسفورد، أظهر اهتمامًا باللاهوت والعلوم الإنسانية. حصل على درجة البكالوريوس في الآداب عام 1896، ثم حصل على درجة الماجستير في عام 1899. في تلك الفترة، كان جونسون يتجه نحو التعاطف مع الطبقات العاملة والمحرومة في المجتمع.
مسيرته الكهنوتية المبكرة
تم ترسيم جونسون كاهنًا في كنيسة إنجلترا عام 1898. بدأ خدمته في أبرشية مختلفة، حيث اكتسب خبرة في التعامل مع المشاكل الاجتماعية والروحية. عمل في عدد من الكنائس قبل أن يصبح عميدًا لكاتدرائية مانشستر في عام 1924. هذا المنصب منحه منصة أوسع لنشر آرائه والتأثير على المجتمع.
التحول إلى الشيوعية
شهدت فترة العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين تحولًا سياسيًا في فكر جونسون. تأثر بشدة بالصعود السوفيتي والنموذج الشيوعي. أعجب جونسون بما رآه في الاتحاد السوفيتي من تقدم اجتماعي واقتصادي، وخاصة في مجال التعليم والرعاية الصحية. أصبح مؤمنًا بأن الشيوعية تتوافق مع القيم المسيحية، خاصة فيما يتعلق بالعدالة الاجتماعية والمساواة. أيد بقوة سياسات الاتحاد السوفيتي، بما في ذلك التخطيط المركزي والاقتصاد الموجه.
دعم الاتحاد السوفيتي
أصبح جونسون مدافعًا صريحًا عن الاتحاد السوفيتي، وزاره عدة مرات. كتب العديد من الكتب والمقالات التي دافع فيها عن النظام السوفيتي، منتقدًا في الوقت نفسه الرأسمالية الغربية. أحد أشهر كتبه كان “مهمة في روسيا” (The Soviet Power)، الذي نُشر في عام 1945. في هذا الكتاب، قدم جونسون صورة إيجابية للاتحاد السوفيتي، مؤكدًا على إنجازاته في الصناعة والزراعة والتعليم. أثار هذا الكتاب جدلاً كبيرًا في الغرب، حيث اتُهم جونسون بالتغاضي عن الفظائع التي ارتكبها النظام الستاليني.
الجدل والانتقادات
واجه جونسون انتقادات شديدة بسبب دعمه للاتحاد السوفيتي. اتُهم بأنه متعاطف مع نظام قمعي، وأنه يغفل عن معاناة الناس في ظل الحكم الشيوعي. اعتبره الكثيرون شخصية مثيرة للجدل، خاصة في فترة الحرب الباردة. ومع ذلك، دافع جونسون عن مواقفه، معتبرًا أنه يدافع عن الحق والعدالة الاجتماعية.
تأثيره على الكنيسة والسياسة
ترك هيويلت جونسون بصمة كبيرة على كل من الكنيسة والسياسة. كان له تأثير على تطور اللاهوت المسيحي في القرن العشرين، وخاصة في مجال العلاقة بين الدين والسياسة. ساهم في النقاش حول العدالة الاجتماعية والمساواة، ودعا إلى عالم أكثر إنصافًا. على الرغم من الجدل المحيط به، ظل جونسون شخصية مهمة في تاريخ بريطانيا، ولا يزال موضوعًا للدراسة والنقاش.
مسيرته في كنيسة إنجلترا
خلال مسيرته في كنيسة إنجلترا، شغل جونسون العديد من المناصب البارزة. أصبح عميدًا لكاتدرائية مانشستر في عام 1924، وظل في هذا المنصب حتى تقاعده في عام 1963. كعميد، قام بتنظيم العديد من المبادرات الاجتماعية والإنسانية. كان معروفًا بخطبه القوية ودفاعه عن الفقراء والمهمشين. بالإضافة إلى ذلك، لعب دورًا في تعزيز الحوار بين الأديان. كان يرى أن الدين يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في معالجة المشاكل الاجتماعية والسياسية.
نشاطه السياسي
كان جونسون ناشطًا سياسيًا، وشارك في العديد من المنظمات اليسارية. دعم حركة السلام وندد بالحرب. كان يعتقد أن السلام والعدالة الاجتماعية مرتبطان ببعضهما البعض. ألقى محاضرات وشارك في فعاليات عامة للترويج لآرائه. كان ينظر إليه على أنه صوت مهم في الحركة الشيوعية في بريطانيا.
حياته الشخصية
تزوج جونسون من مارغريت ماكليود عام 1908. كان لديهما ثلاثة أطفال. على الرغم من نشاطه العام المكثف، ظل جونسون ملتزمًا بحياته الأسرية. كان معروفًا بحبه للقراءة والكتابة، وكان يستمتع بالسفر. عاش حياة طويلة ومثيرة، ومليئة بالتحديات والإنجازات.
إرثه
يُعتبر هيويلت جونسون شخصية مثيرة للجدل، ولكن لا يمكن إنكار تأثيره على تاريخ القرن العشرين. ترك إرثًا معقدًا، حيث يختلف الناس حول تقييمهم لأفكاره وأفعاله. يراه البعض بطلاً دافع عن العدالة الاجتماعية والسلام، بينما يراه آخرون متعاطفًا مع نظام قمعي. ومع ذلك، يظل جونسون شخصية مهمة للدراسة والتحليل.
أعماله
بالإضافة إلى كتاباته العديدة، كان جونسون متحدثًا بارعًا. ألهمت خطبه وحواراته الكثيرين. ترك وراءه العديد من الكتب والمقالات، التي تعكس أفكاره وآرائه. بعض أعماله الرئيسية تشمل: “مهمة في روسيا” (The Soviet Power)، “الحرب والسلام” (The War and Peace)، و “شيوعية المسيح” (Christianity and Communism).
خاتمة
كان هيويلت جونسون شخصية معقدة ومثيرة للجدل، ترك بصمة كبيرة على كل من الدين والسياسة في القرن العشرين. كشيوعي مسيحي، دافع عن العدالة الاجتماعية والمساواة، وأيد الاتحاد السوفيتي. على الرغم من الانتقادات التي واجهها، ظل ملتزمًا بقناعاته. إرثه لا يزال موضوعًا للدراسة والنقاش، مما يجعله شخصية مهمة في تاريخ الفكر.
المراجع
- Encyclopaedia Britannica – Hewlett Johnson
- Wikipedia – Hewlett Johnson
- Oxford Reference – Hewlett Johnson
- Marxists.org – Hewlett Johnson Archive
“`