نشأته وبداية مسيرته العسكرية
ولد إلدون بارجيويل في 13 أغسطس 1947. التحق بالجيش الأمريكي في عام 1969 بعد تخرجه من جامعة ولاية أوريغون. بدأ حياته المهنية كضابط مشاة، وتدرج في الرتب العسكرية بسرعة. خدم في فيتنام خلال حرب فيتنام، حيث اكتسب خبرة قتالية قيمة.
بعد عودته من فيتنام، أكمل بارجيويل دورات تدريبية متقدمة في القيادة والأركان. كما حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال. خلال فترة خدمته المبكرة، أظهر بارجيويل قدرات قيادية استثنائية، مما أهله للعديد من المناصب القيادية في الوحدات القتالية.
مسيرته في العمليات الخاصة
بدأ بارجيويل مسيرته في العمليات الخاصة في أوائل الثمانينيات. التحق بفوج العمليات الخاصة الأول (دلتا فورس)، وهي وحدة نخبة من القوات الخاصة الأمريكية. خدم بارجيويل في دلتا فورس لسنوات عديدة، وتولى مناصب قيادية مختلفة، بما في ذلك قيادة العمليات.
خلال فترة خدمته في دلتا فورس، شارك بارجيويل في العديد من العمليات السرية والعلنية حول العالم. اكتسب سمعة طيبة كقائد ماهر ومتمرس، وقادر على اتخاذ قرارات صعبة في المواقف الحرجة. كما لعب دورًا رئيسيًا في تطوير قدرات دلتا فورس وتوسيع نطاق عملياتها.
في التسعينيات، تم تعيين بارجيويل في مناصب قيادية عليا في قيادة العمليات الخاصة الأمريكية. شغل منصب نائب قائد العمليات الخاصة للجيش الأمريكي، ثم أصبح قائدًا للقيادة المشتركة للعمليات الخاصة (JSOC). في هذا المنصب، أشرف على عمليات العمليات الخاصة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك عمليات مكافحة الإرهاب والعمليات السرية.
قيادته للقيادة المشتركة للعمليات الخاصة (JSOC)
شهدت فترة قيادة بارجيويل للقيادة المشتركة للعمليات الخاصة (JSOC) تحولًا كبيرًا في استراتيجية الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب. تحت قيادته، ركزت JSOC على استهداف قادة ومنظمي الجماعات الإرهابية، واستخدام تقنيات متطورة لجمع المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ العمليات.
ساهم بارجيويل بشكل كبير في تطوير وتنفيذ استراتيجية “القتل أو الأسر” التي استخدمتها الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب. كما أشرف على عمليات JSOC في أفغانستان والعراق، حيث لعبت دورًا حاسمًا في إسقاط نظام طالبان، والقبض على صدام حسين، ومحاربة تنظيم القاعدة.
كان بارجيويل مؤيدًا قويًا للتنسيق بين الوكالات الحكومية المختلفة، بما في ذلك الجيش ووكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي. عمل على تعزيز التعاون بين هذه الوكالات، مما ساعد على تحسين فعالية العمليات الخاصة.
إسهاماته في تطوير العمليات الخاصة
ترك اللواء بارجيويل إرثًا دائمًا في مجال العمليات الخاصة. لقد كان من رواد تطوير التكتيكات والتقنيات المستخدمة في مكافحة الإرهاب والعمليات الخاصة. ساهم في تطوير مفاهيم جديدة للعمليات الخاصة، بما في ذلك استخدام الطائرات بدون طيار، والتقنيات المتطورة لجمع المعلومات الاستخباراتية، والعمليات السرية.
كما كان بارجيويل مدافعًا قويًا عن تدريب الأفراد في العمليات الخاصة. قام بتطوير برامج تدريبية متطورة، بهدف إعداد الجنود والضباط للتعامل مع التحديات المعقدة التي تواجههم في العمليات الخاصة. ركزت هذه البرامج على بناء القدرات الجسدية والعقلية للجنود، وتعزيز مهاراتهم في القيادة والتعامل مع المواقف الصعبة.
بالإضافة إلى ذلك، ساهم بارجيويل في تطوير وتعزيز العلاقات مع الحلفاء والشركاء في جميع أنحاء العالم. أدرك أهمية التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب، وعمل على بناء تحالفات قوية مع الدول التي تشترك مع الولايات المتحدة في نفس الأهداف.
تقاعده ووفاته
تقاعد اللواء بارجيويل من الجيش الأمريكي في عام 2003. بعد تقاعده، عمل كمستشار في مجال الأمن القومي، وقدم خبرته ومعرفته للعديد من المنظمات الحكومية والخاصة. واصل بارجيويل المساهمة في تطوير سياسات واستراتيجيات مكافحة الإرهاب.
توفي اللواء إلدون بارجيويل في 29 أبريل 2019، عن عمر يناهز 71 عامًا. ترك وراءه إرثًا من التفوق والقيادة في مجال العمليات الخاصة. يُذكر بارجيويل كواحد من أبرز القادة العسكريين الأمريكيين في العصر الحديث، وكمهندس رئيسي في تطور العمليات الخاصة الأمريكية.
إرثه
يُذكر اللواء إلدون بارجيويل كقائد استثنائي ومهندس رئيسي للعمليات الخاصة الحديثة. كان له تأثير كبير على كيفية مكافحة الولايات المتحدة للإرهاب، وقاد التغييرات التي أدت إلى تحسين قدرة القوات الخاصة على تنفيذ مهامها بشكل فعال. ترك إرثًا من القيادة والابتكار والالتزام بالتميز، ولا يزال يمثل إلهامًا للعديد من العسكريين والباحثين في مجال الأمن القومي.
كان بارجيويل معروفًا بذكائه الحاد، وقدرته على التفكير النقدي، وقدرته على اتخاذ قرارات صعبة في ظل الضغط الشديد. لقد كان قائدًا يتمتع بالاحترام، وشارك في تنمية قدرات الكثيرين من المرؤوسين. لقد أدرك دائمًا أهمية الحفاظ على أعلى معايير الاحترافية والأخلاقية.
إن إرث بارجيويل يتجاوز مسيرته العسكرية. لقد ألهم جيلًا كاملاً من القادة والجنود، وساهم في تشكيل الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع التهديدات الأمنية المعقدة. إن مساهماته في تطوير العمليات الخاصة ستبقى جزءًا من تاريخ الجيش الأمريكي لعقود قادمة.
خاتمة
اللواء إلدون بارجيويل كان ضابطًا أمريكيًا بارزًا، ترك بصمة واضحة في تاريخ العمليات الخاصة. من خلال قيادته للقيادة المشتركة للعمليات الخاصة (JSOC) وإسهاماته في تطوير التكتيكات والاستراتيجيات، لعب دورًا محوريًا في مكافحة الإرهاب. كان بارجيويل قائدًا يتمتع بالاحترام، ومبتكرًا، وترك إرثًا دائمًا من القيادة والتميز في مجال العمليات الخاصة.